صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

اشارات المرجع السيد محمد سعيد الحكيم قدس سرة عن ائمة اهل البيت والقرآن الكريم (ح 8)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جاء في موقع الكفيل عن فاجعة الطف للسيد محمد سعيد الحكيم كتابة رضا الله غايتي: (و لا يخاف فوت الثار)، فقد ادخر الله الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه لينتقم من قتلة الإمام الحسين عليه السلام في الدنيا، وأما في الآخرة فإن لقتلة الإمام الحسين عليه السلام عذاباً شديداً، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال: (إن قاتل الحسين بن علي عليهما السلام في تابوت من نار، عليه نصف عذاب أهل الدنيا، وقد شد يداه ورجلاه بسلاسل من نار، منكس في النار، حتى يقع في قعر جهنم، وله ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم من شدة نتنة، وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم، مع جميع من شايع على قتله، كلما نضجت جلودهم بدل الله عز وجل عليهم الجلود. وقولها: "وإن ربك لبالمرصاد" استعارة من آية كريمة، وقد قال عنها صاحب الميزان: (وكونه تعالى على المرصاد استعارة تمثيلية شبه فيها حفظه تعالى لأعمال عباده بمن يقعد على المرصاد يرقب من يراد رقوبه فيأخذه حين يمر به و هو لا يشعر فالله سبحانه رقيب يرقب أعمال عباده حتى إذا طغوا و أكثروا الفساد أخذهم بأشد العذاب). وفي عبارتها هذه سلام الله عليها إشارة الى عدله سبحانه لأن حفظه لأعمال العباد إنما هو لأجل أن يثيب المحسن ويعاقب المسيء ،وينصف المظلوم من ظالمه. وقول السيدة زينب صلوات الله عليها: (فترقبوا أول النحل وآخر صاد) هو استشهاد منها عليها السلام بكلام الله على ما بينت لأهل الكوفة ، فأما أول النحل فقوله تعالى: " أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ " (النحل 1).

جاء في كتاب مرشد المغترب للسيد محمد سعيد الحكيم: إن من أعظم الواجبات وآكدها التفقه في الدين، وتعلم أحكامه في العقائد والعمل، فقد حثّ الشارع الأقدس على ذلك مؤكد. قال الله تعالى: "فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ" (النحل 43)، وفي نصوص كثيرة أن طلب العلم فريضة على المسلمين. وفي صحيح مسعدة بن زياد: (سمعت جعفر بن محمد عليهم السلام وقد سئل عن قوله تعالى: "فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ" (الانعام 149) فقال: إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: أكنت عالم؟ فإن قال: نعم، قال له: أفلا عملت بما علمت؟ وإن قال: كنت جاهل، قال له: أفلا تعلمت حتى تعمل؟ فيخصمه. وذلك الحجة البالغة). وفي حديث المفضل: "سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: عليكم بالتفقه في دين الله، ولا تكونوا أعرابا. فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزك له عملاً). وفي صحيح أبان بن تغلب عنه عليه السلام: (قال: لوددت أن أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا). إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة. أما أنتم المغتربين فيتأكد ذلك عليكم لأمرين: 1 ـ أن المجتمع الذي تعيشون فيه بعيد عن الدين، غريب عن مفاهيمه. فإذا أهملتم التعلم أو تهاونتم به، ضاع عليكم دينكم، وخفيت معالمه تدريجاً حتى تضمحل بمرور الزمن. 2 ـ أنكم هاجرتم من بلاد الإسلام وأنتم تملكون قدراً من المعلومات الدينية، فإذا تفلتت منكم ونسيتموها كان سفركم لبلاد الكفر تعرباً بعد الهجرة، فإن التعرب بعد الهجرة هو انتقال المسلم للبلاد التي تنقص فيها معلوماته الدينية، ويزداد جهله بدينه. وهو من أكبر الكبائر حتى عدّ من الخمس، ومن السبع منه. ففي حديث ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن الإمام الصادق عليه السلام: (وجدنا في كتاب علي عليه السلام الكبائر خمسة: الشرك، وعقوق الوالدين، وأكل الربا بعد البينة، والفرار من الزحف، والتعرب بعد الهجرة). وفي صحيح عبيد بن زرارة: (سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الكبائر، فقال: هن في كتاب علي عليه السلام سبع: الكفر بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وأكل الربا بعد البينة، وأكل مال اليتيم ظلم، والفرار من الزحف، والتعرب بعد الهجرة، قال: فقلت: هذا أكبر المعاصي؟ فقال: نعم. قلت: فأكل الدرهم من مال اليتيم ظلماً أكبر أم ترك الصلاة؟ قال: ترك الصلاة. قلت: فما عددت ترك الصلاة في الكبائر. قال: أي شيء أول ما قلت لك؟ قلت: الكفر. قال: فإن تارك الصلاة كافر. يعني: من غير علة). وفي حديث أبي بصير عنه عليه السلام: (والتعرب والشرك واحد) إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة الدالة على حرمة ذلك بوجه مؤكد. ومن هنا فإن عليكم أن تجدّوا في تعلم دينكم في العقائد والأحكام، وتتعرفوا على الحلال والحرام، والحذر من إهمال ذلك أو التسامح فيه، مهما كلف الثمن، وضاق الوقت، وكثرت المشاغل، فإن خطر التسامح فيه عظيم، وخسائره لا تعوض، والله سبحانه وتعالى يعينكم، وييسر أمركم، لأنه في عون عبده إذا عرف منه الاهتمام بأمره والسير في طريق رضاه.

جاء في كتاب اصول العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: ينبغي الاهتمام بوضوح الحجة لا بإقناع الخصم: أن لا يهتم الباحث عند النظر في الأدلة بإقناع خصمه أو إسكاته بقدر اهتمامه بإدلاء حجته بين يدي الله عزّ وجلّ "يَومَ تَأتِي كُلُّ نَفسٍ تُجَادِلُ عَن نَفسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفسٍ مَا عَمِلَت وَهُم لاَ يُظلَمُونَ" (النحل 111). حيث يقف بين يديه تعالى فرداً لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضر، ولا يملك من وسائل السلامة إلا دليله وحجته. وهو سبحانه اللطيف الخبير، لا يعجزه معرفة الدليل القويم من الدليل السقيم، ولا تنفع معه المكابرات والمغالطات. ثم هو الحاكم القاهر، والجازي بالعدل، أفضل الثواب، أو أشد العقاب. فإن ذلك يحمل الباحث على أن يحكم أمره، وينظر في الأدلة والحجج بعقله ووجدانه، مجرداً عن كل شائبة، ليكون دليله ركنه الوثيق وصمام الأمان له يوم العرض الأكبر. وأما من لم يذعن بعد بوجود الله عزّ وجلّ، وبوعده بالبعث والحساب، والثواب والعقاب، فلا أقل في حقه من احتمال وجود الله عزّ وجل، ولا طريق له لإنكاره من دون نظر في الأدلة. بل يقضي عقله بفطرته بالتحفظ والاحتياط في ذلك بالنظر في الأدلة بموضوعية كاملة، من دون لجاجة وعناد. ليأمن من الهلكة والخسران الدائم. ولاسيما مع ما نبّه له الإمام الصادق عليه السلام في حديثه مع بعض الزنادقة، حيث قال له: (إن يكن الأمر كما تقول وليس كما تقول نجونا ونجوت، وإن كان الأمر كما نقول وهو كما نقول نجونا وهلكت).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/09/05



كتابة تعليق لموضوع : اشارات المرجع السيد محمد سعيد الحكيم قدس سرة عن ائمة اهل البيت والقرآن الكريم (ح 8)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net