عراك اعلامي عنيف على الوليمة
جمعة عبد الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ابتلى العراق بظاهرة غير صحية تفسد الجو السياسي , وتبعده عن جادة الصواب ومعاناة الوقع اليومي المرير , ان هذه الظاهرة الجديدة تمثل علامة الشؤوم على احوال البلاد المتدهورة , وهي التراشق الاعلامي العنيف بين الكتل النيابية , والتي لاتسند الى الموضوعية والواقعية , وانما تزيد وتيرة الخلاف والتناحر , وتعميق الازمة السياسية الطاحنة , ونقلها الى اشكال اكثر خطورة , والتي من شأنها تهدد كيان الوطن وتفتت وحدته , ان هذه اللغة الاعلامية الملتهبة بالتشنج والانفعال المتزمت والمتعصب والمتطرف , يدل قصور في الوعي السياسي , وانعدام الحرص والمسؤولية وتغليب مصالح الطائفية الضيقة على مصالح الوطن والشعب , وتسهم في تعميق التخندق واخذه الى طريق مسدود , في سبيل الحفاظ على السلطة والنفوذ والمال , والذي يعتبر هذا الثالوث منزلق الى مسالك مجهولة ., اذ يطلع علينا بعض اصحاب الشأن من بعض السياسيين الصدفة في هذا الزمن الرديء , بتصريحات تشم منها رائحة التزمت الديني وخطابه المتزمت والمتشنج , في اطلاق النيران على الخصوم السياسيين . والبعض الاخر يستغل تواجد القنوات الفضائية الكثيرة , في فتح شهيته التي لا تتوقف عن الثرثرة السقيمة , في اقحام وحشر نفسه حسب المثل المعروف ( خالف تعرف ) ويدلو في فنجانه المكسور ما يحلو له من الغسيل الوسخ ليثير كراهية المشاهدين , وليس التحمس لافكاره كما يتصور . والبعض الاخر يحاول ان يكون تاجر وسمسار يتاجر بالواقع السياسي المأزوم ,من خلال نافذة التنازل للاقوى . والاخر يدلو من باب بحجة الدفاع وابعاد الاذى عن الناس , ويشغلهم في مهاتراته العقيمة والتي لاتخدم الواقع الحياتي , وبعض التصريحات تحاول ان تزرع الخوف والقلق في نفوس الناس , من خلال دعوته الى الاصطفاف الطائفي والمحافظة على وجود الطائفة من الاخطار المحيطة بها , يتطلب حشد الصفوف وتجنيده وتوحيده , حتى اذا كان يتطلب الغفران والعفو من القادة الفاسدين سياسيا وماليا , في سبيل الحفاظ على مصالح الطائفة التي ينتمون اليها , وبعض التصريحات الاعلامية يحاول اصحابها ,ان يبرزوا عضلاتهم للناس , حتى يصدقوا بهم وينجروا الى زوبعتهم الفنجانية , بان يوهمون الشعب ,ومن اجل غايات ومقاصد تصب في الكسب السياسي والمنافع الانتخابية , من خلال دفاعهم عن منفعة العامة للوطن يتطلب الدعم والاسناد قائمته الانتخابية الطائفية لكسب انجازات كبيرة ومنافع وانجازات تجعل الطائفة تتمرغ بالخيرات الوفيرة , في عالم الانتهازية والتخبط في الرؤية السياسية , لتثبيت الجاه والنفوذ والمال . التي حصلت عليها بطرق الكذب والدجل . ومن خلال مجمل هذا التراشق الاعلامي العنيف , هو مجرد لعبة ودعاية انتخابية , وخاصة وان انتخابات مجالس المحافظات على الابواب , ويهمهم بالدرجة الاولى , حصد منافع انتخابية كبيرة ,من خلال الضحك على ذقون البسطاء وجرهم عنوة , باستغلال المشاعر الطائفية سوى كانت ( سنية - شيعية - كردية ) في تقسيم الغنائم وفق المحاصصة السياسية . لقد غاب عنهم الشأن العراقي وهويته العراقية, اذا اصبح الوطن خلف الطائفية ,من خلال توظيف الانتماءات الطائفية والمذهبية لاغراض سياسية , وهنا تكمن خطورة زرع بذور الانقسام والتفتت بين صفوف الشعب . وهذا يحتم على القوى الديموقراطية ان تحشد وتجند قواها , من اجل الاستعداد التام للمعركة السياسية والانتخابية , بارجاع هوية الوطن , وابراز الجروح الحقيقية التي يعاني منها الشعب والوطن , ومن اجل منع التدهور الخطير في الازمة السياسية والاوضاع الشاذة , لان الطائفية كانت ومازالت على الدوام مصدر للنزاعات والتناحرات وتخلخل الثقة بين ابناء الشعب الواحد , وهي مصدر لعدم استقرار البلاد , في تفجير وتنامي النعرات الطائفية وهي تهديد حقيقي لكيان الوطن ووحدته
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
جمعة عبد الله

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat