صفحة الكاتب : الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

على ضفافِ الانتظار(18)
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أسبابُ تأذّي المهدي (عليه السلام)
قد يستغربُ بعضُ المؤمنين من هذا العنوان، فيتساءل:
هل يُعقل أنْ يؤذيَ أحدنا إمامه؟
علينا أنْ نتذكّرَ أنَّ المؤمنين قد يعصون الله (تعالى)، فكيفَ لا يمكنُ أنْ يصدرَ منهم ما يؤذي الإمام (عجل الله تعالى فرجه)؟!
الواقعُ يشهدُ على إمكانِ ذلك، بل ووقوعه من العديد من المؤمنين، لا يختلفون في ذلك سوى أنّ البعضَ يؤذيه نسيانًا أو غفلةً أو جهلًا، والآخر قد يفعلُ ذلك عمدًا، والمتعمِّدُ قد يرجعُ ويتوب، وقد يبقى مُصرّا على الذنب وأذيةِ إمامه.
وعلى كُلِّ حال، عندما نُراجعُ الكلماتِ المرويةَ عن الإمامِ المهدي (عجل الله (تعالى) فرجه) في توقيعاته ومكاتباته، فإنّه يمكنُ أنْ نذكرَ عدّةَ أسبابٍ تؤدّي إلى إيذائه، إيلامه، ومنها التالي:
السبب الأول: الغلو فيهم (عليهم السلام).
يعني الغلو: ادّعاء استقلال الأئمة (عليهم السلام) في وجودهم، أو علمهم، أو قدرتهم، وغيرها من الصفات، بحيث يُدّعى أنّهم مستقلون عن الله (تعالى) في ذلك، ولا يحتاجون إليه فيها.
إنَّ مثل هذه الدعوى لا شكّ أنّها تؤذي الأئمة (عليهم السلام)، بل أي وليٍ من الأولياء كثيرًا.
لاحظوا كيفَ أنَّ النبيَّ عيسى (عليه السلام) يخشعُ لله (تعالى) ويخضع؛ لادّعاء البعضِ أنّه إله، يقول (تعالى): "وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَـىٰ ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِـي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"
وعلى نفسِ المنوال ما رويَ عن مصادف قال: لما أتى القومُ الذين أتوا بالكوفة، دخلتُ على أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبرته بذلك، فخر ساجدًا وألزق جؤجؤه بالأرض وبكى، وأقبل يلوذُ بأصبعه ويقول: بل عبد الله، قنٌّ داخر، مرارًا كثيرةً، ثم رفع رأسه ودموعه تسيلُ على لحيته، فندمت على إخباري إياه. فقلت: جعلت فداك وما عليك أنت من ذا؟ فقال: يا مصادف، إنَّ عيسى لو سكت عمّا قالت النصارى فيه، لكان حقًا على الله أنْ يصمَّ سمعه ويُعمي بصره، ولو سكتُّ عمّا قال فيّ أبو الخطاب، لكان حقًا على الله أنْ يُصمَّ سمعي، ويُعمي بصري.
ونفسُ هذا الأمر هو ما خرجَ عن صاحب الزّمان (صلوات الله عليه) ردّا على الغلاة من التّوقيع جوابًا لكتابٍ كُتبَ إليه على يدي محمّد بن عليّ بن هلال الكرخيّ: يا محمّد بن عليّ تعالى الله (عزَّ وجلَّ) عمّا يصفون سبحانه وبحمده، ليس نحن شركاءه في علمه، ولا في قدرته، بل لا يعلم الغيب غيره، كما قال في محكم كتابه (تبارك وتعالى): ﴿قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي اَلسَّمَاوَاتِ واَلْأَرْضِ اَلْغَيْبَ إِلاَّ اَللهُ﴾ وأنا وجميعُ آبائي من الأوّلين آدم ونوح وإبراهيم وموسى وغيرهم من النّبيّين ومن الآخرين محمّد رسول الله وعليّ بن أبي طالب والحسن والحسين وغيرهم ممّن مضى من الأئمّة (صلوات الله عليهم) أجمعين إلى مبلغ أيّامي ومنتهى عصري عبيد الله (عزَّ وجلَّ)... وأشهدُ الله الّذي لا إله إلا هو وكفى به شهيدًا ومحمّدًا رسوله وملائكته وأنبياءه وأولياءه، وأشهدك وأشهد كًلَّ من سمع كتابي هذا أنّي بريءٌ إلى الله وإلى رسوله ممّن يقولُ: إنّا نعلم الغيب، أو نشارك اللهَ في ملكه، أو يُحلّنا محلًّا سوى المحلّ الّذي نصبه الله لنا وخلقنا له، أو يتعدّى بنا عمّا قد فسّرته لك وبيّنته في صدر كتابي...
مع التنبيه على أنَّ المنفي عن المعصومين (عليهم السلام)، والذي أرادَ الإمامُ المهدي (عليه السلام) نفيه في هذا التوقيع، هو: علم الغيب بمرتبته الواجبة، أي العلم النابع من الذات، الذي لا يكون محتاجًا إلى أيّ شيءٍ خارج الذات، فهذه المرتبةُ خاصةٌ باللهِ (تعالى)، ولا يمكن لأي أحد أنْ يُشاركَه فيها، ومن يدّعِ ذلك فهو مُشركٌ كافرٌ بالله العظيم، وهو ما أشار إليه (عليه السلام) بقوله: ليس نحن شركاءه في علمه ولا في قدرته، بل لا يعلم الغيب غيره.. وأنا وجميع آبائي من الأوّلين ... إلى مبلغ أيّامي ومُنتهى عصري عبيد الله (عزَّ وجلَّ) ... أنّي بريءٌ إلى الله وإلى رسوله ممّن يقولُ: إنّا نعلم الغيب، أو نشارك الله في ملكه، أو يحلّنا محلاّ سوى المحلّ الّذي نصبه الله لنا وخلقنا له، أو يتعدّى بنا عمّا قد فسّرته لك وبيّنته في صدر كتابي...
فهذه العباراتُ تُشيرُ إلى نفي العلم الذاتي عنهم (عليهم السلام)، وهذا هو الحقُّ الذي نؤمن به.

أما إذا كان العلمُ –ولو علم الغيب- هو بتعليمٍ من الله (تعالى)، وبإذنٍ منه، فلا مانعَ منه، بالغًا ما بلغ، نظير القدرة، فإنَّ القدرةَ الذاتيةَ المطلقة هي مرتبةٌ خاصةٌ بالله (تعالى)، ولكن يمكنُ أنْ تكونَ هناك قدراتٌ استثنائيةٌ خارقةٌ بإذنِ الله (تبارك وتعالى)، كما في قدرات النبي عيسى (عليه السلام) التي حكاها القرآنُ الكريم بكُلِّ صراحةٍ في قوله (تعالى): "...وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتىٰ بِإِذْنِي.."
وكما في قدرةِ الذي عنده علمٌ من الكتاب، حيث فاقت قوةَ العفريت من الجن كثيرًا، قال (تعالى): "قالَ يا أَيـُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ . قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ . قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ"
السبب الثاني: ضعف التديُّن:
رويَ عنه (عجل الله (تعالى) فرجه) قوله: قد آذانا جهلاء الشّيعة، وحمقاؤهم، ومَنْ دينُه جناحُ البعوضة أرجح منه...
يُعنى من التديُّن: التزام المؤمن بما افترضه الله (تعالى) عليه من واجباتٍ، وابتعاده عن المحرمات، واستمراره على هذا المنوال، وعدم خروجه عنه عادة، بحيث يكون في التزامه ذاك شديدًا جدًا، الأمر الذي جعلته بعض الروايات الشريفة أشدَّ وأصلب من الجبل، فقد رويَ عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «المؤمنُ أصلبُ من الجبل، الجبلُ يستقلُّ منه والمؤمن لا يستقلُّ من دينه شيء»
فإذا كانَ المؤمنُ كذلك، فهو مرضيٌّ عند الله (تعالى)، وعند رسوله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام)، أما أنْ يكونَ المؤمنُ مذبذبًا، لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء، أو يكون ضعيفَ التديُّن، بحيث تجده يواقعُ المعصية من دونِ أنْ يرمشَ له جفنٌ، أو يضطربَ له قلب، أو تجده لا يتورّع عن المُحرّمات متى ما عرضت عليه، رغمَ التزامه ببعضِ الواجبات الأخرى، فهذا هو ما يؤلِمُ قلب الإمام (عليه السلام)، إذ هو يريد مؤمنًا صلبًا في عقيدته، ثابتًا على مبدئه، فهكذا يكون المؤمن جعفريًا بمعنى الكلمة.
