صفحة الكاتب : عبد الامير المجر

عن مونديال قطر: كلام لا يخلو من صراحة!
عبد الامير المجر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المولعون بالشعارات يجددون آلياتهم باستمرار ويميلون لجلد الآخرين بأساليب مختلفة... بعد افتتاح مونديال قطر 2022، امطرنا (الفيسبوك) بسيل من المنشورات، كتبها ناشروها تحت ضغط الشعور بما آل اليه واقع العراق وغيره من الدول العربية اليوم، مقارنة بما هي عليه قطر، التي تعيش (عرسا رياضيا عالميا)، ابهر العالم حفل افتتاحه ..!! نقول بهذه المناسبة، يسعدنا ان تحقق اية دولة في العالم ما يسعد شعبها، وتقدم للعالم ما يضيف له شيئا جميلا.

قطر، شبه جزيرة صغيرة، لم يتجاوز عدد سكانها نصف المليون نسمة، عندما بدأت رحلتها بوصفها (دولة) وقد اكتشف فيها الغاز والنفط قبل نحو خمسين عاما .. اكتشفه الآخرون .. وصدّره الآخرون .. وراح يبني هذه (الدولة) الآخرون.. يبنونها في كل مرفق من مرافق الحياة.. حتى صارت تصدر من الغاز وحده ما يرفد موازنتها السنوية بنحو 300 مليار دولار سنويا، وهو اقل مما تتحصل على ثلثه مصر، مثلا، بكل ثرواتها وبسكانها ال 100 مليون الان، وفي أية سنة قبلها، وتدفع الكثير ايضا من جهد ابنائها لتشتري النفط لتغطي حاجتها منه، لان ارضها لا تنتج الكثير منه.

مع استمرار السنين وتراكم الاموال، باتت قطر تمتلك تلالا من المليارات، ومحمية من قبل قوى كبرى، بينما كانت دول المنطقة غارقة في مشاكل شتى، بعضها حقيقي وبعضها الاخر مصطنع، اثقلت ضمائر شعوبها ودفعت الى الاختلاف بين ابنائها في كيفية معالجتها.

وبعيدا عن الحكم على اجتهاد الشعوب ونخبها وانظمتها السياسية معا في معالجة تلك المشاكل، يبقى شيء مهم هو ان الحياة لا يعيشها الانسان كي يكون (سعيدا) على طريقة البهائم، بل ان ارقى اشكال الانسانية هو ان يعيش الانسان حياته من اجل قضية، كبيرة او صغيرة، محلية او انسانية عالمية.

وان اشتباك نخب شعوبنا مع قضايا كبيرة دفعت اثمانها ارواحا وزمنا واموالا، يبقى رافدا عظيما لرصيدها الانساني ومعززا له ولا يمكن ان يكون أداة إدانة وتصغير لها... ولا نريد ان نتحدث عن امور اخرى.

شخصيا لم اجد شيئا مبهرا في مونديال قطر، ولا في حفل الافتتاح الذي بدا لي لعبة الوان وبهرجة، اذ لم اجد فيه ما يعكس ثقافة الدولة المضيفة، وانما صممه الآخرون واخرجوه، وان المنبهرين بما جاء في المونديال وانهالوا بالشتائم على تاريخ بلدانهم وسفهوه، لم يتأملوا عميقا في الحياة ولم يعطوا للكفاح الانساني حقّه، وانما انزلقوا بخفة وراء بهرجة خالية من أي معنى عميق!!

اتمنى من صميم قلبي للشعب القطري كل الخير والتقدم والمزيد من الرفاه ولجميع شعوب منطقتنا وكل الانسانية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الامير المجر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/12/24



كتابة تعليق لموضوع : عن مونديال قطر: كلام لا يخلو من صراحة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net