صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

شذرات عن الامام الرضا عليه السلام
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كان الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام سخيا محسنا الى الناس بارا بالفقراء كريما لضيوفه يخدمهم حيث قال لضيفه مرة (انا قوم لا نستخدم اضيافنا). وكان عليه السلام يشجع الناس على الاطعام فقال (من السنة اطعام الطعام عند التزويج) وهي عادة الرسل عليهم السلام كما قال تعالى "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً" (الرعد 38). وقال عليه السلام (صاحب النعمة يجب ان يوسع على عياله) ونعم الله كثيرة كما قال تعالى " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا" (ابراهيم 34). وكان زاهدا ومتواضعا وشهدت خلافته على ذلك وكان حليما يعفو عن الناس. وقال عليه السلام (عونك للضعيف من افضل الصدقة) لان الانسان اصلا خلق ضعيفا كما في سورة النساء " وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا" (النساء 28).

اما علم الامام الرضا عليه السلام فقد تخرج على يده اكثر من ثلاثمائة عالم لاحاطته التامة بانواع العلوم والمعارف، وكان اعلم زمانه بشهادة المؤرخين ومنها احكام الدين والفلسفة والطب. وقد تغلب على عدد من علماء الاديان والفقهاء في مجلس المأمون. قال ابراهيم بن العباس (ما رأيت الرضا يسأل عن شئ قط الا علم) وقال المأمون (ما اعلم احدا افضل من هذا الرجل، يعني الامام الرضا، على وجه الارض). ونشر علمه قبل قدومه خراسان في المدينة في مسجد جده صلى الله عليه واله وسلم، وكذلك نشر ظلامات ابيه موسى الكاظم عليه السلام مما اخاف المأمون فطلب قدومه الى خراسان عاصمة حكمه انذاك. فعن علم الله تعالى قال الامام عليه السلام (ان الله عالم بالاشياء قبل كون الاشياء) فالله تعالى قال للملائكة " قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" (البقرة 30)، والله تعالى يعرف ان اهل النار كاذبون "وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" (الانعام 28). وعن الاسراف قال الامام عليه السلام (ان الله يبغض القيل والقال واضاعة المال وكثرة السؤال) حيث قال الله تعالى "وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (الاعراف 31). وكان عليه السلام له دروس في التربية ومنها الاسرة فعن الاخ الاكبر قال (الاخ الاكبر بمنزلة الاب) مما يتطلب الدعاء له واحترامه حيث قال الله تعالى "رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ" (ابراهيم 41).

وعن النظافة والطهارة قال الامام عليه السلام (من اخلاق الانبياء التنظيف) كما قال الله تعالى "انَ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" (البقرة 222). وعن الدواء قال الامام الرضا عليه السلام (ان الله عز وجل لم يبتل البدن بداء حتى جعل له دواء يعالج به). ومثل عليه السلام القلب بالنسبة للجسد فقال (فملك الجسد هو القلب) . والجسد يحتاج الى طعام كما قال الله تعالى "وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ" (الانبياء 😎 ومثل الاعتدال بالطعام والشراب فقال عليه السلام (ان الجسد بمنزلة الارض الطيبة ان تعوهدت بالعمارة والسقي من حيث لا تزداد بالماء فتغرق، ولا تنقص منه فتعطش دامت عمارتها وزكا زرعها) حيث قال تعالى "وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ" (الشعراء 79).

وعكس ما يتصوره البعض ان الامام الرضا عليه السلام كان مهادنا للسلطة ولكنه اعلن في المدينة انه الامام المفترض الطاعة وهو احق بالحكم والخلافة من بني العباس فقال عن احد خلافائهم (ليجهد جهده فلا سبيل له علي). وسأل الامام عليه السلام عن التوكل فقال (ان لا تخف احدا الا الله) كما قال الله تعالى عن المؤمنين "وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" (الانفال 2). وعن العقل والتعقل قال الامام الرضا عليه السلام (التردد الى الناس نصف العقل) حيث الانسان ميزه الله عن الحيوان بالعقل بل الذي لا عقل له فهو شر الدواب كما قال الله تعالى " الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ" (الانفال 22). وفي خراسان كان يدعو الشعراء لرثاء ظلامة ابيه واجداده عليهم السلام ومنهم دعبل الخزاعي الذي من ابياته: مدارس ايات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات. وكان عليه السلام يقيم مجالس العزاء ايام محرم الحرام لرثاء الحسين عليه السلام في مجلسه. وما عمله عليه السلام هو رد للذين يدعون ان المجالس الحسينية حديثة العهد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/11/28



كتابة تعليق لموضوع : شذرات عن الامام الرضا عليه السلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net