هل الشيخ يوسف القرضاوي مصاب بمرض انفصام الشخصية؟؟
جمعة عبد الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تعرضت كل القوى السياسية المناهضة والرافضة للانظمة الدكتاتورية اسلامية وغير اسلامية الى صنوف القمع والارهاب ومصادرة ابسط اشكال الحرية , بتشديد القبضة الحديدية بكل الاساليب البشعة بما فيها استباحة دم المواطن لابسط الشبهات , مع ابراز ثقافة الجهل والتخلف والامية والفساد والعنف والارهاب والايمان بالخرافات والشعوذة وتمجيد راس الطغمة بصفات الالهية واسماء المجد والتكبير .وحينماهبت ثورات الربيع العربي على الشعوب العربية لتقلع هذه الانظمة القمعية والفاسدة , وبدأ مرحلة الشعوب في السير في طريق الحرية والديموقراطية والكرامة والاصلاح بالعدل والانصاف وتشجيع الثقافة الحرة التي تؤمن بالحوار وقيم التسامح والتعاون والتعاضد في النسيج الاجتماعي وابناء الوطن الواحد . وساهمت في التغيير القوى والتيارات الديموقراطية بكل صنوفها , لكن الاحزاب الاسلامية بما فيها جماعة الاخوان والتيارات السلفية تفوقت عليها بالقدرة المالية الهائلة والدعم الاعلامي الواسع من القنوات الفضائية واستخدام المنابر الدينية ( الجوامع والمساجد ) لخطابها الديني والسياسي لصالحها دون غيرها , وتجنيد العواطف الدينية وتأثير الدين في الاوساط الشعبية والفقيرة . وحينما سقطت الانظمة الدكتاتورية في بعض البلدان العربية , استئثرت وفازت بالتغيير الذي حدث التيارات الاسلامية ( جماعة الاخوان والسلفية ) من قطف ثمار التغيير وحرمان التياررات الديموقراطية بكل صنوفها من المشاركة والمساهمة في صنع القرار السياسي الذي يتحكم في مصير المواطن , وانفردت هذه القوى الاسلامية في استلام مقاليد السلطة بصورة منفردة , وقد لعبت بعض الشخصيات الدينية البارزة دورا فعالا في تهميش واقصاء القوى الوطنية والليبرالية والديموقراطية والتقدمية , ومن هذه الشخصيات الدينية الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والذي يعتبر الاب الروحي لاخوان المسلمين ومرشدهم الاعلى , في استغلال قدراته المالية والاعلامية الهائلة في التحريض والترويج من خلال تحركاته وخطاباته الدينية والسياسية في شق وتعميق الخلاف بين القوى الاسلامية والتيارات الديموقراطية مستخدما وسائل التزوير والتحريف والتضليل والدجل والخداع بسياسة منافقة , فكان كل نشاطه ومساعيه في ابعاد الجماهير والاوساط الشعبية والفقيرة بتحذيرهم بان ممثلي التيارات الديموقراطية , بانهم كفار وملحدين وحذر من ارتكاب الخطيئة والمعصية والذنب الذي سيحاسب عليه الله المسلم المتعاون والمساند والذي ينتخبهم والذي يروج افكارهم والذي ويشارك في تجمعاتهم مبررا بان الليبراليين والديموقراطيين والعلمانيين هم اعداء الدين والشريعة الاسلامية , وحذرهم من ان يسرقوا الربيع العربي وتكون الطامة الكبرى التي ستفوق الانظمة الباغية والطاغية . بهذا النفاق السياسي والمكر في وسائل الاعلام المتحيزة والمنحرفة عن خطها الحيادي او نقل الحقائق دون دس رخيص , ولعبت هذه الافكار المروجة في دعم المرشح الرئاسي لجمهورية مصر حتى فاز الرئيس مرسي بالانتخابات , ورغم مرور عامين على ثورات الربيع العربي واحتلال القوى الاسلامية والسلفية مقاليد الحكم في تونس ومصر , لم يحدث التغيير الاصلاحي المطلوب , ولم تعالج مشاكل الفقر والظلم والحرمان والفساد, ولم تقم دولة العدل والانصاف , اضافة الى غياب الحريات الديموقراطية , ولم تعالج قضايا الفساد والمفسدين والظلم والظالمين , بل تميزت فترة حكمهم في خنق الحريات والاستحواذ على مفاصل الدولة واجهزتها بما فيها الاعلام والقضاء , فقد انكشف زيف متاجرتهم بالشعارات البراقة والرنانة وان الامور تسير من سيئ الى أسوأ , وتتفاقم الازمات المعاشية والحياتية وعدم الاستقرار السياسي , وسيادة الفوضى والبلبلة في المشهد السياسي , ضمن هذا التخبط السياسي تاتي المفاجئة والغرابة التي لم يتوقعها احد , قبل فترة صعد على منبر جامع الازهر في مصر الشيخ يوسف القرضاوي قائلا ( ان الليبراليين والديموقراطيين ليسوا كفار وملحدين , بل مؤمنون بالله ويجب التعاون معهم ) ما الذي حدث وتغير الحال فجاءة دون مقدمات , واصبح التيار الديموقراطي من كفار وملحدين الى مؤمنين صالحين ويجب التعاون معهم ؟! لماذ هذا الانقلاب الجذري من العداوة البغيضة الى طلب الصداقة والتعاون !؟ هل هو لعب على الذقون ؟ أم ان الشيخ القرضاوي مصاب بمرض انفصام الشخصية ( الشيزوفرينيا ) . ولكن في كل الاحوال تؤكد فشل وسائل التحريض والدعاية بتحريف الحقائق لاغراض ومأرب سياسية تتسم بالشيطنة والخداع , , وتعترف ضمنا بالموقع الهام والمؤثر للتيار الديموقراطي في صفوف الشعب وخاصة الاوساط الشعبية , وانه بدأ يتخلص من الاخطاء والثغرات ويتجه الى طريق الصواب , وان فكره التقدمي ياخذ بالانتشار ويكسب شعبية متصاعدة ولا يمكن القفز عليه او تجاوزه او حصره في زاوية ضيقة كما يحصل في السابق , وكذلك انكشاف زيف التيارات الاسلامية والسلفية بانها المدافع الوحيد والحقيقي والامين عن مصالح الشعب وانصاف الفئات الشعبية والفقيرة وانها تناصر الفقراء والمحرومين والمظلومين , ان غياب الرؤية الواضحة والشهوة الجامحة باستلام السلطة والنفوذ اعمى بصرها وبصيرتها عن الشروع بتنفيذ البرنامج الاصلاحي في تغيير احوال البلاد المريرة , وتحقيق الاستقرار والتطور السياسي والاقتصادي والنهوض بالبلاد بالتنمية المطلوبة
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
جمعة عبد الله

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat