اندفع شيخٌ هَرِمٌ من أَهلِ الشامِ نحو زينِ العابدينَ , رَفَعَ عَقيرتَهُ قائلاً: الحمدُ للّهِ الذي أَهلَكَكم و أَمكَنَ الأَميرَ منكم .
رآهُ الإمامُ مخدوعاً , سأَلَهُ :يا شيخ قرأتَ القرآن؟ .
- بلى .
أَردفَ زينُ العابدين, أَقرأتَ قولَهُ تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} و قولَهُ تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} و قولَهُ تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى} ؟
ـ بُهِرَ, فَرَدَّ بصوت خافتٍ :نعم قَرأتُ ذلك .
نطَقَ الإمامُ :نحنُ و اللهِ القُربَى في هذه الآيات.
يا شيخُ أَقرأت قولَهُ تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} ؟
ـ اقشَعَرَّ بَدَنُ الشَّيخِ , فأَجابَهُ : بَلَى .
رَنَّ مسامعَهُ زينُ العابدين :نحنُ أهلُ البيتِ الذين خصَّهم الله بالتطهير .
سرتْ رَعدَةٌ في أَوصالِ الشَّيخ , تمنَّى أَن تكونَ الأَرضُ قد وارتهُ و لم يُحَرِّك شَفتيهِ , سألَ الإمامَ: باللهِ عليكم أَنتم هُم؟
أَقسَمَ الإمامُ : وحقِّ جدِّنا رسولِ الله إنَّا لنَحنُ هُم من غيرِ شَكٍّ .
أَلقى الشَّيخُ بنفسِهِ على الإمامِ , وسعَ يديه تقبيلاً , سالتْ دموعُهُ على سحناتِ وجهه , تكلَّم : أَبرأُ إلى الله مِمَّنْ قتَلَكُم .
توسَّلَ إلى زين العابدينَ أَن يمنَحَهُ التوبةَ , يَعفو عنه ,عَفَا عنَهُ .
..............................
*بقلم / مجاهد منعثر منشد /المجموعة القصصية (ظمأ وعشق لله) , الطبعة الأولى , دار جسد ( بغداد ، 2022) , الفصل السابع ,(السبايا إلى دمشق ,فالمدينة), ص122.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat