صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

مع تساؤل وحيرة المطهري ( قدس)
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يقول الشيخ مرتضى مطهري ( 1919 ـ 1979 ) ان الافة التي اصابت مجتمعنا الديني بالشلل هم العوام وهم اشد بلاء من الاصابة بالسيول والزلازل ( الاجتهاد في الاسلام 258)
هذه العبارة في الصميم وحقيقة من خلال قراءتي لما يتعلق بالمجتهدين تاريخ واراء واحكام وعلى اختلاف ارائهم فلم اجد مجتهد بحق ـ أي اخذ اجازة الاجتهاد ممن تلمذ على ايديهم من المجتهدين ـ نال او لمح بالنيل من مجتهد اختلف معه سواء كان مدعي الاجتهاد او مجتهد بحق .
ولكن السؤال المهم هنا موجه للاحياء من المفكرين والمجتهدين ممن يتبنون راي الشيخ المرتضي السؤال من هو الذي يتيح للعوام ان يقولوا ما لم يقله المجتهدون ؟ نعم هنالك طابور خامس يختلق الاكاذيب والفتن بين المراجع وهنالك جهلة يرومون الجهل ، ولكن عندما يظهر مجتهد او مدعي الاجتهاد لكي ينال من راي او حكم لمجتهد اخر لا يتفق معه ، فمثل هذا المجتهد يتيح المجال للعوام بالحديث الباطل . 
اعتبر نفسي من العوام وامسك قلمي ولساني من نقل ما قراته من اراء لعلماء من نفس المذهب ، مع حسن نواياهم في خدمة المذهب لكن الحديث علنا هو الذي يتيح للعوام التقول .
هنالك من دخل حوزة النجف بعضهم حضروا سنة وخرج بعمامة لكي يتهجم على الحوزة هكذا صنف لا يعنيني ، لكن هنالك علماء تخرجوا بثقافة حوزوية اجتهادية تدل على علو مكانتهم ، ولشدة حرصهم على مؤسسة الحوزة يطرحون افكارهم للنهوض بالحوزة ، وهذا امر رائع لكن كيفية الطرح ومن هو المتلقي ؟ هذا ان صح الطرح ، لان التطوير في الحوزة يلزمه مراعاة ما تعمل عليه وبه الحوزة .
قبل الاستشهاد باراء البعض دون ذكر الاسم اقول لهم ولكل المعنيين اليست الحوزات وليس النجف لوحدها مستهدفة من اجندة معادية للاسلام ؟ موساد سي أي ايه نواصب دعاة الابراهيمية ، هذا اولا ، وثانيا الم يثبت للعالم ان الشيعة الامامية ائمتهم عليهم السلام وحوزاتهم لهم خطاب قائم بحد ذاته  وتمويله تمويلا ذاتيا وزاد العداء للحوزة عندما وقفت ضد الافكار الاستعمارية العدائية والتاريخ شاهد على ذلك .
من هنا اذا كانت الحوزة مؤسسة معلومة الهيكلية والملاك والنظام فانها تصبح صيدا سهلا للاعداء ، اضف الى ذلك مهمة الحوزة هو التعليم وتخريج العلماء وهذا ما يتحقق  عبر القرون .
فالذي يطالب بالتجديد والاصلاح عندما يصبح بمنصب اعلى في المؤسسة الشيعية يتخلى عن ما كان ينادي به وباقرار الشيخ المطهري حيث قال :" في كتاب الاجتهاد في الاسلام ص39  ان كل المفاسد ـ سببها ـ ان رجال الدين يتناولون المال مباشرة من الناس"  ثم يتساءل المطهري متاسفا "ما السر في ان زعماء الحوزة ( المراجع ) الصالحين المتفتحين عندما يتسنمون مراكز الرئاسة أي ( المرجعية ) يفقدون قدرتهم على الاصلاح ويبدون كما لو انهم نسوا اراءهم السابقة " .
ماهو البديل لكيفية استلام الحقوق من المؤمنين ؟ وعندما يتراجع من يتسنم المنصب الاعلى عن اصلاحاته لانه في المنصب تتضح له الظروف والاجواء التي هي عليها المؤسسة الدينية وكان غافلا عنها.
اسفي عندما قرات لاحد الفقهاء والعهدة على من نقل عنه وهو مختار الاسدي في هامش ص 24 من كتابه ازمة العقل الشيعي يقول ان هذا الفقيه قال "ان حوزة النجف متخشبة وجبانة " ، وانا اقول ان صح القول لولا حوزة النجف لما تمكنت من وضع العمة على راسك او الحديث بمصطلحات الحوزة ،الان انقذت العراق من داعش الامريكية هي حوزة النجف ،  وهو نفسه الفقيه في كتاب اخر تبنى طباعته السيد محمد حسين فضل الله فيه بحث للباحث اكرم طليس يقول ان هذا الفقيه قال :" ان السيد محسن الامين والسيد عبد الحسين شرف الدين كان بروزهما على المستوى الشعبي ولم يكن لهما بروز وفعالية على صعيد تفاعل الوعي الديني مع الحياة اليومية " ، عجبا وهو الباحث نفسه يثني عليهما في بداية بحثه وخصص فصلين لهما .
واقول ان الظروف التي كانا عليها وهي ظروف الاستعمار والجهل والفقر فقد قاما بدور رائع من حيث الجهاد والتعليم والمناظرات والنهوض بثقافة المسلمين والتاريخ يشهد .
ليس هنالك مؤسسة مالية خاضعة للحوزات تستلم الحقوق وتصرفها طبقا لراي المرجع لان هكذا مؤسسة سوف تبقى تحت البنك الفيدرالي الامريكي وها هو بنكنا الموقر ينتظر تعليماته من البيت الابيض فكيف بمؤسسة لا يمكن لهم ان يروضوها وفق الخط الصهيوني ؟!!.
 من نصر القضية الفلسطينية اليوم؟ ، اتمنى من كان ينتقد ويقترح على الحوزة ان يكون على قيد الحياة ليرى كيف تعاملت الحوزات مع اعداء الاسلام اليوم داعش صهيونية امريكية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/02/08



كتابة تعليق لموضوع : مع تساؤل وحيرة المطهري ( قدس)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net