صفحة الكاتب : فائق الربيعي

عادوا بلا دينٍ ولا وطنْ
فائق الربيعي
 لي نسبُ من ماءٍ وطينْ
وغصني يتكئُ  على قدم الوعي
والكون إلى جانبي يُصعِّدُ مَنْ يَشاء ويَرزقُ مَنْ يَشاء
ويضيق صدرهُ بلا حساب فتساءلتُ ثم مشيتُ
هائماً على وجهي فإذا الحياة توقفني وتقول
لقد أتيت إلى الدنيا بريئاً نقياً خالصاً عارياً محايداً
ثم قلتُ : لم أتِ برغبةٍ مني وإنما جاءوا بي
فصرخت بألم ٍ حين قـَبَّلتُ جبين الارض ساجدا ً أول مرة
بإمضاء الإجبارِ  وكلُّ ما لدي من إسمٍ وجسمٍ  وكيانٍ
وحواسٍ وحتى عقلٍ إجبار بإجبار لا خيار لي  فيه
فتداعتْ أسئلتي على طاولة الشكوك
تبحث عن لحظة بيديها مصباح ضوءٍ خافت
أتحسسُ نوره وسط عتمة العدم
ودموعي علّة الوجود المجاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
لا أبغي الإسراف اكثر في تشاؤمي
لأن المرآة التي علقتها على الجدار
يتراءى لي فيها من علو الزمان إلى يومي هذا
أمراً , سراً , شكاً , ًقدراً , وجوداً , عدماً
كلها فجوات لا يردمها قلمي المتعثر
ولا ذهني الواهم ولا أحلامي مبتورة الجناح
ولكن أسئلتي قائمة ٌ وبنيتُ عليها  ألفاظاً
تسوقها رياح النفس وهوادج الذات
فأكون معذورا إذا لم أرَ غير العتمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
ولولا كثرة اللائمين
لما تثاءب الليل
وأغشاه الصباح
ليكون شاعراً بلا قافية
ـــــــــــــــــــــــــــــ
 
على حائطي الذهني
رسمتها  توقد شمعة
لا تأفل ولا تنطفئ
ــــــــــــــــــــــــــــ
 
ساءلتُ الفجرَ عَنْ صَباحاتِها
كيفَ تعاظمتْ
فوقَ مجراتٍ وشموسْ
ثمَّ ذابتْ كالضحى
بينَ شفتيَّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
الشعرُ تعصرهُ آلام
فيحتمل ويصبر لأنه كادح
ومحراثه في أرض القصيدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
مشيت بقدم حافية
داخل نفسي فهان الجوع والظمأ
لما تدلى الوقت للقاء القصيدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
 
ما قرأناه لحد الآن
يقف عارياً بجانب السؤال؟
ولا يهوى الملابس المعلقة
على  أوتاد هذا الكونْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
دفعتُ رسالتي ثمن كأس ٍشربناهُ ألماً
على رصيفِ الآهات بعدَ أنْ أصابَ نفسي شرابهُ
وكأسٌ أخذناهُ مِنْ  أيدي السنابلَ وسقينا بهِ وجوهَ المارةِ
فألبسَهمْ حرقةَ التنكرِ وخاضوا معاركَ الزهدِ
ثم عادوا بلا دينٍ ولا وطنْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
ولولا صمتي
لما عرفتُ إنني على صوابْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فائق الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/30



كتابة تعليق لموضوع : عادوا بلا دينٍ ولا وطنْ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net