الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

الانحراف الأخلاقي لرواية الواوي زيد عمران وقيم التجاوز
علي حسين الخباز

 حين يفقد النص الروائي التفاعل الجاد مع روحية المتلقي الشمولي يعني أن ثمة قضية معينة لا ترتقي إلى مستوى التمثيل العام، وضعف التأثير ناتج عن زوغان المعنى القصدي،  قد يستطيع الإنحراف أن يخلق الدهشة ،و أن يتمنطق بقيم الوطن والمودة والسلام والنزاهة ليحرف القصد بمهارة محترف ، لكن ما فائدة الثقافة ان لم تكن منهلًا للوحدة والوئام ، وتوظيف المخزون المعرفي لتوجيه النص نحو الهدف النظيف والأدب الراقي والثقافة المتمثلة بالهوية الإنسانية والوطنية، وعند الشعور بالقصور الفني سيلجأ الكاتب إلى الاقصاء والتجاوز والتطاول واستغلال الصوت الطائفي لبناء مرتكزات لمفاهيم منزوية خلف قناع طائفي مقيت.
لننظر إلى الرؤية القانونية، القانون يمنع نشر أي كتاب يسيء إلى معتقد أو يحتقر شعائر مذهب أو تعمد التشويش أو الهجوم على رمز من رموز طائفة ويمنع نشر الكتب التي تحمل  النفس العنصري أو الطائفي.
خداع المتلقي و تمزيق وحدة المجتمع  إرضاء  لأنماط شبيهة الفكر والمعتقد وانحرافات تشكل الهاوية، لهذا كل دار للنشر تعلن أنها تسعى إلى ترسيخ معايير مهنية وأخلاقية رفيعة في مجال النشر؛ ليكون منجزها إضافة حقيقية إلى وعي القارئ وأن يكون منشورها قيمة فكرية في مختلف المجالات. المنجز الثقافي رسالة سامية فهو يساهم في نصرة المظلوم ومحاربة الفساد والقضاء على السلبيات التي يمكن أن توجد في اي مجتمع ولا يمكن للمنجز الثقافي الفكري الفاعل أن يؤدي دوره الإيجابي الفاعل، ويقوم برسالته الإصلاحية الطاهرة، الا إذا اعتمد على الضوابط الأخلاقية، وإلا سيكون الكتاب موضوعًا لأغراض شخصية ومكاسب خاصة ولابد أن يكون العمل الأدبي نتائج العلاقة التفاعلية بين النص والقارئ ،ولا يمكن أن يلغي طرفًا على حساب طرف آخر، وإذا شعر بالعجز عن خلق التفاعل سيلجأ إلى فبركة إعلامية ، ومن بعض أشكال الفبركة كتب (زيد عمران ) في إحدى اعلاناته عن رواياته التي هاجم بها القراء وبدل أن يعي قيمة الرفض الجماهيري الشعبي يطالبهم بالالتزام الأخلاقي وكأنه يبحث عن نقصه هو في الناس ،ولو نقرأ أصوات الرفض لنصل إلى منجز (زيد عمران) والتفرقة التي خلقها فهو يبحث عن تكتل سلبي يحفز فيهم روح التجاوز باعتباره قبولًا بل يعتبره البعض جهادًا فهو يرفض بذاءة الرد الجماهيري على روايته حسب تعبير أحد منتقديه (حسن قائد) البذاءة هي حين تسيء إلى شريحة واسعة من المجتمع العراقي. وأما الاستاذ (محمد محمد) يرى أن إساءة زيد عمران واضحة للدين الإسلامي ولنبيه الأعظم صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام) وأحد الردود يذكرنا بقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (ستكون سنوات خداعات يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويتكلم فيها الرويبضة فقالوا ما الرويبضة  يا رسول الله قال التافه من الناس يتكلم في أمر العامة) ويرى أن على  زيد عمران أن ينصرف إلى شؤون  البطاطا والبصل واسعار السوق أو أن يشغل نفسه بكرة القدم وأن يدع عنه هذا المجال الذي له أهله ولا يهرف بما لا يعلم؛
