صفحة الكاتب : تراب علي

(رؤية المرجعية الدينية بمسارات دورها في بناء دولة العراق المعاصر/ الشيخ محمد تقي الحائري أنموذجاً)  للباحث: أ.د مقدام عبد الحسين الفياض/ جامعة الكوفة.
تراب علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  تعمل القراءة الانطباعية في نص بحثي على التركيز في عوالم التصورات التي تحملها آفاق النص، والبحث الموسوم (رؤية المرجعية الدينية بمسارات دورها في بناء دولة العراق المعاصر/ الشيخ محمد تقي الحائري أنموذجاً) للباحث أ.د مقدام عبد الحسين الفياض/ جامعة الكوفة.

 تنطلق القراءة من المرتكزات نفسها، وملاحظة الاجراء الذي قامت به المرجعية الفكرية، الباحث يرى أن المرجعية الدينية لها مكانة سامية عند الشيعة بما امتلكت من نفوذ واسع بين الجماهير علمياً واجتماعياً وسياسياً، ومن ثم يقود النص البحثي موجهاته نحو المرتكز القصدي/ مرجعية الشيخ محمد تقي الحائري (قدس سره)؛ لكونه كان العامل الرئيس في نهوض الحركة الوطنية ضد بريطانيا.
 بحث له مساراته وروافده وخصائص التميز، فهذا النص البحثي سلط الأضواء على خطوط مهمة: الخط الأول- هو تحرير كامل البلاد. الخط الثاني- تحقيق وحدة الخطاب الديني بين المذاهب. ثالثاً- تحقيق وحدة الخطاب السياسي. رابعاً- الحفاظ على الامن والسلم.
 ويذهب الموجه النصي حول التعريف بشخصية المرجع محمد تقي محمد الشيرازي الحائري ولد في شيراز جنوب ايران عام 1840م وهاجر الى سامراء ودرس على يد المرجع ميرزا محمد حسن الشيرازي،، برع في الفقه والأصول والفلسفة والعرفان وبلغ درجة الاجتهاد وعُدّ من العلماء المصلحين، في مثل هذه القراءات يكون العمل على مستويات الفهم والاجراء؛ لأنها تريد أن تؤطر الفعل القرائي في بيان منظومة النص البحثي الفكرية.
 قدم لنا الباحث بعض رؤى المرجع الوطنية لمناصرة الوطنيين الأحرار في الدولتين العثمانية والغاجارية، ودعم الحركتين الدستوريتين هادفة الى تأسيس آلية حكم مقيدة بدستور ومجلس نيابي يمثل الشعوب، وناصر الحركة الشعبية بليبيا عام 1911م ضد الغزو الإيطالي، وساند ايران ضد الغزو الروسي، وافتى بوجوب محاربة الغزو البريطاني في العراق.
 أسهم في حركة الجهاد العراقية الإسلامية سنة (1914-1915) وعمل النص البحثي على توضيح معالم صورة الواقع من جميع جوانبه، فهو يتابع المسارات المكانية التي أسهمت في تفعيل مشروعه الوطني، انتقل من سامراء الى الكاظمية أواخر 1917م وسكن النجف، لكنه لم يستقر بها وانما استقر في كربلاء، وكان له الدور الوطني الكبير.
 القراءة الانطباعية تبحث في التفاعلات التي تفسر لنا بجهد معرفي قيماً مضمونية فاعلة، البحث يركز في زمانية الحدث 1920م إذ أدخل الشيرازي العراقيين في مرحلة تاريخية، وحّد الأمة وبنى الثورة التأسيسية الكبرى عام 1920م وفعّل الحركة الفكرية في كربلاء على الرغم من شيخوخته، فكان عمره يقارب الثمانين عاماً، وكان ينفق على الفقراء ويحمل أعباء المرجعية ويواظب على دروس طلبة العلم.
 لقد أثرت المحنة على صحته فرحل عن الدنيا الى مثواه في 17/ آب 1920.
 منحنا النص البحثي، بعض البؤر التاريخية للتوثيق، جاء (ويلسن) الى كربلاء لمقابلة المرجع الحائري في داره أولاً، تحدث ويلسن الفارسية؛ كونه كان يجيدها وعرض على المرجع الأعلى اقصاء امين العتبة العسكرية المقدسة في سامراء؛ كونه سني المذهب واستبداله بآخر شيعي، نهره الحائري برد حازم، قائلاً: لا فرق عندي بين الشيعي والسني والكلدار رجل طيب لا اوافق على عزله للبحث حضور يزدهي لنا مواقف المرجع الشيرازي بحقائق ثبتت روح الوعي بتاريخنا المرجعي في أيام الثورة العراقية، لم يمانع من تنصيب السيد محسن أبو طبيخ متصرفا للواء كربلاء ودعم التنظيمات الجمعيات السرية مثل: حزب النجف السري، وجمعية حزب الاستقلال البغدادية، وأسس نجله محمد رضا (الجمعية الإسلامية).
 ومن المواقف المهمة مسألة الاستفتاء الذي كان سبيلاً لإسباغ الشرعية على وجودهم، كان السعي لانقسام قيادات الأمة الواحدة، وكذلك مسألة تأسيس المجالس البلدية لم يهدف من خلالها المستعمر لإشراك المجالس في حكم البلد وانما احتوائهم واعطائهم مهاماً ثانوية، عبارة عن شؤون خدمية لا علاقة لها بتقرير نظام الحكم والسياسة، فأطلق فتواه العظيمة بعدم جواز قبول المسلم العمل بصيغة موظف لدى الإدارة المدنية للاحتلال البريطاني.
كان الهدف قطع الطريق أمام بريطانيا وعزل ادارتها، وأدت الفتوى الى استقالة جميع أعضاء المجالس البلدية، وكان منهج المرجعية سلمياً مع الأحداث ركزت جهودها على رصّ صفوف العراقيين، وعملية تدوين المعلومة بما تمتلك من حقائق قد تكون غامضة على المتلقي الشمولي مثلاً الحديث عن عوالم انتفاضة النجف عام 1918م حيث قتل الثوار بعض رجال الجيش البريطاني، فقتل القائد مارشال، وردّ البريطانيون بقسوة وفرضوا حصاراً قاسياً على المدينة استمر اكثر من أربعين يوماً، انتهى بالقضاء على الانتفاضة وإلقاء القبض على منفذيها وإصدار احكام الإعدام والنفي بحق المئات من أبناء النجف.
 القضية التي كشف معالمها النص البحثي، بأن هذه الانتفاضة لم تحصن بدعم مرجعية الشيخ محمد تقي الشيرازي، ومن المرجح ان اندلاع الثورة من قبل شخصيات اجتماعية وليست من قبل المرجعية الدينية التي يفترض أخذ رأيها قبل أي تحرك، وهذا ما جعل العلماء يتحفظون عبر مساندة الانتفاضة.
 إن تشخيص البحث لسياسة مرجعية الشيرازي أعطت ترسيخا محفزا لمثل هذه المعلومات المركونة في ادراج المؤرخين، وامتلك البحث دلالات الكشف ومع التشخيص على قيمة الرأي الفكري للبحث، وليس لسبيل التقييم بل لعرض كامل الفكرة للمتلقي، كانت مرجعية الشيرازي تعمل على الاستفادة من العامل الدولي، ففي ثورة 1920م وصلت رسالة من الشيرازي تناشد اشراف الحجاز بضرورة إيصال صوت العراقيين ومطالبهم في الحرية والاستقلال الى المحافل الدولية.
 كانت مرجعية الشيخ الشيرازي تخشى اختلال النظام وفقدان الامن وتكون البلاد في فوضى، فلا قيمة لأي عمل ثوري دون التخطيط الصحيح وحفظ امن الناس وسلامة ارواحهم، ومن المواقف الجليلة للمرجع الشيرازي هو موقفه من اعتقال نجله محمد رضا خطب بالناس وقال: «كل العراقيين اولادي»، ونحن لا نملك أن نقول لمثل هكذا بحث سوى انه في غاية الروعة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تراب علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/06



كتابة تعليق لموضوع : (رؤية المرجعية الدينية بمسارات دورها في بناء دولة العراق المعاصر/ الشيخ محمد تقي الحائري أنموذجاً)  للباحث: أ.د مقدام عبد الحسين الفياض/ جامعة الكوفة.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net