التلميذ والأستاذ عن (خبر وفاة المرجع الاعلى السيد الخوئي((قدس))
احمد علي الحلي



 كتب المحقّق آية الله السيّد محمّد مهديّ الخرسان (قده) عن خبر وفاة أستاذه المرجع الأعلى السيّد الخوئيّ (قده)، في كتاب عليّ إمام البررة (2/ 139) الذي هو شرح لأرجوزة أستاذه ما نصّه: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون، لقد نزل القضاء فلبّى النداء سيّدنا الأستاذ الناظم رحمه الله تعالى بعد الظهر في اليوم الثامن من شهر  صفر سنة 1413هـ، وأسلمتْ روحه المقدّسة إلى بارئها آمنة مطمئنة، وناعيها يتلو قوله تعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ .

وكان عمره الشريف (96) عامًا، قدّس الله روحه، ونوّر ضريحه، ولـمّا أُخبرت بوفاته بادرت مسرعًا أداءً لحقِّ أبوّته العلميّة، وقمت بما أمكنني القيام به، حتى أنّي جهّزته بما أعددته لنفسي من الكفن ومستلزماته، وكنت قد كتبتُ عليه دعاء الجوشن الكبير، كما ورد في بعض مستحبّاته، تغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنّته، وألهمنا الصبر بمصيبته، وإنّا لله وإنّ إليه راجعون ».

قال كاتب السطور (أحمد الحلي): وقصّة ذلك كما رواه لي ثلاثة من الأعزّاء: 
« أنّه ذكر المحقّق آية الله السيّد محمّد مهديّ الخرسان أنّه في يومٍ من الأيّام  التقى أستاذه  آية الله العظمى السيّد الخوئيّ (قده)، وقال له: أريد منك أن تُعطيني مبلغاً من المال، إستجارةً لعبادةٍ مستحبّة، غير مجهدة وواجبة، كالصلاة والصيام، أريد منك مثلًا زيارة الإمام الحسين (ع) نيابة؛ وذلك لأشتري بمبلغها كفنًا من تعب يدي، فتأمّل السيّد الخوئيّ مليًا، وقال له: الآن غير موجود عندي ذلك، إذا كنت تريد من الحقوق فأعطيك ما تريد. فقال له: لا أريد من الحقوق شيئًا. 
وتمّ توفير مبلغ الإجارة  للزيارة من غير طريق، واشترى كفنًا بمبلغ الإجارة، وبدأ بكتابة دعاء الجوشن الكبير عليه، بالزعفران، وبخطِّ يده، وهذا شيء متعبٌ ومكلفٌ، ويحتاج إلى وقتٍ طويل، وأنجزه بحمد الله تعالى، وادّخره لنفسه.
ويروي السيد الخرسان: 
وفي يومٍ من الأيّام  كنت جالساً في البيت، فطرق المرحوم الشيخ شريف كاشف الغطاء (ره) الباب عليّ في الساعة الثالثة عصرًا، وذكر أنّ السيّد الخوئيّ (قدّه) قد توفي، فذهبتُ وولدي السيّد محمّد صالح وكاشف الغطاء لبيته، وانشغل من حوله بتغسيله، وعلى رأسهم المرحوم السيّد جابر الحسينيّ (ره)، وأنهوا غُسله، فطلبوا كفنه، فلم يجدوه حينها، وذلك لانشغالهم بمصيبة فقده فالخطب عظيم،  فقلت لهم: أنا عندي كفني، أعطيكم إيّاه، وأرسلتُ ولدي السيّد محمّد صالح؛ ليجلب كفني، وهو في (بقجة) مع لوازمه من عقيق وغيره، وكانت العقيقة بخاتمٍ من فضّة، وقاعدته موجودة إلى يومك هذا، فجاء ولدي بالكفن، وكُفّن به السيّد الأستاذ قدّس الله سرّه».

وأتذكر حينما أُذيع خبر وفاة المرجع الأعلى السيّد الخوئيّ (قده) في التلفزيون العراقيّ، كنت أحمل السلاح في واجبٍ عسكريٍّ بباب مركز شرطة الكمارك في خانقين، فجرت دموعي حين سماع الخبر، وكنت أكتمها خوفًا من أن يراني أحد، وأعقب الخبر  مجموعة من الأغاني، وهذا الأمر يدلّ على قمّة نذالتهم وخسّتهم، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد علي الحلي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/05/27



كتابة تعليق لموضوع : التلميذ والأستاذ عن (خبر وفاة المرجع الاعلى السيد الخوئي((قدس))
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net