صفحة الكاتب : محمد فؤاد زيد الكيلاني

الهروب المفاجئ والعظيم .
محمد فؤاد زيد الكيلاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 شهدت الأراضي الفلسطينية أمراً لطالما انتظره الفلسطينيين منذ عقود، وهو هروب ستة محررين من أكثر وأقوى السجون تحصيناً ورقابة في فلسطين المحتلة، وهذا ما أذهل البعيد قبل القريب، في عمل غاية في الذكاء والدهاء الذي تميز به الشعب الفلسطيني على مر العصور، جاء هذا الهروب لتعزيز الموقف الفلسطيني بانتمائه لأرضه ووطنه ومحاربة الصهاينة بكل ما يملك من قوة، وفي هذه الفترة تكمن قوته في معلقة طعام صدئة أرعبت وأربكت هذا الكيان الهالك.

من جديد انتصار تلو الانتصار في فلسطين المحتلة ضد المحتل الصهيوني بدئت في حرب الـ 11 يوماً باستسلام العدو الصهيوني أمام صواريخ المقاومة التي انهالت على تل أبيب ومستعمراته، ومن ثم قتل قناص صهيوني من قبل مقاوم فلسطيني على حدود غزة، وهو في حصن حصين ومتين بشكل ذكي جداً، والفرار من السجن أيضاً يتوج هذه الانتصارات.

الرسائل التي تحملها هذه المواقف الآن للكيان الغاصب بأنه يتعامل مع شعب إقدامه على الموت أضعاف إقدام العدو على الحياة، مما جعل إسرائيل في مأزق من الصعوبة بما كان الخروج منه أو ترقيعه إن صح القول، فالأمر واضح وطريقة القصف والقتل والفرار واضحة جداً، وتناولتها جميع وسائل الإعلام العالمي والمحلي، وهذا يبشر بنصر وتحرير للأراضي الفلسطينية، وهذه إستراتيجية جديدة بدأت تستعمل ضد هذا الكيان المحتل، وتأتي نتائجها ايجابية ومفيدة ومحققة كما هو واضح ولا لبس فيها.

هذا من جهة أما من جهة أخرى، فهناك طابور خامس بدأ يشكك بمثل العمل البطولي من قبل ستة إبطال، طبعاً لأنه لا يعمل لحساب العرب، بل لحساب أسياده....، وهناك قنوات الفتنة بدأت تلعب لعبتها القذرة بالتشكيك بهذا العمل، وغيره من الأخبار المغلوطة كقنوات مأجورة لحساب الأعداء، الأمر في فلسطين تم بنجاح مذهل وعملية الهروب تمت وجاري البحث عنهم، ولا مجال للتشكيك بمثل هذا العمل، وللمشككين في مثل هذا الأمر العظيم، عليهم أن يعلموا بان فكرة تنسيق الهروب أقوى من الهروب نفسه إن حصلت، فهذا العدو الكل يسعى إلى التطبيع معه، باعتقادهم بأنه قوي ولا يمكن اختراقه، وهذه عملية اختراق من النوع الثقيل موجهة إلى المطبعين كي يعلموا مع من يتعاملون.

وفرضية تآمر أو إهمال أو تقصير من حراس هذا السجن المتين الذي بني بمواصفات عالمية عالية جداً، لا تغير من فكرة الفرار أبداً، فهذا الأمر يأخذ احتمالين، الاحتمال الأول هو إبقاء هذا الكيان الغاصب هو المنتصر وهو فعلياً مهزوم بالأحداث الأخيرة، وإضعاف لهؤلاء الأبطال بان الأمر سهل عليهم، وهذا الأمر مرفوض لان الكيان الإسرائيلي وضعهم في هذا السجن (المعتقل) نظراً لمتانة وصعوبة الهرب منه.

الشعوب العربية من شتى الأصول والمنابت ودول العالم تغنت بهذا الفرار التاريخي والأسطوري الذي سيصبح فيلماً هوليودياً بامتياز، ولا احد يستطيع أن يشكك بمثل هذا العمل.

هذه الأحداث في فلسطين تؤكد بان نهاية هذا الكيان باتت قريبة جداً، فالإستراتيجية الفلسطينية بدأت تتغير بشكل ملحوظ وواضح والكيان الغاصب أصبح عاجزاً أمام هذه المقاومة التي تملك المفاجئات في كل مرة يقوم هذا العدو باختبار قوة المقاومة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد فؤاد زيد الكيلاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/09/11



كتابة تعليق لموضوع : الهروب المفاجئ والعظيم .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net