سياق تاريخي لخلاف عقائدي دام أربعة عشر قرنا، تخللته الكثير من الأحداث التي رافقتها تسميات وتعريفات وتصنيفات كثيرة لرموز وشخصيات، امتلأت بها بطون الكتب، لتشكل إرثا لكل فئة، واستعارة مفردة منها في قصيدة أو مقال أو كلمة امر طبيعي ضمن هذا السياق التاريخي الممتد لقرون من الزمن..
والمطالبة بمحاكمة صاحب الاستعارة تقتضي محاكمة تاريخ بأكمله والخوض في جميع تفاصيله لتتضح حقيقة هذه المفاهيم ومصاديقها، وهي صورة معقدة لم يتفق الجميع على وضوحها منذ قرون، فهل ستتضح لهم اليوم بإثارة زوبعة فيسبوكية؟
كما تقتضي المطالبة بمحاكمة المئات من الشخصيات البارزة في الطرف الآخر الذين تجاوزوا خطوطنا الحمراء علنا مع بدايات انتشار مواقع التواصل.. ولو أنكرت عليها فعلها لأشارت للسياق التاريخي لهذا الخلاف ومراحل تطوره واستدلت بما يعزز رأيها من بطون امهات الكتب استدلالا يحق لنا أن نقابلهم بمثله في قضية مفردة (العصابة).. وما فتاوى تكفير الشيعة التي دونها اليوتيوب ببعيدة عنا وهي تبث من على المنابر ولم يحاكمها أحد..
لا قوانين تحاكم التاريخ..
القضية مجرد زوبعة في طريق المشاية.. ولغايات واضحة.. وإلا فمن يتابع لطمياتنا، ومن يحضر مجالسنا سوانا؟ ومتى كان إرثنا الحسيني محل اهتمام الآخر؟
حسين فرحان
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat