100 عام من الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية
امين الزاوي

في عشرينيات القرن الماضي، بدأ الأدب الجزائري باللغة الفرنسية يتأسس كنص بخصوصيات محلية وبلغة المستعمر الذي كان يستعد للاحتفالات بمئوية غزوه للجزائر (1830-1930).

أمام الأمر الواقع، تفطن المثقف الجزائري إلى أن اللغة الفرنسية ليست ملك الفرنسيين وحدهم، كما أن اللغة العربية ليست لغة للعرب وحدهم وأن الإنجليزية ليست للإنجليز وحدهم ولا الإسبانية لغة الإسبان وحدهم، بل على رغم كون الفرنسية لغة المستعمر إلا أنه يمكن تحويلها إلى سلاح ثقافي يستعمل في مواجهة الغازي، والتفكير في سلاح اللغة من أقوى اللحظات التاريخية في الوعي الوطني، أن تخاطب العدو بلغته وتحاربه بها فتلك هي المعركة الأكثر فصاحة.

انطلقت معركة الفصاحة الناعمة في عشرينيات القرن الماضي مع كاتبين يمكن اعتبارهما المؤسسين للصوت الجزائري الأهلي للأدب الروائي باللغة الفرنسية، وأقصد الكاتب الروائي والقاص عبدالقادر حاج حمو (1891-1953) والروائي والشاعر محمد ولد الشيخ (1906-1938).

أما الكاتب عبدالقادر حاج حمو، فهو ابن مدينة مليانة العريقة، تبعد عن الجزائر العاصمة 120 كيلومتراً جهة الغرب، وهي المدينة التي كان أسس فيها الأمير عبدالقادر مصنعاً للأسلحة أعوام مقاومته الشعبية الباسلة، وتعد مليانة من أجمل المدن الجزائرية، ويعد حاج حمو مثقفاً مزدوج اللغة متمكناً من اللغة العربية ومن الفرنسية على حد سواء، وتولى منصب نائب رئيس جمعية الكتاب الجزائريين الذي أسسه تيار الأدب الجزائري، وهو تيار أدبي قادته مجموعة من الكتاب ذوي الأصول الأوروبية الذين قدموا إلى الجزائر في فترات مختلفة أو ولدوا فيها، وكانوا يسعون من خلال هذا التجمع الأدبي إلى خلق تيار جمالي محلي في المستعمرة يختلف عن تيار أدب "المتروبول" (باريس) ومستقل عنه.

نحن في عشرينيات القرن الماضي، لم تكن أفكار عبدالقادر حاج حمو ثورية بمفهوم جيل الخمسينيات الذي سيحمل الفكر الاستقلالي الوطني بوضوح ولكن من موقعه التاريخي، فهو يمثل إلى حد كبير الخطوة الأولى في سلسلة الأدب الداعي إلى الدفاع عن حقوق الجزائريين الأهالي في العيش بمساواة وكرامة مع الأوروبيين في ظل جمهورية فرنسية علمانية، وهي أفكار كانت سائدة بشكل كبير في تلك الفترة في تاريخ الفكر السياسي الوطني، ظهر هذا عند التيار السياسي الذي كان يقوده فرحات عباس أو التيار الإصلاحي الذي كانت تقوده جمعية العلماء المسلمين.

ففكرة الاستقلال الوطني لم تكن ناضجة بشكل واضح لدى الطبقات السياسية وأيضاً لدى المثقفين، وهي مسألة تاريخية طبيعية في مسار تكون الوعي الوطني الاستقلالي بمفهومه المعاصر.

ولعل أهم نص روائي تركه لنا الكاتب عبدالقادر حاج حمو باللغة الفرنسية هو "زهرة، زوجة المنجمي" Zohra, la femme du  mineur  المنشورة عام 1925، وكان الكاتب سبقها بنشر نصوص قصصية أخرى متميزة في المنابر الأدبية لتلك الحقبة.

