شخصيات قبل الظهور المبارك
عباس عطيه عباس أبو غنيم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عباس عطيه عباس أبو غنيم

من منا لا يتطلع إلى الرؤية لشريان الحياة وسر الوجود البشري ويكحل عينيه في الطلعة البهية لمصلح هذه الأمة والبشرية عبر العصور ونحن نتطلع للخروج المبارك الذي مهد اليه الانبياء والرسل عبر الازمنة وعداه من الايمان .
إن العقيدة ببقية الله في أرضه والأيمان بالعقيدة التي تبدأ وتنتهي به, تجعلنا نعيش في تراكمات الزمان من ظلم لبعضنا البعض في بقاع الأرض, وهذا الدور الذي ينتظره الناس لم ينعدم بموت الانبياء والرسل بل هو باق في وجدان كل مؤمن يتطلع إلى الظهور المبارك, ولم يكن هناك ريبة الا في الفكر المادي الذي يبالغ ويتهم هذه العقول في خروج المصلح.
ما يمني الأنفس المريضة التي أخذت من الفكر المادي الذي يؤسس إلى عقيدته المادية وتوظيف لها اشخاص تريد العبث في الدين, ومن ينظر إلى هؤلاء بلا شك خوفاً, ولم يبالغ في الدفاع عن عقيدة في الظهور المبارك, ولدينا من الاحاديث ما ملئت به الكتب, وهذا الموضوع الذي بين يديك ايها القارئ اللبيب يتحدث عن شخصيات قبل الظهور المبارك, لهم دور كبير في تعبئة المجتمع إلى الظهور المبارك.
هناك روايات تتحدث عن حتمية الظهور المبارك, وهناك روايات لعل البداء يحدث فيها قال تعالى : (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)1- وهنا اورد لكم إحبتي هذه الرواية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام والتي حددت مسار الظهور المبارك والنظر بأن العلامات الحتمية هي خمسة, فقد رَوى عُمَر بْن حَنْظَلَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) يَقُولُ : ( قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ خَمْسُ عَلَامَاتٍ مَحْتُومَاتٍ : الْيَمَانِيُّ ، وَ السُّفْيَانِيُّ ، وَ الصَّيْحَةُ ، وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ ، وَ الْخَسْفُ بِالْبَيْدَاءِ)2- تكون كلها في سنة الظهور.
هذه الرواية حددت مسار الانتظار المبارك لبقية الله في أرضه (عجل الله فرجه) ولكن اصوات النشاز تشكك بذلك وما علينا الآ أن نعمل جاهدين في توسيع الرقعة المهدوية وأعداد أنفسنا لهذا الظهور, ينتفع بنا الأجيال مع وجود زيغ مادي يحرف مسار العامة من الناس وهؤلاء يزدادوا ضمأ وسط السراب.
إن للقضية المهدوية عقيدة ننتظر الفرج من خلالها ونحن نمني النفس في الخروج ونعد العده له من خلال البرامج والدروس التي تعطي الفرد منا فرصة للحصول على ما يبغي, وأنت وأنا ممن يمني النفس بأن يكون من الموالين, ينتظر الفرج صباحاً ومساءً وسط الفوضى من الطواغيت والأشرار الذين يحرفون مسار الظهور المبارك, وهذه الرواية تعطي صورة أنقى لنا قبل الظهور, عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سالت أبا جعفر الإمام الباقر (عليه السلام) عن السفياني فقال: (وأنّا لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني يخرج بأرض كوفان, ينبع كما ينبع الماء فيقتل وفدكم فتوقعوا بعد ذلك السفياني وخروج القائم عليه السلام)3-.
إن الشيصباني وعوف السلمي اللذان يخرجان قبل السفياني الذي يخرج قبل الأمام المصلح المهدي المنتظر(ع) بفترة قصيرة عدتها الروايات بحمل امرأة وهؤلاء يخرجان من العراق ومن أرض كوفان وهل ترى هذه الشخصية خروجها غير متوقع في نظرك ؟ بل هناك تواصل مع الجهلاء الذين يرون عمله عمل المصلحين والذين يرون فيه زيف الاعتقاد حتماً تضخ وتضخم هذه الشخصية لضرب المعتقد الصحيح من الظهور المبارك. لأن الرواية تقول (ينبع كما ينبع الماء) وتصفه وجماعته سفاكين لدماء المؤمنين غير مبالين لها وهؤلاء من الشيعية الذين باعوا ضمائرهم من اجل حفنة من الدولارات ممهدين لجيش الظلال والشيصباني الذي ينبع كما ينبع الماء وكذلك يقتل وفدكم والسلمي الذي يمهد بتوحيد صفه وإخراج القوة الضاربة في تلك الديار وهو صوت مسموع من قبل اعوانه .
إن المواقف لأئمة الضلال كثيرة والتوحد فيما بينها وكل من يخرج له من الاهداف والسياسات التي يرسمها لمؤيده وتابعيه, وحتى الشخصيات التي تمهد للظهور المرتقب لديها القدرة على رسم خارطة الطريق وكيف نتبع النبع الصافي وهذه الاحداث بعضها يقع قبل الظهور وبعضها ملاصق للظهور وقلنا حتمية وغير حتمية أي يقع فيها البداء لله سبحانه وتعالى.
أن الطريق واضح ونحن نحدد مسار عملنا إلى أين ينتهي والحتمية قطعية الوقوع وعندما تقع لم يكن لنا العذر أو التفكير, لأن قبل الظهور نكن على مسارين مسار حق يستبشر بالفرح والفرج وبين مسار ثاني اعد العدة للمواجهة وهو يرى الظهور المبارك دليلا على انتهاء ملكهم في الظلم والجور واستعباد الخلق لذا فأن الظهور يعمل على هدم ابنية الشرك والظلال.
إننا نرتقب دولة الامام وعلينا أن نمهد لها بما استطعنا اليه سبيلا, وكذلك نرتقب مضلات الفتن وممن يضع نفسه فيها بشتى العناوين وهل لديه القدرة على تحقيقها؟ وفي المقابل نجد من العناوين من يسفك دماء الابرياء وهو حاقد على منظومة القيم والمبادئ كما نشاهده اليوم من قتل وهتك اعراض هنا وهناك, ونحن نتطلع على القتال في اليمن وغزة ولبنان والعراق وكلها رايات غايتها النصر على الظالمين ونحن نسأل الله لهم النصر على الاعداء إن اليمن وحربها وسر بقاءها دليل على انها اهدى الرايات ولا اعلم هل هذه الحرب يطول أمدها لكنها أهدى الرايات تجعلنا ننظر الفرج القريب قال تعالى : (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا )4- .
1- سورة الرعد الاية 13
2- كمال الدين و تمام النعمة: 2 / 650
3- البحار ج 52 ص 250
4- سورة المعارج الاية 7
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat