صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

فتاوى المرجعية ودورها في الحفاظ على وحدة الأمة الاسلامية ضد المسارات التقليدية
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قراءة في بحث من بحوث مهرجان فتوى الدفاع المقدسة
للباحثين: م. د. خالد جعفر/ دكتوراه أدب اسلامي
وعبد الكريم جعفر/ بكالوريوس تربية ديالى 


 المرجعية الدينية المباركة تمثل جوهر السعي البحثي في مهرجان فتوى الدفاع المقدسة بأبعادها السياسية والاجتماعية والنفسية، وهذا البحث لم يغفل عن أي جانب من جوانب الفتوى، وعمل على إبراز المؤثر النفسي الشعوري بموقف المرجعية بصفتها صمام أمان للعراقيين جميعاً.
 وبحثَ في جوانب الارتقاء الوطني الانساني؛ باعتبار المرجعية تمثل أمة ارتبطت بالمعنى الوطني والانساني، باعتبار الاستجابة الجماهيرية كانت جماهيرية ولم تنحصر بمذهب أو انتماء فرعي، وفاعلية الاستجابة كانت عامة لنداء المرجعية، ودورها البارز في كل حركات التحرر في تاريخ العراق القديم والأمة العربية، إذ كانت لها مواقف مشرفة مع حركات التحرر الوطني ومحاربة الارهاب.
 وركز البحثُ على منجز مهم من منجزات الفتوى المقدسة، تمثّل في مواجهة الانهيار النفسي والهزيمة العسكرية، واسترجاع السيادة، واستعادة الأمة لإرادتها وقدرتها عبر مواجهة التحديات، والتركيز على أن المرجعية صمام أمان لجميع أطياف الشعب العراقي، وتأكيد دورها الاشرافي على شؤونه الروحية والعبادية, فمقامها مقام ديني اجتماعي وليس مركزاً سياسياً، وإن وجدت بعض التدخلات، فهي نابعة من مواقفها الوطنية والإنسانية؛ لينال كل العراقيين حقوقهم.
 تحول الخطاب البحثي الى أسلوب اقناعي مؤثر يبحث في شؤون الفتوى وتشكيلها؛ لإدراكها خطورة الوضع الأمني، واحتمال انجرار البلاد للحرب الأهلية الشاملة.
 وسعى الباحثان للانفتاح على سياقات تاريخية تحفل بومضات من تاريخ فتاوى المرجعية، كموقف المرجعية من ثورة التنباك، والاحتلال الروسي لإيران، والاحتلال البريطاني للعراق وثورة العشرين، واصدار فتوى المرجعية المباركة لصدّ داعش، وحمل البحث دلالات عميقة لمواجهة المسارات التمويهية إثر محاولة الدوائر المعادية لإضعاف الترابط بين المرجعية والأمة الاسلامية، وإيجاد حواجز بينهما.
 وفعلاً استطاع الاستعمار استقطاب العديد من الكيانات والوجودات السياسية والدينية، لكنها عجزت عن الحصول على تعاطف المرجعية. مضامين البحث واضحة السعي في تسليط الضوء على مواقف المرجعية التاريخية، فكانت فتاوى الجهاد حاضرة عندما حاول الروس احتلال الوعي الاسلامي، حيث احتُلت ايران من قبل القياصرة الروس، فجاءت استجابة جماهيرية واسعة، وتشكلت كتائب المجاهدين.
 وصف البحث التجمعات الجماهيرية، وحركة استقبال الثوار، وبسبب هذه الفتوى سمح لأبناء الشيعة دخول المدارس الحكومية، وهناك تعريف قديم على أن الأفكار تشكل وحدها عمق الأسلوب، ويعني التفكير الأسمى لفتوى الجهاد ضد الاحتلال البريطاني للدفاع عن بيضة الاسلام، وفي جامع (الحيدر خانة) تم التنسيق بين قيادات التحرك السياسي لاستعادة نشاط الجهاد.
 وكان لفتوى المرجعية الأثر الكبير في وقف تقدم داعش للوصول الى بغداد، فقد نحا البحث منحى آخر حين تحدث عن فتاوى الجهاد والميادين التي لولاها لضاع العراق، وكشف عمل التشويهات الاعلامية في تقليلها حجم الانتصارات، وتصويرها بأنها انتصارات غير مهمة، وقيام القوات الامريكية باستهداف الحشد الشعبي، وعمل البحث على تعريف أساليب كل طرف من الأطراف المواجهة، الولايات المتحدة تجاهلت الفتوى وقوات الحشد، وبالمقابل الدعم الأمريكي المزعوم فقد قيمته؛ كون الحشد استند الى دعم المرجعية الدينية والشعب العراقي.
 وناقش البحث سبب تأخير إصدار الفتوى الذي عرفه البحث بأنه لا يعني تسليماً بالنتائج، بل هو الصبر والحكمة المسلحة، والاستقلال والسيادة والحرية.
 وخصص البحث الكثير من فقراته التحليلية التفصيلية للفتوى باعتبارها تجربة فريدة، سعت للرد على مخططات ما خلف الحدود، الساعية لتمزيق بيضة الاسلام، فالحشد الشعبي أسقط بحسه الوطني وعقيدته القتالية كل مراهنات ومؤثرات الاعداء.
 وفي المبحث الثالث، قدّم فتاوى المرجعية والأمن السلمي وعدّ مرجعية السيستاني(دام ظله) مرجعية مسموعة في الوسط الشيعي العراقي؛ لأنها نأت بنفسها عن الميل الى طرف دون آخر.
 ويرى الباحثان أنه وبالرغم من كثرة أتباع المرجعية، إلا انها بقيت بعيدة عن الانخراط المباشر بالسياسة، إلا حين يستدعي الأمر، فكانت هناك مبادرة مع بداية الغزو الأمريكي للعراق، فأشارت الى ضرورة أن يكون عملهم تحت إشراف الأمم المتحدة، وسعت الى تهدئة الوضع العام أثناء فترات العنف الطائفي، وتدخلت لإنهاء المعركة بين جيش المهدي والقوات الأمريكية.
 كما طالب سماحته البرلمان بتشكيل حكومة تحظى بقبول وطني، وأكد من خلال مسيرته الجهادية أن لا صراع ديني بين الشيعة والسنة في العراق، بل هناك أزمة سياسية، ومن الفرقاء من يمارس العنف الطائفي.

بحث عمل على اقناع المتلقي وامتاعه بما يمتلك من حقائق لها الحزم والسعي للحرية والكرامة للعراقيين جميعاً.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/09/10



كتابة تعليق لموضوع : فتاوى المرجعية ودورها في الحفاظ على وحدة الأمة الاسلامية ضد المسارات التقليدية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net