فحريٌّ بنا أنْ نُمسكَ على ديننا ولو كانَ الإمساكُ به كالإمساك بجمرة، أو كانَ كخرطِ شوك الصحراء، فمهما تكنْ من صعوباتٍ في الدنيا، فهي لا تصلُ إلى عشرِ معشار ما في الآخرة، وقد قال أميرُ المؤمنين (عليه السلام): «وَاعْلَمُوا أَنَّه لَيْسَ لِهَذَا الْجِلْدِ الرَّقِيقِ صَبْرٌ عَلَىٰ النَّارِ، فَارْحَمُوا نُفُوسَكُمْ، فَإِنَّكُمْ قَدْ جَرَّبْتُمُوهَا فِي مَصَائِبِ الدُّنْيَا، أَفَرَأَيْتُمْ جَزَعَ أَحَدِكُمْ مِنَ الشَّوْكَةِ تُصِيبُه، وَالْعَثْرَةِ تُدْمِيه، وَالرَّمْضَاءِ تُحْرِقُه؟ فَكَيْفَ إِذَا كَانَ بَيْنَ طَابَقَيْنِ مِنْ نَارٍ، ضَجِيعَ حَجَرٍ وَقَرِينَ شَيْطَانٍ؟ أَعَلِمْتُمْ أَنَّ مَالِكاً إِذَا غَضِبَ عَلَىٰ النَّارِ حَطَمَ بَعْضُهَا بَعْضاً لِغَضَبِه، وَإِذَا زَجَرَهَا تَوَثَّبَتْ بَيْنَ أَبْوَابِهَا جَزَعاً مِنْ زَجْرَتِه؟...»
السبب الثالث: الجهل:
رويَ عنه (عجل الله (تعالى) فرجه) قوله: قد آذانا جهلاء الشّيعة، وحمقاؤهم، ومَنْ دينُه جناحُ البعوضة أرجح منه...
لا يختلفُ اثنان في كونِ الجهلِ نقصًا وممقوتًا، ويهرب منه جميع العقلاء، ويتبرّأ منه حتى من اتصف به، وهكذا الجميع متفقٌ على فضيلةِ العلم، وعلى أنّه سببٌ من أسبابِ التفاضُل في الدنيا والآخرة على حدٍّ سواء.
لذا؛ فطالما حثَّ أهلُ البيت (عليهم السلام) شيعتهم على أنْ يكونوا الأفضل علمًا، والأكثر معرفة، وما كانوا يرضون لهم الجهل، لا في أمور الدنيا و لا في أمور الآخرة، وهذا ما أكّدته النصوصُ الدينية الكثيرة، من قبيل ما رويَ عن محمّد بن مسلم، قال: قال أبو عبد الله وأبو جعفر (عليهما السلام): «لو أتيتُ بشابٍّ من شباب الشيعة لا يتفقَّه لأدَّبته»
وعن رسولِ الله (صلى الله عليه وآله): «قلبٌ ليس فيه شيءٍ من الحكمةِ كبيتٍ خرِب، فتعلَّموا وعلِّموا، وتفقَّهوا ولا تموتوا جُهّالًا، فإنَّ اللهَ لا يعذر علىٰ الجهل»
من هذا نعلم: أنَّ الجهلَ من الأمور التي لا تتوافقُ مع الصفات التي وصفَ بها أهل البيت (عليهم السلام) شيعتهم، وأنّه من الأمور التي تؤذيهم، فلنكنْ منه على حذر.
السبب الرابع: الحماقة.
