تفجير مرقد العسكريّين وموقف المرجع الأعلى !
يقول الشيخ الصغير (طاب ثراه):
حينما أناخ البحث بكلكله عند هذا الموضع ولاح لعيني هذا العنوان الحزين، توقّفت عن الكتابة فيه أربعة شهور كاملة ! فمن ذا الذي يريد أن ينعى مجد الإسلام وشرف الدين وتخاذل الأمّة ؟ ومن ذا الذي يحاول إثبات حقيقة مرّة فرّقت بين المسلمين ؟ ومن ذا الذي يجرأ أن يندب الوحدة الوطنيّة للشعب العراقيّ ؟
ثمَّ يقول:
ولولا الموقف الصلب للمرجعيّة الدينيّة العليا في النجف الأشرف متمثّلة بسماحة السيّد السيستانيّ (دام ظلّه الوارف) لمنيت البلاد بحرب أهليّة مدمّرة لا تبقي ولا تذر، فلقد أنكر العمل الإجراميّ، ودعا لعدم الاعتداء بالمقابل على المساجد والمراقد، لا سيّما مرقدي أبي حنيفة النعمان بن ثابت والشيخ عبد القادر الكيلانيّ، وأكّد ذلك تأكيداً تامّاً، وسعى إليه حثيثاً من خلال أحاديثه واتّصالات مكتبه بأعيان الأمّة وعقلاء القوم والعلماء والوكلاء والمعتمدين، فأطفأ الله به النائرة.
وأصدر مكتبه في النجف الأشرف بياناً أذيع من الفضائيّات وعلى المنابر والمآذن، وفي مكبّرات الصوت، وهو يدعو المسلمين إلى اليقظة والحذر وإفشال المخطّطات التي تدعو إلى تفريق الصفّ وتمزيق الشمل.
والبيان هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
{يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}
لقد امتدّت الأيادي الآثمة في صباح هذا اليوم لترتكب جريمة مخزية ما أبشعها وأفظعها، وهي استهداف حرم الإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) وتفجير قبّته المباركة، ممّا أدّى إلى انهدام جزء كبير منها وحدوث أضرار جسيمة أخرى.
إنَّ الكلمات قاصرة عن إدانة هذه الجريمة النكراء التي قصد التكفيريّون من ورائها إيقاع الفتنة بين أبناء الشعب العراقيّ ليتيح لهم ذلك الوصول إلى أهدافهم الخبيثة.
إنَّ الحكومة العراقية مدعوّة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى تحمّل مسؤولياتها الكاملة في وقف مسلسل الأعمال الإجراميّة التي تستهدف الأماكن المقدّسة، وإذا كانت أجهزتها الأمنيّة عاجزة عن تأمين الحماية اللازمة، فإنَّ المؤمنين قادرون على ذلك بعون الله تبارك وتعالى.
إنَّنا إذ نعزّي إمامنا صاحب الزمان (عجّل الله فرجه الشريف) بهذا المصاب الجلل، نعلن الحداد العامّ لذلك سبعة أيّام، وندعو المؤمنين ليعبّروا خلالها بالأساليب السلمية عن احتجاجهم وإدانتهم لانتهاك الحرمات واستباحة المقدسات، مؤكّدين على الجميع وهم يعيشون حال الصدمة والمأساة للجريمة المروّعة أن لا يبلغ بهم ذلك مبلغاً يجرّهم إلى اتخاذ ما يؤدّي إلى ما يريده الأعداء من فتنة طائفيّة طالما عملوا على إدخال العراق في أتونها.
ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
٢٣ / المحرّم الحرام / ١٤٢٧ هـ
مكتب السيّد السيستانيّ (دام ظله)
النجف الأشرف
📚: الإمام عليّ الهادي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat