صفحة الكاتب : عبد الامير المجر

مراكز بحوث
عبد الامير المجر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في حوار متلفز مع المفكر العربي عماد يوسف شعيبي، قال في سياق كلامه عن راهننا المضطرب؛ اننا كثيرا ما نستقي معلوماتنا عن بلداننا ومشاكلنا من مراكز بحوث اميركية وغربية، وهذه المراكز بعيدة عن واقعنا وغير دقيقة، واننا نعرف عن واقعنا اكثر مما تعرف.. وانقل هنا قول شعيبي بالمعنى وليس بالنص.. نعتقد ان هذا الكلام يتفق معه اغلب المهتمين بالشأن السياسي والثقافي عندنا، لان التجربة الحياتية علمتنا ان (عقدة الخواجة) التي تحكمنا تجاه الاخر- الغربي تحديدا- فرضت على الكثيرين منا ان يتعاملوا مع كل ما يأتينا من هناك، كما لو انه من المسلّمات، على الرغم من ان الكثير مما وصلنا وصرنا نتعامل معه كمقدس، انتهى هناك ومات، او انه جاءنا مجتزءا من حراك ثقافي وسياسي محكوم بسياقات مختلفة عن واقعنا ومشاكلنا.

الشيء الذي علينا ان نقف عنده بشجاعة ونعترف به، هو اننا نعاني من غياب او عجز مؤسسي، دفع بنا الى قراءة واقعنا من خلال الآخر وبعينه ايضا، لنقع في الغالب ضحية لذلك الانقياد الذي فرضناه على انفسنا.

فمنذ عقود غير قليلة ونحن نمتلك الجامعة والمعهد، لكننا وللأسف لم ننضج مراكز بحثية رصينة تتوفر فيها كل اسباب التواصل مع العالم وتواكب الحديث، لنمكّن باحثينا من قراءة ما حولهم بدقة ويسر واستنباط (الحقائق) وصولا الى استشراف، ولو نسبي، لمستقبلنا الذي صار يصاغ بعيدا عن مشاركتنا او معرفتنا، بسبب غيابنا الثقافي وتغييبنا الحضاري الذي اسهمت فيه عوامل عدة ويراد له ان يستمر بإرادتنا هذه المرة!

كثيرون من المحللين السياسيين او الذين يوصفون كذلك، حين يظهرون على شاشات الفضائيات العراقية والعربية، ينقلون عن مراكز بحوث غربية او اميركية، تقارير تتحدث عن وقائع او احداث عندنا او عشنا تفاصيلها، ويمازجون تحليلاتهم بتلك التقارير التي تعطيهم مسبقا تصورات عن تداعيات تلك الوقائع او الاحداث، لنكتشف بحكم تجربتنا ان تلك التقارير غير دقيقة وربما شابها تشويه او اضافات وحذوفات مقصودة.

ولو استعدنا ما كنا نسمعه من المحللين منقولا عن تلك التقارير او الصحف بعد العام 2003 لاكتشفنا ان اغلب ما جاء فيها لم ينطو على قيمة بحثية او متابعة دقيقة.. في المقابل نجد ان بعض المحللين المحليين من العراقيين والعرب وهم قلة قليلة، حين يتحدثون عن تلك الوقائع ويستشرفون تداعياتها يكونون اكثر دقة واقرب للصورة في نقل وقائعها!

نحتاج فعلا الى مراكز بحوث في مختلف الاختصاصات، لكن ليس على طريقة الدكاكين الصغيرة او العناوين التي يريد هذا الشخص او تلك المجموعة ان تسوّق نفسها للمشهد من خلالها بل نريد مؤسسات مدعومة من قبل الدولة وليس الحكومات، او من قبل مؤسسات محترمة كالجامعات الرصينة، لكي تقدّم من خلالها التسهيلات للباحثين ليكونوا صوتا ولو لحقيقة نسبية نحتاجها، وسط هذه الفوضى الاعلامية التي أربكت حياتنا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الامير المجر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/09/10



كتابة تعليق لموضوع : مراكز بحوث
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net