نزهة في جنائن التفسير (6)

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

"وَأَخْبَتُوا":
  قال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ» [هود: 23]. جاء في "التبيان في تفسير القرآن" للشيخ الطوسي "قدس سره" أن معنى أخبتوا الى ربهم أي خشعوا الى ربهم، الإخبات يعني الخشوع المستمر على استواء فيه، وأصله الاستواء من الخبت الأرض المستوية الواسعة. ويرى الفيض الكاشاني "قدس سره" المعنى انهم اطمئنوا اليه وخشعوا له، والسيد مكارم الشيرازي يعتبرها انهم استسلموا وانقادوا خاضعين لأمر الله ووعده الحق، وأخبتوا الى ربهم اي تواضعوا لله وعبدوه .
"تَزْدَرِي":
 قال تعالى: «وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً» [هود: 31]، من زرى عليه إذا عابه، أي لا أقول في شأن من استذللتموه لفقرهم أي أقصر أعينكم عنه، وتستحضرونهم لما أتى على قوم نوح تسعمائة سنة، وهمّ ان يدعوا عليهم فانزل الله "عز وجل" انه لن يؤمن قومك الا من قد آمن، فلا تبتئس بما كانوا يفعلون، فقال نوح: «وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فاجِراً كَفَّاراً» [سورة نوح: 27]، فأمره الله تعالى أن يغرز النخل، واستحكم أمر بقطعه فسخروا منه، وقالوا بلغ النخل مبلغه، وهو قوله تعالى: «وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ» [هود: 38]، فأمره الله أن تنحت السفينة وأمر جبرائيل أن ينزل عليه، وأن يعلموه كيف يتخذها، فقدر طولها في الأرض ألف ومائتي ذراع، وعرضها ثمانمائة ذراع، وطولها من السماء ثمانون ذراعًا، فقال: يا ربي، من يعنني على اتخاذها، فأوحى الله اليه: نادِ في قومك من اعانني عليها، ونجر منها شيئا، صار ما ينجره ذهبًا وفضة، فنادى نوح فيهم لذلك فأعانوه عليها، وكانوا يسخرون منه، ويقولون ينحت سفينة في البر!.

"وَغِيضَ الْماءُ":
 قال تعالى: «وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» [هود: 44]. الغيض: جذب الارض, المانع الرطب من ظاهرها الى باطنها، وهو كالنشف، يُقال غاضت الأرض الماء، أي نقص الماء ونشف عن ظاهر الارض، وانكشف البسيطة قضى الامر أن ينجز ما وعد الله لنوح "عليه السلام" من عذاب القوم، وأنفذ الامر الالهي بغرقهم وتطهر منهم اي كان ما قبل له كما قبل وتظهر منه اي كان ما قيل له اي كما قيل في قضاء الامر كما يقال على جعل الحكم واصداره كما يقال على امضائه استقرت السفينة على جبل اي على جبل الجودي .

"حَنِيذ":
 قال تعالى: «وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ» [هود: 69]. الحنيذ: معناه المشوي، وقيل ليس كل لحم مشوي يطلق عليه حنيذ، الحنيذ اللحم المشوي على الصخور الى جنب النار، ودون أن تصيبه النار حتى ينضج شيئًا فشيئًا .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/23



كتابة تعليق لموضوع : نزهة في جنائن التفسير (6)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net