صفحة الكاتب : شعيب العاملي

معرفة الإمام.. فقهُ الله الأكبر! ذكرى شهادة الإمام العسكري عليه السلام سماحة المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله تعالى
شعيب العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، سيما بقية الله في الأرضين، واللعن على أعدائهم إلى يوم الدين.

ونحن على مشارف شهادة الأمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام، فإن معرفة الامام من أوجب الواجبات.

وهنا بحثان:
أحدهما: البحث الكبروي: من هو الامام؟
ثانيهما: البحث الصغروي: من هو الإمام الحادي عشر؟
وكل واحد منهما بحرٌ لا يُدرك قعره..

أما: من هو الامام ؟
الإمام واحد دهره (الإمام الرضا عليه السلام: الكافي ج1 ص201)
ولهذه الجملة شرح مفصل..

فهناك ثلاث تعابير:
الأول: الزمان: وهو وعاء الزمانيات والماديات.
الثاني: الدهر: وهو وعاء المجردات.
الثالث: السرمد.
ولكل عبارةٍ شرحٌ مفصل..

فالامام واحد دهره، لا واحد زمانه فقط.
فيكون الزمان والزمانيات مشمولان، وكذلك المُجرَّدات عن الزمان، كلّها تحت سيطرة أوامر ولي العصر.

المستثنى هو (السرمد) فقط وهو المرتبط بذي الجلال والاكرام.
لذا قال: (الامام واحد دهره) لا واحد زمانه.
لأنه يشمل الزمانيات والمجردات فهي تحت سيطرة قطب دائرة الوجود. هذه الكبرى.

أما الصغرى:
من هو الامام الحادي عشر ؟

الأمر محيّر.. شابٌ في سن الثمانية والعشرين، ورد التعبير عنه في حديث اللوح بما يحيّر العقل، حتى توقف في فهم هذه الكلمة أمثال الشيخ الطوسي والشيخ الأنصاري.

تعبير حديث اللوح عن الأمام الحادي عشر هو: 
الخازن لعلمي (الكافي ج1 ص527)

إن قول هذه الجملة يُحيِّرُ العقول، غاية الامر أنه لا فقه! 
ففقه الله الأكبر معرفة الامام.
علم الله تعالى هو العلم الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة.. فالعلم الربوبي يحير العقل!

وتعبير حديث اللوح عن الامام الحادي عشر محيّر: الخازن لعلمي!
ذاك العلم الذي (لا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين) كله مخزون عند هذا الشاب ذي الثمانية والعشرين عاماً.

الخازن لعلمي:
ينبغي أولاً معرفة كلمة (الخازن)، وثانياً (علمي).
الخزينة والخزانة محيطة.. فهو عليه السلام المُحيط.. لكن بأيّ مُحَاط؟
إنه محيط (بعلم الله)، وعلم الله تعالى لا حدّ له ولا عد له، فما هو مقام المحيط بما لا حد له ولا عد له؟
هذا تعبير حديث اللوح.

أما العبارة التي وردت في زيارته المعتبرة فإنها تحيّر العقل أيضاً: السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض.
هذا هو الإمام الحادي عشر: إنه نور الله.. إذا فهمنا آية النور: (الله نور السماوات والأرض..)

الزيارة هي الصغرى في القياس، والآية هي الكبرى.
ونتيجة هذا القياس من الشكل الاول هو أن هذا الشاب ذو الثمانية والعشرين عاماً محيطٌ بتمام عوالم الوجود..
هذه شَمّةٌ من حديث اللوح وَمِمَّا ظهر من مقامه..

روى أبو هاشم: إِنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ ع (العسكري) رَكِبَ يَوْماً إِلَى الصَّحْرَاءِ فَرَكِبْتُ مَعَهُ، فَبَيْنَا نَسِيرُ وَهُوَ قُدَّامِي وَأَنَا خَلْفَهُ إِذْ عَرَضَ لِي فِكْرٌ فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَيَّ قَدْ حَانَ أَجَلُهُ، فَجَعَلْتُ أُفَكِّرُ مِنْ أَيِّ وَجْهٍ قَضَاؤُهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا هَاشِمٍ اللَّهُ يَقْضِيهِ.

ثُمَّ انْحَنَى عَلَى قَرَبُوسِ سَرْجِهِ فَخَطَّ بِسَوْطِهِ خَطَّةً فِي الْأَرْضِ وَقَالَ: انْزِلْ فَخُذْ وَاكْتُمْ.
فَنَزَلْتُ فَإِذَا سَبِيكَةُ ذَهَبٍ، قَالَ: فَوَضَعْتُهَا فِي خُفِّي وَسِرْنَا فَعَرَضَ لِيَ الْفِكْرُ.
فَقُلْتُ: إِنْ كَانَ فِيهَا تَمَامُ الدَّيْنِ، وَإِلَّا فَإِنِّي أُرْضِي صَاحِبَهُ بِهَا وَيَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ الْآنَ فِي وَجْهِ نَفَقَةِ الشِّتَاءِ وَمَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِيهِ مِنْ كِسْوَةٍ وَغَيْرِهَا.

فَالْتَفَتَ إِلَيَّ ثُمَّ انْحَنَى ثَانِيَةً وَخَطَّ بِسَوْطِهِ خَطَّةً فِي الْأَرْضِ مِثْلَ الْأُولَى ثُمَّ قَالَ: انْزِلْ فَخُذْ وَاكْتُمْ.
قَالَ: فَنَزَلْتُ وَإِذَا سَبِيكَةُ فِضَّةٍ فَجَعَلْتُهَا فِي خُفِّيَ الْآخَرِ.. (الخرائج و الجرائح ج‏1 ص421)

يا ابا هاشم الله يقضي عنك دينك: ماذا تعني هذه الجملة؟
ثم هكذا يقلِبُ التراب إلى ذهبٍ وفضة!
متى عرفناه عليه السلام؟ هذه القضية محيرة..

فهو أولاً: محيطٌ بتمام الأفكار.
وثانياً: مُقَلِّبُ جواهر الوجود.

لقد قال أن الله يقضي دينك، وانحنى فخط بسوطه الأرض.. معناها: أنا يد الله.
أنا يدُ قدرة الله الذي يقضي دينك.. هذا هو الامام الحادي عشر.. وحياته تُحيِّر العقل..

وظيفتكم جميعاً إرشاد الناس، بإفهامهم عظمته، فهو (خازن علمي)، وللأسف أنه لا وقت..
خازن علمي ماذا تعني؟
كل خزينةٍ محيطةٌ وما يُخَزَّن فيها مُحاطٌ..
من كان محيطاً بعلم الله فهل للشيخ الطوسي والشيخ الانصاري قدرة إدراك هذا المقام؟

هذا البلدُ بلدُ إمام الزمان.. وكلّكم قد جلستم على مائدة سفرة إحسانه.. فماذا فعلتم لأجل أبيه؟!
نحن يا ولي العصر ليس لنا إلا القصور والتقصير..

إن شاء الله تخرج كل الهيئات يوم شهادته، ولا يَدَعوا هذه الفرصة تفوتهم..
في خروج كل هيئة تسليةٌ لوليّ العصر وهو قطب دائرة الإمكان.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه، في هذه الساعة وفِي كل ساعة، ولياً وحافظا وقائداً وناصراً، حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً..

آجرك الله يا بقية الله بمصابك بأبيك أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام

والحمد لله رب العالمين

كان هذا ما رقمناه من كلمة أستاذنا سماحة المرجع الديني الشيخ حسين وحيد الخراساني حفظه الله صباح يوم الأحد السابع من ربيع الأول 1439 للهجرة قبيل ذكرى شهادة الإمام العسكري عليه السلام الموافق 26 - 11 - 2017 م


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شعيب العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/10/15



كتابة تعليق لموضوع : معرفة الإمام.. فقهُ الله الأكبر! ذكرى شهادة الإمام العسكري عليه السلام سماحة المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله تعالى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net