البحث في جماليات الرؤية والمضامين التي تثير المعرفة ، يقرب مدلول الصحيفة السجادية المباركة ، ومكوناتها المعرفية الى العمق النصي ولمضموني ، من الموضوع الكلي الى عناوين فرعية لتبسيط عملية التناول التفسيري على شكل جسور توصيلية تمتد بين عنوان وعنوان وينفتح على الحوارات الداخلية والخارجية بين الذات الانسانية والذات الالهية ، يبتدأ هذا الفصل بعنوان ( نعمة التقوى ) لنطل منه على البشارة بلغة متقنة بحوارات روحانية ، تحفل بالتواصل التعبيري لمفهوم التقوى ، كسب الرضا الالهي تجنب المعصية وتدارك التوبة وميزان قبول الاعمال والرزق والتقوى تؤدي الى الصبر وتقي الانسان من الضرر، البشارة بهذا الاحساس تعني المثابرة والعمل والابتعاد عن التكاسل في العبادة وبث روح الوعي لتهرع الناس الى قيمهم الروحية ينهلون منها تلك البشارة التي تعني قوة ارتباط الانسان بالله سبحانه تعالى ، يتحول الألم والآذى الى معنى الرجاء ــ رجاء الله سبحانه تعالى ، والذي يبعدها عنا الشعور بالتعب والنصب والجهد والادبار ، ويرى أهل الفكر ان تراجع مستوى المعيشة قابله تطور ونضوج المستوى الفكري والثقافي ، التقوى معنى الاستشعار بالحاجة الى الله ، هذا الاستشعار يعطي الانسان اللذة والقوة ولذلك ورد ان ( المؤمن دعاء ) عملية الارتباط سكينة وطمأنينة ، فلابد لنا ان ننظر الى تلك الأدعية وهي بروح التعبد والتوسل مع وجود البعد الجمالي المتأهل في ثراء المضمون ، سماحة السيد الصافي يتحدث عن البكاء ، البكاء الكاشف للندم ، لنتأمل قضية البكاء عند الناس ينهي الكآبة .. الحزن ... الاهآت ، والبعض يراها وسيلة لتحسين النفس ، البكاء الى الله ، بكاء الخشية بكاء ليس فيه انكسار ، انتقال البكاء الى معنى آخر ، الانبياء ــ الاولياء عرفوا بكثرة البكاء ، البكاء أمام الله شعور لا ذلة فيه ولم يكشف سرا فالله سبحانه يطلع على كل شيء ، البكاء الى الله بكاء نافع للنفس ، فهذا من عزة النفس لا من الخور ، لايعني ترك العمل والامل بل البكاء هو الدعاء ، لأحياء ، روح الامل في النفس ، النصوص السجادية تمتاز بالشمولية ــ العمق المرونة لمعرفة القوة الكامنة المعنى ، البكاء يمنح الانسان الطمأنينة لكونه يؤدي الى تفاعل انشطة الدماغ ويؤدي ايضا الى الانبساط الباطني ويصعد الروح الشجاعة ، والذي يبكي لله نجده دائما يمتلك شخصية قوية وثقة بالنفس ، أي بمعنى وجود قوة قريبة عند الانسان ، البكاء في مفهوم علم النفس بكاء فعلي وليس انفعالي يصدر من الفعل الواعي ، بكاء الصحيفة السجادية بكاء فعلي صادر من العقل الواعي يساعد الانسان ليحذر من الاخطاء والكبوات ، اما التذلل الى الله تعالى ، لها معنى التعلق للوصول والعناء بالله تعالى ، وهذا تجلي الحضور الالهي ، لتبرز قيمة المعرفة ، ، فالإيمان تطهر والصلاة تنزيه عن الكبر ، والتذلل وتمريغ الوجه في التراب تذللا لله ، أي اظهار التسلم التام بالتذلل والاذعان ، انزال قامته الى الله ليتجاوز الله عن سيئاته ويوضح لنا سماحة السيد أن سؤال الامام السجاد ( أم أنت مغن من شكا اليك فقره توكلا ) الغنى هو نسبي والغنى الحقيقي الى الله تعالى فقط القاعدة القرآنية قوله تعالى ( الله هو الغني الحميد ) كل موجود غير الله هو فقير / الله هو الغني المطلق والتوكل على الله بجعل كل أمور الانسيان الى ربه ـــ الارتباط ــ التوكل صفة من صفات الانبياء والاولياء ، لو تأملنا في قضية التوكل سنجد المعنى يتعلق بقوة الايمان ، وتعني الاسترسال مع الله تعالى الاعتماد عليه نوع من الافكار صفة لا يبلغها اي أحد ، يسعى سماحة السيد ليوصلنا الى نتيجة ، أن الدعاء والتعفير والتوكل عوامل تساعد على تحقيق غاية الدعاء والهي لا تخيب من لا يجد معطيا غيرك ) لا يوجد معط غير الله فلا أحد يعطي الاما شاء الله ، حقيقة العطاء مختصرة بالله تعالى ، الامام عليه السلام يقول الهي لاتردني خائب خالي الوفاض ، والله لا يبخل ولا يمنع ولا يضر ولا يترك العبد سبحانه تعالى
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
.jpg)