رويَ عنه (عجل الله تعالى فرجه) قوله: قد آذانا جهلاءُ الشّيعة، وحمقاؤهم، ومَنْ دينُه جناحُ البعوضة أرجح منه...

الحمقُ: قلةُ العقل، وضدُّه، ووضْعُ الشـيء في غيرِ موضعه الذي ينبغي وضعه فيه، والأحمق هو من يفعل ذلك، ولو من دون قصد، بل ولو مع قصد وضْعه في محله، ولكنّه لحمقه يُخطئ فيضعه في غير موضعه.
إنَّ الأحمقَ لا يُرتجى خيرُه، ولا يؤمن شرُّه.
من هُنا، قال أميرُ المؤمنين (عليه السلام): «يا بُنيَّ، إيّاك ومصادقة الأحمق، فإنَّه يريدُ أنْ ينفعك فيضرّك»
وقيل له (عليه السلام): صِفْ لنا العاقل، فقال (عليه السلام): «هو الذي يضعُ الشـيءَ مواضعه»، فقيل: فصفْ لنا الجاهل، فقال: «قد فعلتُ»، (يعني أنَّ الجاهل هو الذي لا يضعُ الشـيء مواضعه، فكأنَّ تركَ صفته صفةٌ له؛ إذ كانَ بخلافِ وصف العاقل)
السبب الخامس: عموم الذنوب:
إنَّ من طبيعة الإنسان المؤمن أنّه يبغضُ الذنوب لذاتها؛ ولذلك تجده ينفر منها حتى لو صدرتْ من غيره، فيتأذّى، إلى الحدّ الذي أخذ القرآنُ يُصبّرُ النبيَّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) فيقول له: "فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلىٰ آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً" (أي مُهلكٌ وقاتل نفسك على آثار قومك الذين قالوا: لن نؤمنَ لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا، تمرُّدًا منهم على ربِّهم (إنْ لم يؤمنوا) أي: إنْ لم يصدّقوا (بهذا الحديث) أي: بهذا القرآن الذي أُنزل عليك (أسفًا) أي حزنًا وتلهُّفًا ووجْدًا، بإدبارهم عنك، وإعراضهم عن قبول ما آتيتهم به)
ومن هُنا، وجدنا أنَّ الذنوبَ هي ممّا يُدخِلُ الحزن والألم على قلب المعصومين (عليهم السلام)، رويَ عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إنَّ أعمالَ العباد تُعرَض علىٰ نبيِّكم كلَّ عشية الخميس، فليستحي أحدكم أنْ تُعرَض علىٰ نبيِّه العمل القبيح»( ).
وعَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: سَمِعْتُه يَقُولُ: مَا لَكُمْ تَسُوؤُونَ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله)! فَقَالَ رَجُلٌ: كَيْفَ نَسُوؤُه؟ فَقَالَ (صلى الله عليه وآله): أمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْه، فَإِذَا رَأَى فِيهَا مَعْصِيَةً سَاءَه ذَلِكَ، فَلَا تَسُوؤُوا رَسُولَ الله وسُرُّوه.
ومن نفس هذا المنطلق، نعلم يقينًا أنَّ الذنوبَ التي تصدر من الناس عمومًا، ومن الشيعة خصوصًا، هي ممّا يُدخلُ الحزن والغمّ على قلب المولى (عجل الله (تعالى) فرجه)، بل هو ما صرّح به (عليه السلام) في مكاتبته للشيخ المفيد (قدس سره) حيث يقول: «ولو أنَّ أشياعنا وفَّقهم الله لطاعته علىٰ اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخَّر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجَّلت لهم السعادة بمشاهدتنا علىٰ حقِّ المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتَّصل بنا ممَّا نكرهه ولا نُؤثِره منهم، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل»
فحريٌّ بنا إذًا أنْ نتحرّى مواضع رضا الله (تبارك وتعالى)، إذ هي ما يُقربنا منه (جل وعلا)، وهي أيضًا ما يُدخل السرور على قلب المولى (عليه السلام)، والأمر تُرك لاختيارنا...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/01/08



كتابة تعليق لموضوع : على ضفافِ الانتظار(18)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net