صفحة الكاتب : بكر ابوبكر

الإسرائيليون و" لاينال عهدي الظالمين"
بكر ابوبكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في الرد على خرافة التوراة وأسطورة أن الله وعد ابراهيم وذريته بالأرض -مهما كانت مساحتها، و مهما افترضوا مكانها جغرافيًا- نقول كما يقول القرآن الكريم أن المولى جعل ابراهيم إمامًا، فطلب من ربه أن يكون من ذريته المثل لما أعطي هو كما في الاية 124 من البقرة، فرد عليه المولى بأن عهد الله لايناله الظالمون بتاتًا.

لذا لا وعد لذرية أو قبيلة أو قوم بأي شيء مفتوح هكذا مطلقًا، فالفصل والحكم والجزاء عند الله هو بالتقوى والايمان وليس بالأصل القبلي أو العشائري او بالجنس أو الجنسية مهما كانت.

(وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ-البقرة 124 )

ورغم أن قبيلة بني إسرائيل العربية المندثرة لاصلة لها بالمحتلين لفلسطين اليوم الا بسرقة ذات الاسم القديم، للإيهام بالصلة، ضمن سياق خداع أن اليهود هم أنفسهم القبيلة المندثرةّ! أي بني إسرائيل (إسرءيل بالرسم القرآني) القدماء، ما سقط علميا فاليهودية ديانة لأقوام متعددين عبر العالم غالبهم خزريين (منطقة بحر قزوين) اورببيين، والقبيلة العربية المندثرة هي قبيلة من ضمن عشرات أو مئات القبائل العربية القديمة المندثرة، واستعارة ذات الاسم لا يؤهل لوراثة القبيلة المندثرة أو الإدعاء بإرثها القديم صح هذا الإرث أم لم يصح.

ناهيك عن أن مفهوم الوراثة الواردة في القرآن الكريم يُفهَم منها بوضوح وراثة بني إسرائيل القدماء المندثرين المِنة من الله عليهم، ووراثة النصر على الأعداء إعداء الدين، ووراثة التفضل عليهم بخير الأرض وليس بهم، أي ليس بمعنى صك عقار للأرض (أي أرض) أبدي كما يتوهم البعض من ضعاف العقول ما يتناقض مع تفاسير الكتاب الحكيم ومع العدل الإلهي ورسالة الدين تمامًا.

وتتضح الصورة برفض خرافة القوم المفضّلين بمنطق تفضيل العِرق أو القبيلة المحبوبة دون العالم في زمانها حاشا لله، إذ أن معنى التفضيل للقبيلة بالآيات الكريمة كما قال ابن كثير هو اختصاص للقبيلة/القوم الغابرين قبيلة بني إسرءيل في زمانهم بكثرة انبيائهم والكتب فقط، أي التفضيل باختصاص ديني لجماعة أو قبيلة.

 

إذن فكرة التفضيل لقبيلة بني إسرائيل المندثرة والتي لا صلة لها بمحتلي بلادنا اليوم هي التفضيل من المولى لتلك القبيلة بمعنى اختصاصها آنذاك في عصرها بكثرة الانبياء والكتب ودين التوحيد، وليس لسواد عيونهم او أصلهم القبلي ووراثتهم أو كتابة الأرض-الواردة بالنص الحكيم- لهم بمعنى أوجب عليكم دخولها، ومنّ عليكم بها لتعمروها وتنعموا بخيراتها وليس للتملك لها كعقار أبدي للظالم من القبيلة والمؤمن! عدا عن اندثار تلك القبيلة المقصودة أصلًا.

نضيف لما سبق أن ابراهيم عليه السلام عندما دعا في الآية 126 من البقرة دعا الرزق للبلد (مكة وماحولها) ولكن بوضوح قائلًا دون الكفرة بالله واليوم الآخر.

بل وفي الاية 128 يدعو ابراهيم مع ابنه اسماعيل الله أن يكونا مسلمين بل (ومن ذريتنا أمة مسلمة)

(رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) فالأمة المسلمة لله فقط هي المؤهلة للوعد الإلهي بحقه بالفوز بالدنيا والآخرة ، وليس ذاك الوعد التوراتي الخرافي للشخص ونسله أو للقبيلة بعينها ما يتعارض مع الوعي الديني وأصل الرسالات.

وفي سورة البقرة الواضحة الدلالة أيضا تقول: (وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 132) وصيتهم الواضحة هي الدين، وليس العقار أو الأرض "الموعودة"! او سمو وتفوق القبيلة كما يدعى غُلاة الاحبار في قراطيسهم.

ونرى أيضًا بالآية 133 ذات الأمر حيث يقول المولى تأكيًدا على فهم معنى الوصية والإرث والتفضيل الإلهي من إبراهيم ثم من يعقوب (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ-البقرة 133).

بمعنى افهموا يا عالم أن الاصطفاء والاختيار والتركة والميراث والتفضيل لهم كان قديمًا (على أقوام زمانهم فقط) كان بالدين والنبوة، فلم يحدثهم عن وعد بمال أو أرض او عقار قط بل بالدين والتقوى فقط (وليس بالاصل العرقي) ، حيث يتناسق هذا كليا مع المعنى الإلهي بالآية الكريمة "قال لاينال عهدي الظالمين".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بكر ابوبكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/25



كتابة تعليق لموضوع : الإسرائيليون و" لاينال عهدي الظالمين"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net