أَربَعِينِيَّةُ الامامِ الحسين(ع) والجمهورِيَّةُ الفاضِلَةُ
زعيم الخيرالله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زعيم الخيرالله

ألأحلامُ راودت الانسان منذُ وُجِدَ على هذهِ الارض. وخاضَ هذا الانسانُ معاركَ وحُروباً دامِيَةً لتحقيقِ هذهِ الاحلام.والحُلُم هو تَطَلُّعً الانسان نحوَ واقِعٍ أفضل, ومعنى ذلك أنَّ الانسانَ يريد تجاوزَ واقعهِ المأزومِ الى عالَمٍ أفضل.
وبعضُ هذه الاحلامِ تحققت؛ لانَّها قابلة للتحقق. والكثير من الاحلام لم تتحقق ؛ لانَّها أفكارٌ طوباويَّةٌ خيالِيَّةٌ غير قابلة للتحقق.
امريكا كانت حُلُماً ولكنَّ هذا الحُلُمَ تحقق ؛ لأنَّهُ حُلُمٌ قابلٌ للتَحقق ؛ بغضِ النظر عن مارافق هذا الحلم من مجازر ومآسٍ واستئصالِ شعبٍ واستئصال ثقافته. وهكذا كان حُلُمُ الصهاينة في تحقيق دولةٍ لهم على أرض فلسطين.
وهناك أحلامٌ غير قابلَةٍ للتحقق ؛ لانها خيالات واوهام في رُؤوسِ من تخيلوها وحلموا بها . من هذهِ الخيالاتِ والاحلام التي لاوجودَ لها على أرضِ الواقع " الجُمهوريَّة الفاضلة" لافلاطون ، التي تخيلها افلااطون محكومة من قبل الفلاسفة وتحكمها القوانين ولايظلم فيها أحدٌ.
هناك الكثير من المفكرين تحدثوا عن مُدُنٍ فاضلِةٍ ، كآراء اهل المدينةِ الفاضلَةِ للفارابي، ومدينة الله للقديس أُغسطين ، ويوتوبيا لتوماس مور، وغيرها من المدن الفاضلة التي لاوجودَ لها في الواقع ، وانما هي موجودة في الكتب وفي رؤوس اصحابها ؛ لانّها أحلامٌ غيرُ قابِلَةٍ للتحقق.وقد يحسب البعضُ قضيَّةَ " المهدي المنتظر " من هذا القبيل ؛ لكن قضية " المهدي المنتظر" قضية مختلفة ؛ اذ تحدث عن وجوده الرسول الاعظم (ص) بأحاديث بلغت حدَّ التواتر ، والنبي(ص) تحدث عن وجود شخص بالقوة ، ولكن هذا الوجود بالقوَّة سيكونُ وجوداً فعليّاً في سنة 255 هج. النبي (ص) تحدث عن وجود شخص ، حتى وان شكك البعض بولادتهِ (ع) ، الاّ ان اخبارَ النبي صلى الله عليه وآله بوجوده يقتضي أن يولد في الزمن المحدد ؛ لانَّ الولادةَ فرعُ الوجود لا العكس.
جمهوريّةُ الحسينِ الفاضلة
---------
كلُّ المدن الفاضلة التي تحدث عنها المفكرون هي خيالات واحلامٌ في رؤوسِ أصحابِها ، لاوجود لها على الارض ، وهي غيرُ قابلةٍ للتحقق ، ولكن الجمهوريَّةَ الفاضلة حققها الامامُ الحسين (ع) في الزيارة الاربعينيّة.
في العادة ، أنَّ كارزما الانسان وقدرتَهُ على الجذب تكون في حياتِهِ ، أمّا بعد أن يقبر الانسان فيخف هذا الوهج وتتلاشى هذه الجذوة وتنتهي قوة الجذب . فكيف يجذب الامام الحسين (ع) هذه الجموع المليونية المختلفة في اهوائها وافكارها وثقافاتها ودياناتها . هذا شيء فوق التصور ، لانجده الا في جمهويّة الحسين عليه السلام الفاضلة . وكيف استطاع الامام الحسين عليه السلام أن ينزع الانا والكبر من نفوس الناس ليجعلهم يصبغونَ احذيةَ الناس ؟ وكيف استطاع عليه السلام أن يُغَيِّرَ النفوس ويحول شُحَّ النفوسِ الى كرمٍ منقطع النظير ، هذا لانجده الا في جمهوية الحسين(ع) الفاضلة, كيف استطاع الامام الحسين عليه بعد مايقارب 1400 سنة من استشهاده ان يصهر القلوب ويوحدها ؟ كيف استطاع (ع) ان يحول الناسَ من الجبن الى الشجاعة التي يتحدى بها السائرون الى قبلة الاحرار، الرصاصَ والمفخخاتِ؟كيف استطاع الامام الحسين عليه السلام ان ينقُلَ الناسَ من مفهوم التعالى والكبر الى مفهومِ الخدمة؟. هذا لانجده الا في جمهورية الحسين الفاضلة . الامام الحسين وحده حول هذه الجمهوية الفاضلة الى واقع ملموس في الزيارة الاربعينية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat