صفحة الكاتب : السيد عبد الستار الجابري

في رحاب الامام السجاد (عليه السلام) العقيدة (4)
السيد عبد الستار الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الشيخ الصدوق قدس سره جمع في كتابه التوحيد العديد من الروايات التي تناولت العقيدة في مختلف جوانبها وبوبها في ما يقارب السبعين عنوانا للامام السجاد (عليه السلام) في كل باب من تلك الابواب رواية او اكثر وقد جمعت الروايات التي وردت عن الامام السجاد (عليه السلام) او كان في اسنادها فجاءت في 25 صفحة من القطع A4.

ومن تلك الروايات ما ورد عنه (عليه السلام) في تفسيره معنى الصمد:
(قال الباقر عليه السلام : حدثني أبي زين العابدين ، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام أنه قال : الصمد الذي لا جوف له والصمد الذي قد انتهى سؤدده ، والصمد الذي لا يأكل ولا يشرب ، والصمد الذي لا ينام ، والصمد الدائم الذي لم يزل ولا يزال، قال : وسئل علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام ، عن الصمد ، فقال : الصمد الذي لا شريك له ولا يؤوده حفظ شئ ولا يعزب عنه شئ)  
وفي مقام تنزيه الذات الالهية عن الجسمية روي عنه (عليه السلام) انه قال:
 (حدثنا محمد بن محمد بن عصام رحمه الله ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال : حدثنا علي بن محمد ، عن محمد بن سليمان ، عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمد التميمي ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عليه السلام قال : سألت أبي سيد العابدين عليه السلام فقلت له : يا أبه أخبرني عن جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما عرج به إلى السماء وأمره ربه عز وجل بخمسين صلاة كيف لم يسأله التخفيف عن أمته حتى قال له موسى بن عمران عليه السلام : ارجع إلى ربك فسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك ؟ فقال عليه السلام : يا بني ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يقترح على ربه عز وجل ولا يراجعه في شئ يأمره به ، فلما سأله موسى عليه السلام ذلك وصار شفيعا لأمته إليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى عليه السلام ، فرجع إلى ربه عز وجل فسأله التخفيف إلى أن ردها إلى خمس صلوات ، قال : فقلت : يا أبه فلم لم يرجع إلى ربه عز وجل ولم يسأله التخفيف بعد خمس صلوات؟ ةفقال : يا بني أراد صلى الله عليه وآله وسلم أن يحصل لأمته التخفيف مع أجر خمسين صلاة لقول الله عز وجل : ﴿من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها﴾ ألا ترى أنه صلى الله عليه وآله وسلم لما هبط إلى الأرض نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ، ويقول : إنها خمس بخمسين ﴿ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد﴾ قال : فقلت له يا أبه أليس الله تعالى ذكره لا يوصف بمكان ؟ فقال : بلى ، تعالى الله عن ذلك ، فقلت
فما معنى قول موسى عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ارجع إلى ربك ؟ فقال : معناه معنى قول إبراهيم عليه السلام : ﴿إني ذاهب إلى ربي سيهدين﴾ ومعنى قول موسى عليه السلام : ﴿وعجلت إليك رب لترضى﴾ ومعنى قول عز وجل : ﴿ففروا إلى الله﴾ يعني حجوا إلى بيت الله ، يا بني إن الكعبة بيت الله فمن حج بيت الله فقد قصد إلى الله ، والمساجد بيوت الله ، فمن سعى إليها فقد سعى إلى الله وقصد إليه ، والمصلي ما دام في صلاته فهو واقف بين يدي الله جل جلاله ، وأهل موقف عرفات وقوف بين يدي الله عز وجل وإن لله تبارك وتعالى بقاعا في سماواته ، فمن عرج به إليها فقد عرج به إليه ألا تسمع الله عز وجل يقول : ﴿تعرج الملائكة والروح إليه﴾ ويقول عز وجل : ﴿إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه﴾) 
ومن الروايات التي ورد في اسانيدها في الحديث عن المشئية 
(حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي ( ره ) قال : حدثنا أبي ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : سأل المأمون يوما علي بن موسى الرضا عليهم السلام فقال له : يا ابن رسول الله ما معنى قول الله عز وجل : ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين * وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ) فقال الرضا عليه السلام :
حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام أن المسلمين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس على الإسلام كثر عددنا وقوينا على عدونا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما كنت لألقى الله عز وجل ببدعة لم يحدث إلي فيها شيئا ، وما أنا من المتكلفين ، فأنزل الله تبارك وتعالى : يا محمد ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) على سبيل الالجاء والاضطرار في الدنيا كما يؤمنون عند المعاينة ورؤية البأس في الآخرة ، ولو فعلت ذلك بهم لهم لم يستحقوا مني ثوابا ولا مدحا ، لكني أريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرين ليستحقوا مني الزلفى والكرامة ودوام الخلود في جنة الخلد ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) وأما قوله عز وجل : ( وما كان لنفس أن تؤمن إلا بأذن الله ) ) فليس ذلك على سبيل تحريم الإيمان عليها ولكن على معنى أنها ما كانت لتؤمن إلا بإذن الله ، وإذنه أمره لها بالإيمان ما كانت
مكلفة متعبدة ، وإلجاؤه إياها إلى الإيمان عند زوال التكليف والتعبد عنها . فقال المأمون : فرجت عني يا أبا الحسن فرج الله عنك)  .
وروى (عليه السلام) عن ابيه عن جده امير المؤمنين (عليه السلام) في مسالة القضاء والقدر:
(حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الطائي ، قال : حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي ، الرازي عن علي بن جعفر الكوفي ، قال : سمعت سيدي علي بن محمد يقول : حدثني أبي محمد بن علي ، عن أبيه الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام ، وحدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي ، قال : حدثني أبو القاسم إسحاق بن جعفر العلوي ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد بن علي ، عن سليمان ابن محمد القرشي ، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهم السلام - واللفظ لعلي بن أحمد بن محمد ابن عمران الدقاق - قال : دخل رجل من أهل العراق على أمير المؤمنين عليه السلام فقال : أخبرنا عن خروجنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله وقدر ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : أجل يا شيخ ، فوالله ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدر فقال الشيخ : عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين ، فقال : مهلا يا شيخ ، لعلك
تظن قضاء حتما وقدرا لازما لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر ، ولسقط معنى الوعيد والوعد ، ولم يكن على مسيئ لائمة ولا لمحسن محمدة ، ولكان المحسن أولى باللائمة من المذنب والمذنب أولى بالاحسان من المحسن تلك مقالة عبدة الأوثان وخصماء الرحمن وقدرية هذه الأمة ومجوسها يا شيخ إن الله عز وجل كلف تخييرا ، ونهى تحذيرا ، وأعطى على القليل كثيرا ، ولم يعص مغلوبا ، ولم يطع مكرها ، ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار. قال : فنهض الشيخ وهو يقول :
( أنت الإمام الذي نرجو بطاعته * يوم النجاة من الرحمن غفرانا ) 
( أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا * جزاك ربك عنا فيه إحسانا )
( فليس معذرة في فعل فاحشة  * قد كنت راكبها فسقا وعصيانا )
( لا لا ولا قائلا ناهيه أوقعه * فيها عبدت إذا يا قوم شيطانا )
( ولا أحب ولا شاء الفسوق ولا * قتل الولي له ظلما وعدوانا ) *
( أني يحب وقد صحت عزيمته * ذو العرش أعلن ذاك الله إعلانا ))


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد عبد الستار الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/09/15



كتابة تعليق لموضوع : في رحاب الامام السجاد (عليه السلام) العقيدة (4)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net