لو عدنا إلى المراحل الأولى من الدراسات النقدية والتي كانت منصبة على الإهتمام بالمؤلف في تفسير العمل الأدبي (أسباب وجود العمل الأدبي بوجود صانعه المؤلف، لذلك كان إيضاح العمل من خلال شخصية الكاتب وحياته من أقدم مناهج الدراسة الأدبية ) ولمعرفة شخصية زيد ورؤاه وانتماءاته ومنهجه النفسي والاجتماعي ،فهو ولد في البصرة وهاجر إلى الدنمارك له مجموعة روايات تجاوزت الدرزن و لم نسمع عنها شيئا،
نريد أن نعرف كيف يفكر وما هي الكتابة عنده فهو يقول (أنا أكتب لأولادنا وأحفادنا عما رأيته في حياتي ،عن حماقاتنا و أخطائنا، هو إرث ثقيل وتركة معقدة وجدنا أنفسنا أطرافًا متناثرة فيها من غير أن يكون لنا الخيار في ذلك، هذا كل ما في الأمر)
رجل بهذا النكوص الذي يعيش الحماقة كونها أرثا دون أن يحرك فيه ساكنًا ودون أن ينهض أو يحاول أن يحث الآخرين على النهوض كيف له أن يصبح قائدًا ورائدًا يقود النهضة ويزرع المودة والسلام؟. كانت تجربته الأولى بالجرأة والتجاوز رواية بعنوان ( دكة مكة) التي يقول عنها (لكي يصبح الكاتب له اسم في عالم الثقافة والجوائز والمهرجانات لابد من تزكية المتنفذين في المجتمع فرواية دكة مكة تضرب المنظومة الإجتماعية في عقر دارها وتثير سخط بعض السياسيين ورجال الدين؛ وهذا الكلام له حرفيًا ،هو مريض نفسي يشرح حالته ويوصفها بالبؤس والفشل في التواصل مع الناس ويقول أنا مصاب بلوثة عقلية وليزكي هذا المرض يقول وجود علاقة بين الإبداع وبين الجنون، ويقر بأن هذا التشخيص مجرد خدعة، الناس تتكلم بمنتهى البساطة وأنا لدي مشكلة في التواصل) كاتب يكتب أفكارًا ينشر رواياته عبر وسائط النقل الإلكتروني وكأنه يعرضها لأصحاب دور النشر، والتجاوز مرغوب عند من يسعى لترسيخ الخلاف العقائدي ويرسم منه طريقًا للشهرة والربح الوفير ،اليوم المتلقي له كلمة ومثل هذه الرواية خلقت فرقة حقيقية جعلت القراء الشيعة والمنصفين من أهل الضمائر الحية يرفضونها جملة وتفصيلًا ؛ لكونها  رواية استفزاز لا أكثر يقول الكاتب (مصطفى علي) أنه وضع لروايته أغلفة عبارة عن رسوم وصور لعلماء الشيعة من عمامة سوداء وضريح لإئمة أهل البيت عليهم السلام بالعراق ،ولو وضع علماء من أهل المذاهب الأخرى وأضرحة لرموز مذهبية غير أئمة الشيعة لكانت أصوات أبناء الجمهور من العامة تستهدف الكاتب بما لا يحب ،الناس تسأله ماهي المنفعة في رواية تطرح السخرية وتتعرض لرموز مذهب ؟يقولون أن الرواية لم تطبع بعد وما آثارها هو فقط الإعلان ،والإعلان وحده أثار الناس فكيف ثاروا على رواية لم تطبع بعد؟
طيب نحن أيضًا نسأل  لماذا سبق القبول والرضا وتحزب البعض لصالح رواية لم تنشر بعد ولم نعرف عنها سوى  الإعلان، يمدحون الرواية ويعدونها قمة ويكتبون ننتظر وصول رواية الواوي،  كيف جعلوها قمة من قمم الإبداع و هي لم تطبع بعد؟ 
الكاتب (محسن الجنابي) الواوي من ينكر الحقيقة ويوهم الناس بأن كلامه صحيح، الثقافة  ليست أن تقرأ وتكتب وتؤلف ، كثير من الروايات لا قيمة لها أن لم تحاكي الواقع الحقيقي: وهناك من يسأل إن الرواية قديمة وكانت مجهولة فما الذي أثار الموضوع بهذا الوقت؟ منها نتمكن معرفة دواعي النشر،  العمل بأكمله فبركة دعائية، وأعلام حشّد له أصحاب الأغراض الطائفية والإلحادية والأحزاب المنزوية تحت اشعارات العولمة ، ووجدت القبول عند أهل السلفية والتكفيرية ، حتى في حالة منح الدور الجوهري في العملية النقدية للمتلقي يلحظ بعض الكتاب الروائيين إلى عملية التكتلات الطائفية، مثلما عملوا كتابًا لكل حزب وطائفة جعلوا حشودًا الإلكترونية طائفية  متحزبه تشجع وتدافع وتروج للمنشور.
وجه الكاتب (حامد المولى) رسالة مباشرة إلى الكاتب الواوي (عندما تسيء إلى مجتمع كامل وطائفة دينية كبيرة لها رموزها ومقاماتها الدينية هذه هي الشتائم المبطنة بدعوى الثقافة لا زلت أرى هذه الرواية هي الواوي الموجود في نفس كاتب الرواية، الذي طاب له أن ينشر نزعته الطائفية الحقودة على شكل رواية لعلها تكون نطفة لفتنة طائفية جديدة تفرق المسلمين أكثر مما هم مفترقون ويخرج الواوي المثقف كاتب الرواية برداء البراءة واللطافة مما تعرض له بسبب رواجه للمقدمة المسيئة و الترويج الطائفي فتنة والفتنة أشد من القتل)
هناك مغزى مهم لابد الإنتباه إليه ،وبعدها ليكون النقد منصفًا ،الكاتب لم يتحدث عن  رجال استغلوا الدين، وهذا موجود في كل الأديان والمذاهب ،بمعنى أنه لم يستهدف ظاهرة بل استهدف طائفة ومذهب، وعندما نتأمل في كتب الشيعة نجدهم لا يجرحون أحدًا بل يدافعون فقط ويستشهدون بكتب الغير؛ يبدو أن هذا الكاتب يدرك معنى نظرية الاتصال لكنه جزأها إلى مفهوم (التلقي الأعور )الذي يستهدف فئة ويتمسك بطائفيته فيكون منجزه ببُنية سطحية يجعل المتلقي ينتهي مرغمًا إلى جهة من الجهتين ، أما سني أو شيعي ، طائفية مفضوحة صلافة؛  لتصبح الرواية مجرد تسقيط وتحشيد ضد الدين ، الأستاذ (علاء عبد الحسين) كتب نقدًا عن صورة الغلاف والتي توحي إلى رمزية عند الشيعة الامامية وإلى عمائم تنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ،العمامة  السوداء وقبة أمير المؤمنين التي ترمز لمقدسات الشيعة وحوزة النجف بالخصوص، لذلك نعتبرها اهانة وسبة لنا، لهذا كان الحكم النقدي العام إن الرواية خدعة والكاتب مأجور يبحث عن استفزاز انتهازي ولا يفكر في مزايا الوعي الجمعي.
إن نظريات الكتابة الحديثة والتي تقوم على الإهتمام بالمتلقي باعتباره الطرف الفعال؛ والأدب الحقيقي بما يمتلك من تأثير خلاق، وإذا كانت الرواية تصف رجل الدين بالواوي ونحن لدينا رجال علم لم يمتلكوا  يومًا مفاتيح الجنة والنار ولم يبيعوا صكوك الغفران ، أمة علم ومعرفة حاول الكاتب زيد الواوي أن يغير مسار النظر وراح يستعطف العقول بأن الجمهور شتم أمي بقبرها ، ولماذا تجلب أنت لها المسبة بدل الرحمة  ؟ أكتشف الجمهور من خلال عنوانها ورسوم غلافها وأسلوب الإعلان عنها قبل أن تطبع بأنها رواية تطعن بمؤسسة دينية عريقة تعمل على تقويض مكانة رجال الدين ليخرجهم من عباءة الورع والتقوى ويلبسهم جلباب المكر و الدهاء ـ الأسلوب الذي استخدمه للرواية لا يمكن أن يسمى نقد إصلاحي ،
ملخص الحكاية تجاوز صارخ (طفل أرمني يهرب من إحدى مجازر الأرمن التي حدثت في إحدى المدن التركية  بداية القرن العشرين إلى مدينة النجف في العراق ويختبئ هناك ثم يصبح زعيم الحوز العلمية والمرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العالم)
يرى الناقد (خالد جاسم الفرطوسي) أن الرواية اختصرت الدين في لعبة السلطة  وجردت  المرجعية من بعدها الإيماني والروحي، خلف الرواية أجندة فكرية اشتغلت بالتشويه المتعمد والرواية لم تكتب لتروي حكاية إنسانية أو تفتح باب النقاش حول إصلاح المؤسسة الدينية وإنما كتبت في الطعن والتفرقة والاعتداء على معتقدات الآخرين، ومثل هذه المشاريع لا تدوم مهما ساندها الإعلام ودعمتها أبواق الطائفية فهي مرحلة عابرة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/10



كتابة تعليق لموضوع : الانحراف الأخلاقي لرواية الواوي زيد عمران وقيم التجاوز
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
أدخل كود التحقق : 1 + 1 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net