أما الكاتب الثاني، فهو محمد ولد الشيخ وهو مثقف توفي عن عمر 32 سنة، وهو ابن مدينة بشار الواقعة في الجنوب الغربي للجزائر، هذه المدينة التي منحت الأدب الجزائري باللغة الفرنسية أسماء كثيرة ووازنة من أمثال بيير رابحي وياسمينة خضرة ومليكة مقدم وعبدالرحمن موساوي ورابح السبع وغيرهم، وهي المنطقة التي تم فيها تفجير أول قنبلة نووية فرنسية والتي لا تزال آثارها السلبية على الصحة البشرية والطبيعية والحيوانية قائمة حتى الآن، وسطع نجم الكاتب محمد ولد الشيخ ما بين الحربين وبالضبط في عشرينيات القرن الماضي وكان متقدماً مقارنة بعبدالقادر حاج حمو إن على مستوى الكتابة الأدبية أو على مستوى الوعي السياسي، وتعد روايته "مريم بين النخيل"Myriam dans les palmes (1936) ، العلامة الأولى لتاريخ الكتابة الجزائرية بالفرنسية، بكثير من الخصوصية المحلية التي شرعت في حفر الهوة ما بين الأدب الكولونيالي والأدب الوطني، ففيها حمولة واضحة لبداية صعود الوعي الأهلي وفيها أيضاً حديث عن مصائر الأفراد والمجموعات في بلاد تعيش قمعاً واستغلالاً استعمارياً بشعاً.

ومع تجربة النخب الثقافية والأدبية الجزائرية في جحيم الحرب العالمية الثانية تغيرت الكتابة وتبدل الكاتب وتحركت أسوار الوعي الفردي والجماعي، السياسي والجمالي والفكري، فأمام هول الحرب وبشاعة النازية وانضمام الجزائريين من الأهالي إلى صفوف الحلفاء تغيرت الخريطة الأدبية، وظهرت أصوات متقدمة في الوعي الوطني وفي الثروة الأدبية والجمالية باللغة الفرنسية.

جيل القطيعة النهائية

ولد جيل نخب القطيعة الأدبية والسياسية على وقع هول أحداث الثامن من مايو (أيار) 1945 التي عرفتها منطقة سطيف وقالمة وخراطة ومناطق أخرى كثيرة في الغرب والشرق والوسط في المستعمرة، ففي وقت كان العالم الأوروبي والأميركي والسوفياتي يحتفل بنهاية النازية وهزيمتها، أما جيوش الحلفاء التي كان كثيرون من أبناء الجزائر المستعمرة حطباً لنارها، فلم يتخلفوا عن الدخول فيها من أجل إنقاذ البشرية من الفاشية، في هذه اللحظات ومع نهاية الحرب وإعلان هزيمة الفاشية عمت السعادة الكرة الأرضية كلها، شأنهم شأن أبناء شعوب العالم، خرج الجزائريون للاحتفال بهذا النصر والمطالبة بالانتهاء من الاستعمار بعد أن تم الانتهاء من الفاشية، فكان رد الآلة العسكرية الاستعمارية وحشياً بحيث قتل آلاف المتظاهرين.

ومن سجلات التاريخ الكبرى للنخب الوطنية الجزائرية باللغة الفرنسية أن كاتباً جزائرياً باللغة الفرنسية، لم يكن عمره آنذاك سوى 16 سنة، كان من المشاركين في هذه التظاهرات وسيتم توقيفة وسجنه، إنه الكاتب الكبير كاتب ياسين (1929-1989)، شاعر وروائي سيقلب لاحقاً تقاليد الكتابة الأدبية الجزائرية ويثورها من الناحية الجمالية والفلسفية أيضاً، وسينشر روايته "نجمة" 1956 لتكون محطة كبرى في تاريخ الكتابة الروائية بالفرنسية في الجزائر.

على مدى قرن من الزمن، وهو عمر الكتابة الروائية بالفرنسية في الجزائر، عرف الأدب الجزائري الروائي أجيالاً مختلفة في الحساسيات السياسية والجمالية والفكرية واختلافات في المواقف وتفاوتاً في درجة الجرأة في تفكيك مواضيع ملغمة سياسية واجتماعية وسيكولوجية عاشتها الجزائر في ظل الاستعمار أو في مرحلة بناء الدولة الوطنية.

