تحذيرٌ ناعمٌ من عاصفة تقترب
سيف الحمدان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سيف الحمدان

في خطبةٍ لا تخرج عن هدوء المرجعية الرصين، لكنها تفيضُ بدلالات تتجاوز حدود الكلمات، وجّه ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، رسالة مشحونة بالإشارات غير المباشرة، تعكسُ قلقًا عميقًا مما تمر به المنطقة، وتُحذّر من أن العراق لم يعد محصنًا من تداعيات صراع يتسع أفقه يومًا بعد يوم.
العبارات التي وردت في خطبته – "الظروف التي تمر بها المنطقة بالغة الخطورة، والشعب العراقي ليس بمنأى من الصراع القائم فيها عاجلاً أو آجلاً" – ليست مجرد توصيف عام، بل هي إعلان مبكر لاحتمال دخول العراق في قلب عاصفة إقليمية قادمة، سواء بشكل مباشر أو من خلال تداعياتها السياسية والاقتصادية والأمنية. هذا التحذير، وإن جاء في سياق ديني معتاد، إلا أنه يحمل طابعًا سياسيًا بامتياز.
المرجعية، التي طالما تجنبت الدخول في تفاصيل الملفات الإقليمية، اختارت أن تضع الأصبع على الجرح، وتلفت الأنظار إلى أن الاستقرار الظاهري قد لا يصمد طويلًا أمام تحولات عنيفة محتملة في المشهدين الإقليمي والدولي، خاصة في ظل التصعيد المتكرر بين أطراف فاعلة في المنطقة، وتغيّر مواقف بعض القوى الكبرى
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat