غدير الولاية
ابو رضا المؤمن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في غدير خم أخذ الرسول الاكرم بيد علي بن أبي طالب وهما على المنبر وراح ينادي بأعلى صوته في الحجيج :
"من كنت مولاه ف علي مولاه"
استعمل الرسول كلمة الولي ولم يستعمل مفردة امام هنا فلم يقل من كنت نبيه او رسوله فعلي امامه !
اذ الامامة لها مستويات فامام الجماعة امام وامام الحج امام وامام المسلمين في مدينة او دولة هو امام لهم وهكذا .
وهذه الامامة ادارة لشؤون المسلمين حتى في الجماعة الامام يتقدم ليصلي بالمأمومين بصلاته وهذا نوع من الادارة .
فكان يمكن ان تفسر الامامة في كلام الرسول بحدود ضيقة لاتفي بمراد الشارع المقدس من بيان الامامة الكبرى .
واما الولاية فهي تعني الحاكمية والسلطنة على جميع امور المسلمين الدينية والدنيوية والاخروية بقوله تعالى " انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون" 
فالولاية ثابتة للخالق أصالة وتكوينا ثم منح الله الولاية لرسوله الاكرم .
والرسول في هذا المقام قرن الولاية التي اراد منحها بأمر من الله عز وجل قرنها بولايته فالولاية الثابتة للرسول الأكرم بهذه الدرجة وهذا المستوى قد منحها الله عز وجل للامام علي ولذا حين قال :
من كنت مولاه أي من كنت انا وليّه فهو داخل تحت ولايتي وسلطتي وخاضعا في الدين والدنيا لي وانا الحاكم والمتصرف في شؤونه فمن كان كذلك فهو داخل تحت ولاية الامام علي وهو وليّه والحاكم والمتصرف في شؤونه .
وهذه ولاية أرقى وأعظم من الامامة او الحاكمية التي تثبت لولاة الحكم لان هذه بمعنى الادارة لشؤون الناس في امورهم الدنيا فحسب .
فالولاية الالهية العامة منصب رفيع لايناله أحد الا بنص الهي فليس كل نبي او وصي او امام تثبت له مثل هذه الولاية .
ولذا قال الباري عز وجل للنبي ابراهيم بعد احرازه للنبوة والخلّة :
 اني جاعلك للناس اماما !
فهذه الامامة بمعنى الولاية ..
وهذه الولاية لاتكون الا في اولي العزم ومن شاء الله ان يكون في ذلك المستوى بل وأعظم فالخاتم أفضل الانبياء والرسل .
وهذه خصوصية للرسول الخاتم وأوصياءه اذ لانبي بعده ولا وصي بعدهم فلابد ان يكونوا على مستوى خاص من الولاية يناسب الخاتمية .

والولاية تكون بين طرفين بين الوليّ والمولّى عليه بين الخالق وخلقه وهي الاصل بمعنى ان الله وليّ على عباده وعلى العباد ان يسلّموا بهذه الولاية لخالقهم ويؤمنوا به ويطيعوه .
وبين الرسول الأكرم والمسلمين فهو وليٌهم وعليهم التسليم بولايته واطاعته .
 وبين الامام علي وبين المسلمين فهو وليّهم وعليهم التسليم بولايته واطاعته فهو يقوم مقام الرسول وخليفته من بعده ولايحق لمن ليس له هذه الولاية ان يتصدى للخلافة لانه يخالف النص الالهي في ولاية الامام علي ولايمتلك صفات الوليّ فلايستحق خلافة الرسول .

ومن رشحات هذه الولاية انها ترشد الخلق الى السعادة الابدية وتكشف للانسان الطريق نحو التكامل .
وتعد ولاية الفقيه من رشحات ولاية المعصوم .
نهنّئكم كل عام بيوم الولاية في غدير خم
ثبّتنا الله واياكم على الولاية .

أبو رضا المؤمن...

الموضوع السابق الوَصيَّة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat