البرمجة اللغوية العصبية
منتهى محسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثيراً ما تردد هذا المصطلح على أسماع الكثيرين، لكن القليل من يفهمه لذا سنبدأ بتفسيره بشكل تفصيلي.
تعني البرمجة: الانتظام في العمليات العقلية وإدارة التأثير السلوكي عبر (التحكم بــ :الخرائط، الذاكرة، ردات الفعل).
وتعني اللغوية: المعنى التقني للغة والتي تتألف من: (الجسد، الصوت، الكلمة، المكان).
وتعني العصبية: آليات عمل الدماغ، وتفاعل الجملة العصبية مع المتغيرات. 
وابتداء لابد أن نعطي بعض التعاريف التي تناولها بعض العلماء حيث عرفها جون غريندز: حزمة من التقنيات، فيما عرفها ريتشارد باندلر: توجه عام وطريقة علمية تترك خلفها قاطرة من التقنيات .
ولابد أن نلقي الضوء على العقل الواعي والعقل اللاواعي (الباطن) لنرى الفرق بينهما ومدى تأثيرهما علينا، ونبدأ بالعقل الواعي الذي يعنى اللحظة الراهنة، ويمثل النطاق الحالي وهو يتعامل مع شيء واحد في وقت واحد، ويمثل الجانب المتكلم، والعقل الواعي قدراته محدودة حيث يستوعب سبع معلومات فقط، كما انه يعمل على برمجة العقل الباطن فهو منطقي ومحلل، ويحتل نسبة 6-13% من إمكانياتنا .
 أما العقل الباطن، فهو لا يعي الأشياء بشكل مباشر وتكون الذاكرة لديه ضخمة وفوضوية، أما طريقة تفكيره وتعامله فهو يفكر بطريقة تلقائية، ويقوم بربط معلومات جديدة بسهولة ويتعامل معها كلها في نفس الوقت ويمثل الجانب الصامت، أما قدراته فهي واسعة جداً، حيث يستطيع استيعاب 2 مليون معلومة في الثانية، ويقوم بتخزين جميع المعلومات ويتحكم في كل تحركات الجسم الداخلية والخارجية ويحتل نسبة 87_ 94% من إمكانياتنا .
أخيراً، لابد من التعرف على الأنظمة التمثيلية لكل فرد؛ لأنها تساعد حتماً في فهم أنفسنا وفهم الآخرين وهي ثلاثة أنظمة: (البصري، والسمعي، والحسي)، ونبدأ بتبيان أهم السمات في النظام البصري، فهو يهتم بالمشاهدات البصرية المميزة، وصاحب هذا النظام غالباً ما يكون نظره متجها إلى الأعلى، ومن صفات البصريين التحدث بسرعة، والتنفس يكون سريعا في الجزء الأعلى من الرئة، كما أنهم يتحدثون بصوت عال دون أن ينتبهوا، وعادة ما يستخدمون كلمات تعبر عن حاسة البصر، ويكون التذكر لديهم عبر استدعاء الصور، ويكونون سريعي التفاعل والحكم على الأشياء، كما لديهم تفاعل عالٍ مع المتغيرات، ويتميزون بميل واضح للقيادة وبارعين في الاختبارات المباشرة ولديهم قدرة على الخيال .
 أما النظام السمعي، فله أيضاً سماته منها: إن السمعيين يتأثرون بسرعة بالأصوات المزعجة والعذبة على حد سواء، ومكان تنفسهم في المنطقة الوسطى من الصدر، وعند التفكير تتركز عيونهم على احد الجوانب، ويتميزون بأصوات موسيقية، وهم يصلحون أن يكونوا مذيعين ناجحين، ولديهم القدرة على حفظ العبارات الموسيقية بسهولة.
 والسمعي أحياناً يميل رأسه لناحية عند الحديث، كأنه يمسك سماعة هاتف، والتذكر لديه يأتي بالتتابع، ويستخدم عادة كلمات ذات دلالة سمعية وينتبه لها اكثر، وهو معتدل السرعة في اتخاذ القرارات. 
أما النظام الحسي، فغالباً ما يتركز نظرهم إلى الأسفل، ويكون تنفسهم من الجزء الأسفل من الرئتين (البطن)، وصوتهم عميق ويتحدثون بصوت منخفض غالباً وببطء، ويتأثرون بالتواصل الملموس والأسلوب العاطفي، ويميلون للاقتراب من المتحدث، ويرتبط التذكر لديهم بالشعور والحركات، وهم لا يحبون الاجتماعات وشعارهم: (اجتمعوا وقرروا وأنا أنفذ)، ويتميز بكثرة الأنواع فمنهم: (القاسي، الرقيق، والمتيم، والنكدي.(
إن معرفة الأنظمة التمثيلية خطوة مهمة جداً لمعرفة الإنسان نفسه ومن ثم معرفة الآخرين؛ ليكون أكثر توافقاً وتواصلاً وانسجاماً مع نفسه والآخرين، وهذا هو سر وسحر البرمجة اللغوية العصبية.

الموضوع السابق حِجاب الموضة..!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat