أضواء على فلسفةُ الزائرين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعدما سجلت ملحمة الحضور الاسطوري في زيارة عاشوراء الماضية مثالاً للتضحيات، والتحدي نظراً لما يشهده العالم بكل أصقاعه من تفشي جائحة وباء كورونا، وقد جرد أبناء المعمورة من ابسط مقومات الحياة، سلب منهم المصافحة، والقرب، من بعضهم الاخر،الجميع اطبق على حظر شامل للتجوال، فكان الحضور المليوني في كربلاء من قبل الموالين لأل البيت عليهم السلام، كاسر لشوكة الوباء الذي وجد من العامل النفسي ضالته ليقتل المئات بل الآلاف من مختلف الأعمار، والبيئات.. واليوم ومع تفشي ظهور الموجة الثانية من الوباء، وابتدأ العالم تخوفه من تداعياته.. يعيد اتباع اهل البيت عليهم السلام، الكرة ثانية لكن هذه المرة اختلف المكان ولم تختلف العقائد والتحديات.. حيث جانب الكرخ من  العاصمة بغداد توافد الملايين لإحياء ذكرى شهادة الامام الكاظم عليه السلام. فكانت وكالتنا حاضرة لطرح الاسئلة حول عدم مخاوف الزائرين من خطورة المرض فأجرينا لقاءات عدة من. مختلف الاعمار والجنس

اول المتحدثين  غضبان عنبر من أهالي ميسان قضاء المجر تولد   1954 قال انني متوجه للامام موسى ابن جعفر ويروي ان نظره قليل وقد  اصيب بمرض تسدد الشرايين، بعدها ذهب للامام الكاظم ورجعت للطبيب قال انت متشافي من المرض ولاتحتاج إلى عملية. وتابع قائلاً انني طالما ذاهب للامام الكاظم فإنني لاعلاقة لي بالوباء وهو يشفينا و ذكر اننالم نحتاج شيء طالما الخدمة موجودين ولم يقصروا.

اتجهنابالسؤال بعده إلى شاب عمره 19  عاما اسمه مصطفى حميد من واسط.. اختصر الاجابات بالقول  ان ارواحنا فداء للحسين.. ارواحنا فداء للامام الكاظم.. وسالناه عن موقف الاهل قال لم يمنعوه من المسير خوفًا من المرض

هذه المرة كان المتحدث ابن العشرين عاماً لكنه يتحدث بفلسفة الكبار. محمد ناظم القادم من مدينة الناصرية. قال إننا لانخشى بطريق الإمام موسى بن جعفر عليه السلام 
من أي وباء ، لأن الامام عليه السلام يشفي بكرامته عند الله الامراض المستعصية. فمن باب أولى يكون شافي لمرض كورونا او على الأقل ان لايصاب ببركته الزائرين. واستدرك بذات السياق  قائلاً، ان تلك الطمأنينة لمسناها عند خدمة أهل البيت عليهم السلام طيلة مسافة الطريق؛ بل وجدناهم يبالغون في استقبال الزائرين دونما يأخرهم الخوف من الوباء وغيره

مسك ختام جولتنا الميدانية مع الزائرين كانت مع امراة: ام محمد  تبلغ من العمر 45  عام  متوجهة سيراً على الاقدام. اثنت على الخدم. ورفضت الأصوات المانعة للزيارة بدعوة إنتشار الوباء.. كما وجهت دعوة مفتوحة لمن أخره الخوف بأن ينظم لركب الزائرين ولامجال للخوف في طريق الزيارة


أما خادم الموكب: علي جعاز فقال ان القلق سايرنا قبل انطلاق المسيرة الولائية، وقد ساورتنا الشكوك بأن الزيارة لم تنظم هذه السنة او قد تكون المشاركة ضئيلة. لكننا فوجئنا بسيل بشري جارف قلب التكهنات، والتوقعات، وكأن  التحديات هي من  اسهمت في ان تتدفق المؤمنين صوب قبلة الجوادين

وختامه مسك إن من المستطاع القول إن زيارة الامام الكاظم عليه السلام، والمتسقة مع إنتشار الجيل الثاني من الفيروس المتحور. مُضافاً لما جسدت روح التأخي، والتعاون مابين افراد المجتمع العراقي، وكانت الواجهة المشرقة لتأصيل المنظومة  المجتمعية، فكذلك أيضًا  آتت أكُلها ضعفين. فرسخت روح التحدي، والشجاعة على تحدي الظروف، ومن جهة اخرى ان السير والزيارة إجمالاً طيلة ايام قد رفع عنصر الخوف من الوباء، والذي يعتبر أفة الَمناعة، وهذا مكسب كبير يعمل على تقليص نوبات الاصابة، سيما ونحن شهدنا كيف ان الخوف يعجل بتدهور صحة المريض، ويجعله مهيأة للتفاعل من الفايروس. لذلك الامل ان لاتمر هذه المناسبة، ونتيجة حتمية لتوافقها مع إنتشار الوباء مرور الكرام بل ان تكون حافزاً للمجتمع كي يعبر شواطئ الخوف بقارب الطمأنينة الضفة الثانية من الأمان
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/05



كتابة تعليق لموضوع : أضواء على فلسفةُ الزائرين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net