صفحة الكاتب : حوراء جبار

هوية العراق الحقيقية التي يراد لها أن تمزّق!
حوراء جبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما نرى حفلات تخرّج لاخوتنا وأخواتنا بطريقة محترمة تمثل هوية العراق الحضارية، وتنسجم مع الدين والهوية العراقية الاصيلة؛ نشعر بطمأنينة والفخر بهويتنا وانتماؤنا العقائدي الاصيل، وهذا ماعملت  عليه العتبات المقدسة التي فتحت أبوابها لشباب واطفال العراق وكرمتهم في مهرجانات مفاخرين بهويتهم الدينية الشيعية والعراقية الاصيلة، محاربين الوهم الذي غطّى به الأعداء وجه القيم والمثل التي يتحلّى بها شعبنا،  انه جانب العراق المشرق الجانب الذي لايظهره الإعلام عمداً.
 
ان معاول الهدم لاستهداف الهوية العراقية والشيعية خاصة كثيرة؛ منها الحرب الناعمة على الثوابت الدينية، والمبادىء الأخلاقية للشباب والاطفال وحرفهم عن دينهم واخلاقهم وقيمهم، ومسخ هويتهم وطمس معالمها؛ كي يفقد الشباب بوصلتهم ويعمهم الجهل، ولولا ثبات المرابطين للتصدي ولمواجهة هذا الخطر لحل بنا السوء وانتشر.
المرجعيّة الدينية العليا في النجف الأشرف قد أحسّت بهذا الخطر على الهوية العراقية، ونبّهت عليه وعلى خطورة طمس الهويّة الثقافيّة للعراق، وقد صدر هذا التنبيه قبل أكثر من (19) سنة، حينما سئل السيد المرجع الاعلى: ماهو اكبر خطر، وتهديد لمستقبل العراق؟ فأجاب سماحته: "خطر طمس هويته الثقافية التي من اهم ركائزها هو الدين الاسلامي الحنيف".
هذا الخطر اجتمع واستقوى علينا في السنوات الاخيرة، وكان المنتظر ان يعود العراق الى دينه وفخره بهويته بصورة اقوى وأكثر ثباتا بعد زوال خطر داعش، والبدء باعداد جيل واع وقوي ولايرضى ابناؤه الدنية في دينهم، لكن الذي حصل أنّ دوائر المكر تحسّبت لهذا الأمر، فكادت لشباب العراق لتغرقهم في التّفاهات والشّهوات، فما يدور في الساحة العراقية الآن هو الحرب الناعمة بعد ما يأس أعداء العراق من هزيمة أبناءه بالحرب الخشنة والمواجهة،  هذه الحرب بكل أسلحتها وأدواتها، التي من أخطر أسلحتها هو أشاعة المجون وهتك القيم الأخلاقية وتجاوز الحدود الدينية.

تعتبر مسألة تخليق الحياة العامة للمجتمعات، أساس استقرارها وضمان تماسكها، والسبيل نحو تقدمها وازدهارها، وتكون الحاجة لتخليق الحياة المجتمعية عندما يعرف المجتمع نكسات وتراجعات على المستوى الأخلاقي كما عليه الحال في بلدنا، الذي أصبح فيه الجهر بالسوء وانتهاك حرمات الله مرضا معديا قد يأتي على بقية حياء فينا لاقدر الله، حتى أصبحنا نرى الحفلات الراقصة الماجنة وصلت للمؤسسات التربوية والعلمية، وانتشار ثقافة مستوردة لاتمثل اي هوية عراقية، وتفشي الخلاعة والعري، فضلا عن تكاثر جرثومة الشذوذ الجنسي فأصبحوا ينتظمون في إطارات ومنظمات تساندهم دول غربية بهدف نشر المساوئ في المجتمع العراقي الأبي، أضف الى ذلك ما نسمع ونقرأ عنه بل ونراه بأم أعيننا من جرائم القتل والاغتصاب وهتك الأعراض، والأخطر من ذلك استهداف الطفولة والأجساد الطاهرة البريئة من قبل مرضى النفوس ومعدومي الضمير، فإنه لا يمكننا إلا أن ندق ناقوس الخطر منبهين على أن الأمن الروحي والعمق الثقافي والأخلاقي للشعب مستهدف، مما يجعل العمل على الذود عن العقيدة وحماية استقرار البلاد المهدد بما كسبته أيدي السفهاء، وما تسببوا فيه من اختلالات على المستوى التربوي وعلى غيره من البنيات الاجتماعية بدءا من الأسرة إلى أعلى مؤسسات الدولة، قضية ملحة.

أيا يكن حجم المؤامرة وأيا كانت درجة المكر، فإنّ الله غالب على أمره، والمأمول من شبابنا أن يهتدوا إلى رشدهم ويحكّموا عقولهم ليدركوا دناءة المؤامرة التي تحاك لهم، وعلى النُخب الواعية أن تأخذ دورها في الدفاع عن هويتنا الدينيّة.

 

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حوراء جبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/03



كتابة تعليق لموضوع : هوية العراق الحقيقية التي يراد لها أن تمزّق!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net