صفحة الكاتب : د . علي المياحي

جامعة البصرة تقرر قطع العلاقات الثقافية مع ايران
د . علي المياحي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  قبل عام من الان استقبل وزير الثقافة والارشاد الاسلاميمحمد حسيني وفدا من الاساتذة العراقيين المشاركين في مؤتمر العلاقات الثقافية الايرانيةالعرا قية مجموعة من اساتذة جامعة البصرة المشاركين في هذا المؤتمر ، وقد اكد الوزيرحينها على ان طهران عازمة على تعزيز التعاون الثقافي مع بغداد معلنا استعدادها للتعاون الشامل مع البلد الصديق والجار العراق في كافة المجالات ، وأضاف ان العلاقات الايرانية العراقية كانت ودية منذ القدم معتبرا ان الشعب الايراني يكن مودة خاصة للعراق بسبب احتضانه للعتبات المقدسة. 
وقبل ايام التقى مدير عام دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة بالملحق الثقافي الايراني للتباحث في العلاقات الثقافية المشتركة بين الجانبين.ومن ضمنها الاستعداد لفتح المراكز الثقافية في كلا البلدين كجزء من خطة وزارة الثقافة للانفتاح الثقافي في الخارج . في حين اكدالجانب الايراني على ضرورة تعزيز العلاقات الثقافية بين الناشرين الإيرانيين والجامعات العراقية .. 
اذن فالعلاقات العراقية – الايرانية وخصوصا الثقافية منها في حالة تطور ونمو بعد سنوات الحروب والتوتر والتشنج والريبة والبرودالتي بلغت ذروتها في عهد النظام الفاشي الصدامي الذي شن حرباً عبثية على إيران دامت ثمان سنوات أتت على الحرث والنسل، واستهلكت طاقات الشعبين وكلفتهما خسائر باهظة في الأرواح والممتلكات لا يمكن التعويض عنها لعشرات السنين. وغني عن القول أن حزب البعث المقبور هو حزب شرير بأيديولوجيته العنصرية والطائفية، معروف بقدراته الفائقة على التدمير، وتوظيف التراث والتاريخ في التضليل والتلاعب بالرأي العام لأغراضه الدنيئة، إذ راح إبان الحرب المشؤومة يحفر في عمق التاريخ للبحث عن مفردات تخدم أغراضه لخدع الشارع العربي وإثارة مشاعر العداء وتعميقه بين الشعبين الجارين، فسمى حربه العبثية بحرب القادسية الثانية، والشعب الإيراني بالفرس المجوس... الخ. والبعث هذا لم يتوانَ لحظة واحدة في الطعن حتى بالشعب العراقي نفسه إذا ما تطلبت مصلحته في العزف على الوتر العنصري والطائفي، إذ نعرف ماحصل للكرد من حروب الإبادة، والشيعة العرب الذين يشكلون نحو 60% من الشعب العراقي وصفهم بأنهم ليسوا عرباً، بل جلبهم محمد القاسم مع الجواميس من الهند. نعم هكذا كتب صدام حسين في سلسلة مقالات نشرت في صحيفة (الثورة) بعد إجهاض انتفاضة شعبان 1991 بعنوان(لماذا حصل ما حصل) طاعناً بعراقية وعروبة شيعة العراق وبدوافع طائفية بغيضة.
لقد انتهى حزب البعث وقبر نظامه ورئيسه صدام حسين الشرير إلى غير رجعة، ولكن آثار جرائمه وألاعيبه وتركته الثقيلة لا يمكن أن تختفي بين عشية وضحاها. إضافة إلى ما ترك من جيش جرار والأساليب الشيطانية لإدامة تراث البعث التدميري، همهم تضليل الناس والطعن بالعراق الجديد وإفشال العملية السياسية والمبالغة في السلبيات، وإشغال الحكومة العراقية بالمشاكل وإثارة الصراعات الطائفية والاقتتالبين أبناء الشعب الواحد، بل والتغلغل في مؤسسات الدولة الجديدة ومحاولة تفجيرها من الداخل.وآخر ما ابتكره هؤلاء (الرفاق) هو حل المركز الايراني الوحيد في العراق ، وهو مركز الدراسات الايرانية التابع لجامعة البصرة ،والذي تاسس عام 1986 (كما يقول موقع الجامعة) ، وعلى الرغم من النشاط الذي يقوم به هذا المركز من خلال منشوراته ومجلته الموسومة (دراسات ايرانية) ، لم يرق ذلك للبعثيين في جامعة البصرة والذين زاد نشاطهم المساندة التي حصلوا عليها من رئيس جامعة البصرة (المطرود) الدكتور صالح القرناوي ، الذي حاول حل المركز سابقا بتغييراسمه ، كما حاول سلفه علي عباس علوان بحله ، واخيرا قرر الرفاق حل هذا المركز بحجة دمج المراكز البحثية (الخليج العربي ، دراسات البصرة ، الدراسات الايرانية) في عملية مريبة يقوم بها البعثيون من اجل تدمير العلاقات الثقافية المتنامية بين البلدين .ان توطيد العلاقات الثقافية بين الشعبين الجارين لا يكون بحل مثل هذه المراكز وانما بتنشيطها ودعمها (واخراج العناصر البعثية منها)، فالشعب الإيراني مثل الشعب العراقي، يمتلك حضارة عريقة ضاربة في عمق التاريخ. لذا يجب أن لا نساير النافخين في بوق الإعلام البعثي العنصري في إثارة العداء وتكريسه بين الشعبين الجارين اللذين تربطهما وشائج تاريخية لآلاف السنين، وجغرافية تمتد حدودها أكثر من 1450 كيلومتر، إذ ليس بإمكان أحد تغيير هذا الواقع. لذا من الحكمة تجيير هذا الواقع التاريخي والجغرافي لصالح الشعبين، والعمل على التعايش السلمي بينهما، وحل المشاكل المتوارثة والمتراكمة عبر التاريخ بالطرق الحضارية السلمية، فعهد الحروب بين البلدين قد ولى مع حكم البعث الساقط وإلى الأبد. 
واخيرا .. نحذر هؤلاء الرفاق واعضاء الفرق واهل الزيتوني بأننا سنكشف اوارقهم واسمائهم (وهم معروفون للقاصي والداني) ... ونعلمهم بان هذا القرار الذي اتخذ بدون علم الوزير وبدون علم المساعد الاداري واستغلت فيه فرصة خلو الجامعة من رئيس لها بعد ان غرق الرئيس السابق في وحل الفساد ومعه الكثيرون من الذين حصلوا على اللقب العلمي والشهادات العليا باطاريح كتبت عن فكر هدام المقبور ..
نسخة من الكتاب الى / السيد وزير التعليم العالي/ دائرة البحث والتطوير / المساعد الاداري لرئيس الجامعة / لجنة العلاقات العامة في محافظة البصرة / الاحزاب والكتل السياسية في محافظة البصرة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علي المياحي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/09


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : جامعة البصرة تقرر قطع العلاقات الثقافية مع ايران
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net