على مدى قرن من تاريخ الرواية الجزائرية بالفرنسية، ماذا يمكن للتاريخ الأدبي والثقافي أن يتذكر من أسماء الروائيين ومن روايات خالدة ظلت حاضرة حتى اليوم في المقروئية الجزائرية والمغاربية والفرنكوفونية؟

على مدى قرن من الكتابة الروائية الجزائرية بالفرنسية يمكن ترتيب الروائيين في علاقة مع التاريخ الذي قطعته البلاد إذ لم يكونوا منفصلين عن محنته بل كانوا جزءاً من الذين عانوها، سواء في مرحلة المقاومة السياسية أو الحرب التحريرية أو بناء الدولة الوطنية الجديدة أو العشرية السوداء. لا يمكن الوقوف عند جميع الأسماء الروائية التي شكلت هذا القرن الروائي بالفرنسية ولكننا سنحاول أن نذكر الرموز التي مثلت العمود الفقري لهذه الكتابة إن على المستوى الجمالي أو الوعي السياسي والاجتماعي.

هناك أسماء روائية من الجيل الأول أصبحت خالدة في الأدب الجزائري باللغة الفرنسية وأضحت جزءاً من التراث الإنساني الكلاسيكي، وكتبت مجموعة من النصوص الروائية التي أضحت خالدة ويستمر حضورها لدى القارئ حتى الآن.
 

ومن الجيل الأول الذي كرس للكتابة الروائية الوطنية بالفرنسية وخلدها وكان منتظماً في الحركة الوطنية نذكر محمد ديب (1920-2003) بثلاثيته "الدار الكبيرة والنول والحريق"، وهي رواياته الأولى وسيواصل تجربة الكتابة حتى وفاته بعدد من النصوص المدهشة، إذ سينوع من أساليبه ومن طرق الكتابة لديه، وكان لي شرف ترجمة واحدة من أجمل وأعقد رواياته إلى العربية وهي "هابيل"، ولا يمكن الحديث عن جيل الروائيين العمداء من دون ذكر مولود فرعون (1913-1962) صاحب رواية "ابن الفقير"، وطاوس عمروش (1913-1976) وهي أخت الشاعر الكبير جون عمروش، ومولود معمري (1917-1989) صاحب "الربوة المنسية"، وآسيا جبار (1936-2015) التي كانت أول كاتبة شمال أفريقية وعربية تصبح عضواً في الأكاديمية الفرنسية صاحبة رواية "العطش" La soif، ومالك حداد ونبيل فارس ونور الدين عبة وقدور محمصاجي (مواليد 1933) الذي كان نائب رئيس أول اتحاد للكتاب الجزائريين وهو الوحيد من هذا الجيل الذي لا يزال على قيد الحياة، أطال الله في عمره.

وبعد الاستقلال وموازاة مع استمرار كثير من أسماء الجيل الأول في الكتابة، ظهرت أقلام روائية جديدة تمكنت من أن تكون قيمة جمالية مضافة لتاريخ الكتابة الروائية الجزائرية بالفرنسية، ومن هذه الأسماء نذكر الروائي رشيد بوجدرة الذي خرج عن خندق كتابة العمداء وتمرد إن على مستوى الشكل أو المضمون، وكانت روايته "التطليق" La Répudiation (1969)  حفراً جديداً في الكتابة الروائية، ويمكن اعتبار هذه الرواية محطة تاريخية جديدة في مسار الكتابة الروائية الجزائرية بالفرنسية، وغير بعيد من بوجدرة سيفاجئنا روائي آخر قادم من تخصص العلوم التجارية هو رشيد ميموني (1945-1994) بنصوص سردية مميزة سيبدأها برواية "لن يكون الربيع إلا أكثر جمالاً" Le printemps n’en sera que plus beau  ثم "النهر المحول" Le fleuve  détourné  و"شرف القبيلة"l’Honneur de la tribu ، وإلى جانب رشيد ميموني سيفاجئ روائي شاب آخر المجتمع الأدبي بنصوص روائية شجاعة وعميقة، إنه الطاهر جاووت (1994 - اغتاله الإرهاب الإسلامي في الثاني من يونيو/ حزيران 1992) نذكر من بينها "الباحثون عن العظام" Les chercheurs d’os  و"اختراع الصحراء" L’invention du désert و"العسس" Les vigiles  وستظهر روائية متميزة لها تصورها الخاص للعالم هي عائشة لمسين بروايتها "الشرنقة"La chrysalide ، ومن خلال هذا الرباعي وأسماء أخرى كثيرة تأكدت استمرارية الكتابة الروائية بالفرنسية على مستوى الإبداع والقراءة أيضاً في الجزائر المستقلة.

جيل العشرية الدموية

كان لتجربة العشرية السوداء الدموية في الجزائر (1990-2000) بعنفها وحربها الأهلية التي خلفت أكثر من 250 ألف ضحية، ظلها وتأثيرها الكبير والفارق على النص الروائي باللغة الفرنسية، فظهرت مئات الروايات التي تناولت هذه المحنة السياسية والاجتماعية والنفسية، وإذا كان عدد من الكتاب والصحافيين والجامعيين والفنانين هاجروا إلى الخارج واستقر معظمهم في فرنسا، فإن هذا الوجود في فرنسا سمح بظهور هذا العدد الهائل من الروايات المتفاوتة كثيراً في القيمة الجمالية والأدبية، من روايات الشهادة إلى روايات الفجيعة الشخصية إلى روايات فلسفية عميقة.

وإذا كان روائيو الجيل الأول والثاني من محمد ديب وآسيا جبار مروراً برشيد بوجدرة ورشيد ميموني واصلوا الكتابة من خلال قراءتهم الخاصة لهذه العشرية الدموية، فإن أسماء جديدة ستلحق بركبهم وسيظهر اسم ياسمينة خضرا (اسمه الحقيقي محمد مول سهول) كقلم جديد عبر عن هذا العنف الإسلاموي الوحشي من خلال مجموعة من العناوين أبرزها رواية "بم تحلم الذئاب" A  quoi rêvent les loups   التي كنت ترجمتها شخصياً وللمرة الأولى إلى العربية، إلى جانب كثير من الروائيين المتميزين من أمثال بوعلام صنصال بروايته "قسم البرابرة" Le serment des barbares   وسليم باش وأنور بن مالك وجمال معطي وعبدالقادر جمعي وبوزيان بن عاشور ومليكة مقدم وسليمة غزالي ويوسف مراحي وغيرهم.

أسماء الألفية الثالثة

بظهور أسماء روائية جديدة ومميزة بالفرنسية، أسماء بنصوص عرفت شهرة من خلال الترجمة إلى لغات عالمية كثيرة ومن خلال الإقبال عليها قراءة في الجزائر والخارج، روائيون وروائيات تخرجوا في المدرسة الجزائرية المعربة، بمثل هذا الواقع لم تصدق نبوءة مالك حداد الذي توقف عن الكتابة بالفرنسية قائلاً "انتهت الكتابة بالفرنسية مع استقلال الجزائر".

مع كل دخول أدبي يفاجئنا الجيل الجديد بنصوص بالفرنسية مثيرة تنشر في الجزائر أو في فرنسا أو في كندا، ولعل في طليعتها اسم كمال داود الحاصل على جائزة "غونكور" للرواية الأولى بروايته "مساءلة الغريب"Meursault, contre-enquête  وهو من الأسماء التي حظيت بمتابعات إعلامية وجامعية كثيرة، ولكن إلى جانبه توجد هناك أسماء كثيرة وبتجارب نصية متميزة تواصل مسار الرواية الجزائرية بالفرنسية بكثير من التميز والتجريب، ويمكن أن نذكر من هذه الأسماء سارة حيدر وسمير تومي وشوقي عماري ولمين بن علو وكوثر عظيمي وليندة شويطن ووردة بعزيز شريفي وفروجة أوسمر ونادية سبخي ومحمد عبدالله وسليمة ميمون وغيرهم.

على مدى قرن من الزمن والكتابة الروائية الجزائرية بالفرنسية تتطور وتكتشف أقاليم الحياة المحلية والعالمية وتحفر في مختلف تجارب الأساليب السردية من دون توقف، وعلى رغم عملية التعريب وتمكن اللغة العربية من المدرسة والجامعة والإدارة والسياسة في الجزائر إلا أن هذه الرواية لا تزال تقرأ في هذه الجزائر بشهية وبإقبال كبيرين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امين الزاوي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/05/11



كتابة تعليق لموضوع : 100 عام من الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net