صفحة الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني

لمصلحة من ،النبش بالأزمات ؟
رائد عبد الحسين السوداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أشارت الدلائل في الأيام الأخيرة إلى نوع من الهدوء على الجبهة السياسية بين فرقاء الأزمة المتمثلين بائتلافات دولة القانون ،والعراقية،والتحالف الكردستاني باستثناء بعض المناوشات الإعلامية لو صح التعبير من هنا وهناك بين نواب هذه الكتل  فيما يخص التصويت على بعض القوانين ،والتي لا تدخل في اهتمامات الزعماء على ما يبدو،فتارة ينسحب الأكراد أو الكرد كما يحبون أن يتسموا بهذه التسمية ومعهم العراقية صاحبة المشروع الأزموي المزمن في عراق ما بعد 2003سواء عندما كانوا يمثلون جبهة التوافق بأغلبيتهم في الدورة البرلمانية السابقة ،أو من يمثل جبهة أياد علاوي،فكلاهما كان يمثل أزمة بحد ذاته في ذلك الوقت،فكيف إذا اتحدا في قائمة واحدة اليوم .

     والطرف الآخر الذي يمثل الأزمة والذي أدمن على الانسحابات هو دولة القانون بحجة وبأخرى في خطوة تبادلية مع الطرف الآخر ،ومع كل هذا التناوش البرلماني لم تأخذ الأزمة أكثر من هذا البعد ،ربما كان لعودة الرئيس جلال الطالباني أثراً في ذلك إذ اجتمع مع أغلب الأطراف سواء في السليمانية أو في بغداد باستثناء مسعود بارزاني وهذا له دلالاته طبعا التي لم يحسن استغلالها جانب دولة القانون الذي انبرى أحد أقرب المقربين فيه إلى رئيس مجلس الوزراء ،النائب ياسين مجيد مصرحا بأن رئيس إقليم كردستان يمثل خطرا على العراق ،وإنه يحاول أن تكون أربيل أقوى من بغداد ،وأن يكون هو أقوى من رئيس وزراء العراق.هنا السؤال الجوهري ،لماذا في هذا الوقت الذي يشهد هدوءا على الجبهة السياسية كما ذكرنا أعلاه لاسيما إن زيارة رئيس الوزراء إلى موسكو وبراغ وعقود التسليح لم تلق معارضة شديدة كما في صفقة f16إلا من بعض الأصوات الثانوية  ،ولماذا صدر من رجل إذا تكلم ،يعني فيما يعنيه أن المالكي الذي تكلم ،ولماذا في هذا الوقت الذي يشهد برودا إن لم نقل فتوراً في العلاقة بين الحزبين الكرديين ،كانت إحدى أكبر مصاديقه عدم زيارة مسعود البارزاني للرئيس جلال الطالباني لا في المستشفى في ألمانيا ،أو عند عودته من هناك إلى السليمانية على الرغم من أن أكثر الساسة ومنهم الساسة العرب يتقدمهم رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب قد زاروا الرئيس ليهنئوه بسلامة العودة إلا رئيس الإقليم الذي غاب بحجة التزامات بزيارات دولية ،وعند عودته أيضا لم يقم بزيارة الرئيس الذي كان في بغداد ،وفي خطوة هي لذر الرماد في العيون أريد منها التظاهر بعدم وجود هذا الفتور في العلاقات بين الطرفين ،طار الرئيس طالباني إلى أربيل للقاء رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيس الإقليم،وفعلا تم اللقاء في مقر إقامة الرئيس طالباني وبتحليل مبسط جدا للصور التلفزيونية للقاء ،أظهرت بأنه لقاءا باردا حاول فيه الطالباني أن يرسم ابتسامة خجلى على شفتيه لم تقنع المشاهد المراقب ،وظهر فيه السيد مسعود البارزاني متجهم الوجه أيضا،كما الآخرين،وقد أشارت التقارير الخبرية أن رئيس الإقليم الذي لم تدم زيارته لرئيس الجمهورية أكثر من ساعة ،خرج وهو غير راض عن طروحات حليفه اللدود ،لاسيما عن مشاركة حزبه في حكومة أغلبية جديدة يشكلها المالكي عند حل هذه الحكومة،وليس هذا فقط،بل كان تحرك المعارضة الكردية المتمثلة بحركة (تغيير) المطالبة بتغيير في الدستور المعمول في إقليم كردستان العراق واتفاق هذه الحركة على هذا المقترح مع الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال الطالباني،ففي مثل هذه الظروف أما بالإمكان الترقب الحذر من قبل فريق دولة القانون وجعل الخصومة تكبر بين الفريقين الكرديين (هنا لا أريد ولا أؤيد الخصومة بين هذين الحزبين فإنهما بالتالي من وإلى العراق لكن هي طروحات تطرح) بدل تصريحات ياسين مجيد التي أرغمت رئيس الجمهورية أن يعود إلى معقله الكردي ويشن هجوما قاسيا على النائب مجيد ومدافعا عن مسعود البارزاني ويصف تصريحات النائب بأنها دعوة للحرب ،والحقيقة إن جلال طالباني لا يستطيع أن يكون إلا هو،الكردي،الذي يسعى دوما أن يكون في مقدمة المطالبين والمدافعين عن الصف الكردي بوجه الآخرين من غير الكرد ،أما أن يطالبه السيد ياسين مجيد بأن يكون على مسافة واحدة بين الفرقاء هنا لها إطروحتين بصيغة السؤال ،الأولى هل يستطيع جلال الطالباني أن يلتزم الصمت؟وهل إذا التزم الصمت سيدعه القوميون الكرد بسلام ؟ وهل يبقى جلال الطالباني كما هو رمزا كبيرا لشريحة كبيرة من الكرد ؟ قد يجيب البعض إنه رئيس العراق،والواقع إن جلال الطالباني رئيسا للعراق لضرورات كردية داخلية أملتها ظروف العلاقة المتوترة على الدوام بين الزعيمين طالباني وبرزاني وإن الإقليم لا يحتمل وجود زعيمين كبيرين مثلهما فكان لابد من إيجاد مكان يليق بأحدهما فكانت الرئاسة لجلال الطالباني.والثانية،هل الوقوف على مسافة واحدة تعني أن يصمت الرئيس على تصريح أقل ما يقال عنه بأنه خطير،ولماذا يباح للنائب ما لا يباح للرئيس ،ويمكن القول إن هذا النائب تصرف مع الرئيس كما تعامل مع الآخرين إن لم تكن معي فأنت ضدي  ،أو يجب أن تكون معي وفي كل الظروف والأوقات ،ومهما يكن موقع هذا السياسي أو ذاك الطرف .إن الشيء الخطير في أسلوب بعض السياسيين العراقيين ولاسيما بعض سياسيي دولة القانون يتعاملون مع الشركاء بأسلوب الآمر الناهي وإن خرج البعض وانتقد سياسة القائمة يتحول إما إلى بعثي وبالتالي يجب أن ينبذ ،أو أنه يشكل اصطفافا جديدا ضد الشيعة والتشيع وهذا الصنف ينبذ أيضا ،لا بل يجب أن يستأصل في عرف هؤلاء الساسة. إن تصريح النائب المقرب جداً من رئيس الوزراء لا يمكن أن نصفها بالتصريحات العابرة ،بل هي تحمل أكثر من فكرة ،وأكثر من رسالة ،وأكثر من موقف ،لاسيما وأنها صدرت في وقت هادئ نسبيا كما ذكرنا وكما أكدنا في بدأ حديثنا .

 

                          


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رائد عبد الحسين السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/18



كتابة تعليق لموضوع : لمصلحة من ،النبش بالأزمات ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net