الهرير والجوع العراقي!!
سعد جاسم الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سعد جاسم الكعبي

يشهد العراق هذه الأيام موجة برد قارس وتتنبأ الجهات المسؤولة باستمرارها لنهاية شهر شباط المقبل وهذه الموجة ربما هي واحدة من الموجات النادرة في شدة البرد والتي لم يعتد عليها العراق، وان عرفها العراق منذ القدم وتعرف هذه الليالي الباردة بالهرير.
ويرجع سبب تسميتها التاريخية إلى ايام حرب صفين بين الإمام علي "ع" ومعاوية بن أبي سفيان وقيل سميت كذلك لكثرة أصوات الناس فيها للقتال ، وتعرض فيها معاوية لفزع من شدّة الحرب واستيلاء أهل العراق على مواقع وكانت ليلة قارسة، فالهرير في اللغة هو أنين الكلب عند شدّة البرد او صوتُ الكلب دون النُّباح.
وكثافة انهمار الثلوج ستنعكس إيجابا على الخزين المائي السطحي والجوفي في العراق، ووفقا لأهل الاختصاص، فان العراق يعاني من تداعيات الجفاف وشح المياه وقلة هطول الأمطار طيلة العامين الماضيين، وما نشهده الآن من موجة ثلوج في إقليم كردستان ومن موجات مماثلة تعم مختلف المحافظات العراقية من البصرة جنوبا إلى نينوى شمالا، سيسهم ولا ريب في تخفيف الآثار الكارثية لموجات القحط والتصحر وانعكاساتها على الأمن المائي والغذائي لملايين العراقيين.
وفي مثل هذه الأجواء يتناول العراقين انواعا من
الأكلات الشتوية التي يتناولها في المطاعم أو العربات الجوالة، واعتادوا على مقاومة برد الشتاء بالوجبات الدسمة غير آبهين بنصائح اختصاصيي التغذية حول التأثيرات الصحية التي تتسبب فيها الأكلات الدسمة والدهنية.
ومن تأثيرات البرد زيادة نسب تشكل الضباب وكثرة الحوادث المرورية المؤسفة، وربما زيادة معدلات الامطار الوميضية وزيادة نسب الفيضانات والسيول مثلما يحصل بدول مجاورة، وهناك احتمالية حدوث العواصف الرعدية القوية والشديدة وزيادة فرص تساقط زخات البرد باحجام اكبر من المعتاد .
وفي مثل هذه الظروف البارة تزداد معاناة العوائل المتعففة والتي لاتجد مايسد رمقها ويدفئ اجساد أولادها شدة البرد من دون ان تبادر الدولة للنظر في تحسين ظروفهم الماشية وامثال هولاء كثر وصار ليس من الغريب ان ترى اناسا مشردين يعيشون تحت الجسور او في الساحات العامة من دون أن يهتم احد بشانهم وامثالهم يعانون في ليال الهرير كل عام.
ويفترض ان يجدوا الدعم من الرسمي وحتى الشعبي لتلافي افة الجوع والبرد بدلا من الاكتفاء بتصويرهم وتسجيل سبقا صحفيا على حساب مآسي خلق الله.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat