لم ولن أعترف يوما برمز سياسي على مستوى التشريع أو على مستوى التنفيذ..
لن أكلف نفسي مؤونة مدح أحد منهم.. فهم موظفون يتقاضون أجورهم على ما يقدمونه من خدمة، ويتقاضونها على ما يقدمونه من نقمة..
لم ولن تبهرني إنجازاتهم؛ فهو دورهم الوظيفي الطبيعي والحال الذي ينبغي أن يكونوا عليه.
أرجو أن يكف البعض عن ممارسة عملية خفق النعال ورائهم و وراء كل من تصدى لمسؤولية في هذه الدولة، فأن في ذلك مفسدة لهم أو زيادة في فسادهم..
بعضنا مسكين الى حد يفوق المسكنة.. يحسب أن ما تقدمه الحكومات مكرمة وعطية وإنجاز تاريخي!! أيها المسكين إنها حقوقك؛ لكن تركك لسنوات بلا حقوق أوهمك بأن ما يقدمه هؤلاء لك اليوم هو من حسن تدبيرهم..
فرق كبير بين حقوق تؤخذ وحقوق تمنح على شكل عطايا مليئة بالمن والأذى وكثرة التصاوير من جميع الزوايا..
إعلم وافقه وأدرك أيها العراقي.. أن الحكومة لم تمنحك لغاية اليوم ولو عشر معشار ما قدمت أنت لهذه الأرض.. وتذكر أنك أعطيت الشهداء والجرحى وتحملت أذى حماقة الكثير منهم وعمالته وتهاونه ومكره وخسته.. تذكر اولئك الذين قضوا في (الحروب.. الارهاب.. سوء الخدمات.. والأذى الجسدي والنفسي) وغيرها مما كان الساسة السبب الرئيس فيه بالاضافة الى الاعداء..
أيقنتُ تماما أن هنالك مشكلة في الفهم لدى هذه الطبقات السياسية الحاكمة وذلك بعدم إدراكها لمعنى العقد الاجتماعي أو المعنى الحرفي للديمقراطية.. وعدم ادراكها لكونها في خدمة هذا الشعب.. ربما يعود السبب لعدم الأهلية في التصدي أو الى تعمد عدم اظهار الفهم.. المحصلة: هي أنها طبقات غير مناسبة لادارة بلد بمستوى العراق.
لا يغرنك جسر جديد ولا اكساء شوارع، لا يغرنك المترو ولا الملاعب، لا يخدعنك التشجير ولا غيرها؛ فهي حقوقك رغم أنف من تصدى ولا فضل لأحد فيها، واعلم أنها مقومات حياة سبقتنا بها كل شعوب الأرض بعقود من الزمن، وانها مع كونها من حقوقك؛ لكنها تقدم لك اليوم وفقا لما تمليه قوى أخرى تبحث في أرضك عن فرصة لاستثمارك..
لذا عليك أن تدرك أنك متجه الى الدخول في عالم الدفع الالكتروني الذي يشكل المصيدة الكبرى لعبث الرأسمالية العالمية في مقدراتك..
ستغزو أرضك الشركات الاستثمارية العالمية، وستتحول حياتك الى جحيم لا يطاق، ستصبح أرضك عامرة بأبراج السكن الشاهقة.. ستركب المترو وتدفع عبر بطاقتك الثمن لكل احتياجاتك، وستتناولك البنوك الربوية بمخالبها، و لا تدع لك مجالا للتنفس حتى.. ستصبح مجرد آلة.. وستكون (روبوت) دفع مسبق بامتياز، وستنتهي تلك المرحلة الحرة من حياتك، وستفتقدها كثيرا ذات يوم وربما ستفكر بانتفاضة تشبه انتفاضات من استعمرت ارضهم..
لقد تأخرتَ كثيرا عن الالتحاق بركب الارادة الامريكية سياسيا واقتصاديا وفكريا.. وهذا يدعو امريكا الى الاستغراب؛ لذا لا بد من الاسراع في زجك داخل منظومتها.. وينبغي عليك مغادرة هذه الحالة البرزخية التي تعيشها خارج مألوف الاقتصاد العالمي، وخارج مألوف الفكر الغربي، وخارج مألوف كل شيء هم فيه..
عليك الانصياع للقرارات الأممية بكل صيغها..
عليك الانصياع لمقررات البنوك العالمية والاتفاقات الاقتصادية بكل أصنافها..
عليك الانصياع للمنظومة الاخلاقية الغربية المتباكية على حقوق الانسان بكل تفاصيلها (الجندرية، والنسوية، والمثلية) وانتظر.. لترى ما ستبذله منظمات الشذوذ من ملايين الدولارات لتقديم المشورة في ذلك عبر منظمات (المجتمع المدني الملغومة)!! وستفرض على من يحكمك قرارات تلزمه بتعميم ذلك.. والحقيقة هي أن طبقتك السياسية قد اتقنت اظهار بشاشة الملق في تقبل كل هذا الهراء.. فالغاية ممارسة السلطة لأربع عجاف ومن بعد ذلك لا يهمها أن أقبل الطوفان أم لم يقبل.. هذا ما عهدناها عليه طيلة عقود من الزمن..
لذلك.. لن أمدح السياسي ولن أثني على عمله، فلست ملزما بذلك لا على وجه قانوني ولا على وجه شرعي.. ولطالما تذكرت أن الباب ما زال مغلقا بوجوههم وما زالوا جزءً من كلٍ غير مرضي عنه.. والاستثناءات تكاد تكون معدومة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat