شرح الخصلة الثانية عشر من الرواية : ( تكون الظلمة في قبره )
محمد السمناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد السمناوي

انتكاسة كبيرة يتعرض لها الميت المتهاون في الصلاة حيث يعيش في عالم الوحدة والغربة، وحيداً فلا انيس له في غياهب(1) القبر الصغير الضيق، ومع ذلك الديجور الدامس، فيالها من وحشة عظيمة يمر بها الميت حيث ترك القصور والبيوت الفارهة، وسكن دار الديدان، وقد نسيه الأهل والخلان .
يقول الشاعر:
في ظلمة القبر لا أمٌّ هناك ولا * أبٌ شفيق ولا أخٌ يؤنسني
ان كل عمل يعمله الإنسان في دار الدنيا يتجسد في اللحظات الاُولى التي يضع قدمه العالم الآخر، وأول العوالم هو القبر، وان الكثير من الأعمال تجعل القبر مظلماً، كالتهاون في العبادة، والإتيان بها في خارج الوقت عمداً، كذلك الحرص والطمع والجشع، والأنانيّة وحب الذات وعبادة الهوى، وهذه الأعمال تجعله في الظلام الدائم الدامس، وقد يشاهدون مشاهد والصور لأهل النور والإيمان فيطلبون منهم الإقتباس من أنوارهم، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة بوضوح .
قال تعالى : (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَآءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ )(2)، فعند ذلك يأتيهم نداء المؤمنين ارجعوا إلى دنياكم فلعلكم ترون نوراً قد تولد من اعمالكم، ولكن هيهات ان يكون لهم نوراً !!.
فعلى الإنسان أن يتزود بزاده الأُخروي الذي ينير له جميع المحطات والعوالم التي سوف يتقلب فيها، والقرآن الكريم قد شار إلى هذه الحقيقة التي هي ضرورة أن يأخذ الإنسان نوره وزاده الأوفى من عالم الملك إلى الملكوت.
المصادر
[[1] ] الغياهب جمع الغيهب وهى الظلمة وشدة السواد.
[[1] ] سورة الحديد: الآية: 13.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat