صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

ثقافة فكر
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يرى (اندرو كين) ضمت عملية تسطيح الثقافة خطوطاً مشوشة بين الجمهور والابداع، وتم استخدام شبكات الكمبيوتر لنشر ثقافة مشوشة عبارة عن مقالات وروايات، وأصبح التدوين هوساً ضيّع الحقيقة بين الكلمة والصورة، فتم استبدال وسائل الاعلام التقليدية بوسيلة أخرى شخصية، واصبح الانترنت مرآة لنا, تعمل على تجسيد الرغبة لتقديم الشخصي (إذاعة الذات)، وكل ما نرغب به لتلميع صورتنا الشخصية..!
 أصبحت المعايير الثقافية والقيم الأخلاقية تعاني الكثير، والمؤسسات الثقافية التي غذت أفكارنا وآدابنا في الصحف المتزنة هي هدف للهجوم الكبير والكتب الورقية والصحف هي من اكثر مصادر المعرفة الموثوقة قل التعامل معها؛ بسبب المدونات المجانية والمواقع الالكترونية.
 يواجه الاعلام القديم الانقراض، فممكن أن نسأل من سيحل محله؟ البديل سيكون محركات البحث ومواقع الاعلام الاجتماعية وبوابات الفيديو, ماذا سيحدث عندما يتلاقى الجهل مع الانانية، ويتلاقى الذوق السيء مع قانون الغوغاء والمعلومات غير الدقيقة، غزت العالم والعداء لوسائل الاعلام باسم الديمقراطية التي حملت الكثير من المعاني والاحتمالات والامكانيات الثورية ووسائل اعلام ومعلومات وإذا بالديمقراطية تدمر الحقيقة وتستخف من سعة الاطلاع والخبرة والموهبة، وإذا بالديمقراطية تعني الغواية الكبرى تستبدل قيم الاحتراف وخبراء المعرفة بمدونين هواة ومراجعين الاختراقات وصاع الاعلام ويعتمد على مادة متولدة من المستخدم تمتص القيمة الأخلاقية من وسائل الاعلام التقليدية والمحتوى الثقافي من اجل نشر ثقافة اقل وعي وفوضى معلومات مشوشة ثم تسطيح الحقيقة وتفتيت العالم الى مليارات الحقائق الشخصية لا توجد حقيقة غير الحقيقة التي تعلنها انت بنفسك اضعاف الحقيقة هو تهديد لنوعية المناقشة العامة المدنية ويشجع على الانتحال والسرقات الأدبية للملكية الفكرية وتحيق الابداع ويصبح الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال مشوش وبدل من المزيد من المجتمع والمعرفة الثقافية يصدر لنا الريبة ليخطف زمننا وبراءتنا  وشقت الاكذوبة طريقها حول العالم بسرعة ودوران وثقافة العفوية في المدونات فلا يحتاج الامر الى ذكاء لمعرفة ما تتضمنه وسائل الاعلام الديمقراطية في عالم مسطح وحر يمكن النشر فيه دون اتقان  وقت ما يريد الكاتب كان وجود الرقيب رغم ان مهامه تنحصر  في المستوى الأمني الا انه أيضا كانت هناك رقابة جعلت الكاتب امام مسؤولية التعبير لتعددية تأويلية يقفز مائدة الرقيب 
الروى الإبداعية أيضا اما اليوم انتجت حرية النشر لمنجزات غير متقنة دون مراجعة ودون تقيم وسائل الاعلام سهلة ان يتم اختراقها بمواد خفيفة وعالم التحرير  الصحفي اليوم شهد كارثة لعدم اعتماد الصحافة على محررين او كتاب مقالات نقدية وأصبحت اغلب المواضيع تنقل علاوة على انها تحرف على يد المصححين او نشرها تحت اسم مستعار التحول التوثيقي من دوائر المعارف المتخصصة الى محررين متطوعين لذألك نرى تضارب معلومات التوثيق وصارت محركات البحث كوكل تعرف عاداتنا واهتماماتنا ورغباتنا اكثر لأننا نزف بأعمق اسرارنا لها وعليه ان يكون بمستوى الثقة ولكننا نجده يخون ونحن نستمر بالبوح له بأعماقنا والمشكلة انه يعرضنا الى عصابات من اهل المراوغة من ذوي التحزبات وأصحاب المشاريع السياسية واصبح الاقتباس يعد تأليفا وحقوق النشر الملكية فقدت معناها واصبح لابد من الاعتراف بالنسخ السائلة وقبول النص الرقمي المتشعب لقد اصبح الانترنيت وسيلة اختبارية لتشويه الحقيقة السياسية والسياسي واصبحنا لا نعرف بين القارئ والكاتب وبين الفنان والمخادع وبين الفن والدعاية وبين الهاوي والخبير فانخفضت صورة المعلومات وصار لكل فرد منا صوته ولا فرق بين الخبرة والحماقة وعدم الانتباه لصور المنظور العقلي والموهبة مورد محدود يتطلب صقلها واستثمارها ولو شاء العلم يوما من انشاء مواقع معتدلة موزونة لتم رفضه لسبب عدم تماشي معاير التحرير المقيدة مع ديمقراطية العبث التي لا يأخذ فيها المقال اكثر من خمس او عشر دقائق وتمكنت سلطة المواقع على تمكين الهواة واضعاف سلطة الخبراء وتكون محاربة ما هو مجاني مسالة صعبة ويعتبر المختصون مثل المحررين والعلماء ضحايا الانترنيت الذي يقلل من قيمتهم وان مجرد ملكية كمبيوتر  ووصلة انترنيت لا تحول المراء الى صحفي جاد 
جيل لي مور كانت حملته نحن والاعلام عن صحافة المحذور من الناس والى الناس الخبر ينبغي ان يكون محادثة بين مواطنين عادين اكثر من محاضرة نتوقع قبولها كحقيقة لكن مسؤولية الصحفي اخبارنا وليس التحدث معنا 
يقول آرثر ميلر ان الصحافة الجيدة امة تتحدث الى نفسها وصحافة اليوم محاولة للقضاء على الكتاب المقروء وكذألك يريد ان تنتهي حقوق الملكية الفكرية يريد ان يحل الكتب الى نصوص رقمية تفتقد العمق  وتقدم نصوص واهية
سؤال لابد ان نساله ما مدى مصداقية ودقة وحقيقة المعلومات التي نحصل عليها من الانترنيت اغلب المعلومات غير منتظمة عالم بلا رقيب القاعدة الوحيدة هي انها لا توجد قواعد تحت يافطة التعبير ما نطمح هو العودة الى ثقافة الفكر النابضة بالحياة لنكتب مداخلات ثقافية عامة مشتركة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/10/06



كتابة تعليق لموضوع : ثقافة فكر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net