صفحة الكاتب : زعيم الخيرالله

البُطولةُ عُنْوانٌ جامعٌ لِلْوِلاداتِ الشَّعْبانِيَّةِ
زعيم الخيرالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في ميلادِ الامامِ الحسين (ع) ، وميلاد ابي الفضل العباس(ع) ، وميلاد الامام زين العابدين وسيد الساجِدينَ .........لايستطيعُ المرءُ أَنْ يَستوعبَ هؤلاءِ الكبار في مقالٍ أَو حديثٍ عابرٍ ، ولكن يمكنُ أَنْ نَجْمَعَ هؤلاءِ العظامِ تحتَ عُنْوانٍ جامِعٍ ، هو عنوانُ البُطولَةِ .
وقد يَسْأَلُ سائِلٌ ، لماذا أَدرجتَ زينَ العابِدينَ في موكبِ الأَبطالِ ، وهو لم يَضْرِبْ بسيفٍ ولمْ يطعَنْ بِرِمْحٍ ؟ والجوابُ على هذا السؤال ، هوَ أَنَّ البُطُولَةَ لايُمكِنُ اختِزالُها في ميدانِ الحُروبِ ، والضربِ بالسيوفِ والطَّعْنِ بالرِماحِ ، فللبُطُولَةِ مجالاتٌ متَعَدِدَةٌ ، قد تكونُ البطولَةُ في ميدانٍ اجتماعي ، وقد تكون في ميدانٍ اقتصادي ، فيوسُفُ(ع) كانَ بطلاً في هذا الميدان اذ واجهت مصرُ أزْمَةٌ خانِقَةٌ ، وفي هذا الظرفُ الاستثنائيُّ برزَ البطلُ ، نَبِيُّ اللهِ يوسُفَ (ع) وقدمَ خُطَّةً سُباعِيَّةً أَنقَذَتْ مصرَ من الجفافِ ومن كلِّ أَزَماتِها الخانِقَةِ . البَطَلُ هو الْشَخصُ الاستثنائيُّ الذي يتقدمُ الصفوفَ في الازَماتِ ويُقَدِّمُ الحَلَّ .
كلُّ الأُمَمِ لَدَيْها -في تأريخِها- أَبطالٌ يُشَكِّلُونَ رَصِيدِها الحقيقيَّ ، وانْ لمْ يَكُنْ للأُمَّةِ أَبْطالٌ ؛ فَسَتَخْتَرِعُ لَها أَبطالاً ، تخلُقُ لها أَبطالاً أُسطوريينَ ؛ أَيْ أَنَّ البُطُولَةَ حاجَةٌ ماسَّةٌ ؛ اذ لايمكِنُ للأُمَّةِ أَنْ تعيشَ من دون أَبطال ؛ فإنْ لَمْ يكونوا أَبطالاً حقيقينَ فسَتَصْنَعُ لها أَبطالاً اسطوريين لاواقعَ لهم . هناكَ أبطالٌ حقيقيونَ ابرَزَتْهُم الظروفُ الاستثنائِيَّةُ ، وهناك ابطالٌ اسطورِيُّونَ صَنَعَهُمْ الخَيالُ الانسانيُّ ، وهناكَ أَبطالٌ مُزَيَّفُونَ صًنَعَهُم الزَّيفُ الإنسانِيُّ ، اذ أَنَّهُم لم يكونوا أَبطالاً ولاعلاقةَ لَهُم بالبطولةِ من قريبٍ أَو بَعيدٍ ولكنَّ الزيفَ الانسانيَّ أَضفى عليهم صفاتٍ لايستحقونها . كإضفاءِ الانسانِ على الطغاةِ والمجرمين لقبَ الأَبطالِ . والبُطُولَةُ لها ميادينُ مختلِفَةٌ ، ومَجالاتٌ مُتَعَدِدَةٌ ، فهناك بطولَة في ميادينِ الصَّبرِ جَسَّدَها امير المؤمنينَ عليٌّ (ع) بقوله  فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهبا) . فهو (ع) رأى أَن الصبرَ هو الاحجى اي: الموافق للعقل . وهذه بطولةٌ في ميدانِ الصَّبر ؛ لانَّ علياَ (ع) الممتلئ قوةً وشجاعةً يصبر رغم مرارةِ الصَّبرِ ، فهذهِ بُطُولَةٌ أَعظمُ من البطولةِ في ميدانِ الحَربِ وضرابِ السيوف وطعن الرماحِ .
ونأتي الى ابطالِ كربلاءَ الذين جَسَّدوا البُطُولَةَ بكلِّ معانيها ، فكربلاءُ لها فصلان : فصلُ الشَّهادةِ والدماءِ الحمراءِ التي صبغتْ أَرضَ كربلاء . الامةُ حينما عاشتْ ظُروفَ القمعِ والقَهرِ والاستبداد برزَ الامامُ الحسينُ الرَّجُلُ الاستثنائيُّ الذي قالَ قولتَهُ وبّذّلَ مُهْجَتَهُ وقَدَّمَ كُلَّ مايملِكُ من اجل الله ، واستعادَةِ الأُمَّةِ لحريتِها وعِزَتِها ، وهكذا فعلَ ابو الفضلِ العباس (ع) .
أَمّا الفصلُ الثاني من كربلاء فقد نهضَ بأعبائِهِ الامامُ زين العابدين (ع) ، والسيدة زينب (ع) ، وعقائل النُّبُوَّةِ ، ومُخَدَّراتِ الرسالة . فالكلماتُ التي اطلقها الامام زينُ العابدين في مجلس ابن زياد وفي مجلسِ يزيد كانَ وقعها على الطغاةِ اشدُ من وقع السيوفِ وطعنِ الاسنَّةِ ، وكذلك مافعلتُهُ السيدة زينب عقيلة بني هاشم و بنات رسول الله(ص) ، فهذه بطولةٌ في ميدانِ الكلمة وايصال صوت الثورة الى كلِّ العالم وعبر الزمان والمكان ، ولولا هذا النوع من البطولة لضاعت الثورةُ وأَنطفأَتْ اهدافُهُا بفعل الاعلام الامويُّ المضلل الذي وصف قادة الثورة بانها خوارج خرجوا على حكومة يزيد الشَّرعِيَّةِ بزعمهم . وفي الختام اهنيكم بهذه الولادات المباركة ، واسأل اللهَ تعالى أن يرزقنا شفاعة هؤلاء الابطال في الدار الاخرة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زعيم الخيرالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/07



كتابة تعليق لموضوع : البُطولةُ عُنْوانٌ جامعٌ لِلْوِلاداتِ الشَّعْبانِيَّةِ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net