في رحاب الامام السجاد (عليه السلام)  العقيدة (2)
السيد عبد الستار الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الاتجاهات الفكرية في الكون
على مدى تاريخ البشرية الطويل، ظهرت العديد من الاتجاهات الفكرية في موارد الاسئلة المتقدمة، واسست على ضوئها حضارات وقامت امم.
ويمكن اجمال المناهج الفكرية في هذا الموضوع الى ثلاث:
الاول: المنهج الذي يذهب الى ان الله تعالى هو خالق كل شيء، وان كل ما في الوجود هو من فيض وجوده، وفرع ارادته وهو المتصرف الحقيقي في الكون وكل ما في الكون من مخلوقات دقيقة او عظيمة تدل على حكمته وعلمه وتدبيره.
المنهج الثاني: جعل من الاسباب الطبيعية الهة، ثم جسمها على شكل اصنام، وتماثيل، وجعل لكل ظاهرة اله بحسب ما تقتضيه حاجته، فاله للمطر واخر للزرع وثالث للحياة ورابع للحرب وهكذا، ودمج اخرون بين عبادة الاصنام وبين الله عز وجل فجعلوا من الاصنام الهة تدير شؤون الكون وتقربهم الى الله زلفى، كما ابتدع بعضهم الها عاما وهو الصنم الاعظم والهة فرعيين، فكانوا بين عبادة الاوثان معتقدين ان هذه الاوثان هي الالهة وليس هناك اله سواها، وبين من مزج بين عبادة الاوثان وعبادة الله فجعل من الاوثان شركاء لله عزوجل، واختلفت اراؤهم في الحياة بعد الموت فذهب بعضهم الى ان الانسان يعيش حياته الدنيا فقط وليس له وجود وراء هذا الوجود الدنيوي، وذهب اخرون الى وجود حياة اخرى بعد هذه الحياة.
المنهج الثالث: منهج نفي وانكار وجود خالق للكون، وان ما في الطبيعة وجد بلا خالق، وانما هي اسباب طبيعية وفرتها ظروف الكون اما كيف وجد الكون ومن اوجده فلا يوجد له تفسير خارج النشاط الطبيعي للكون في نظر اصحاب هذه النظرية، فالحياة عندهم مقتصرة على الحياة الدنيا فلا حياة بعد الموت ولا وجود للكائن الحي سابق على وجوده الدنيوي.

الموضوع السابق شوارع الموت لا تزال تخطف الأرواح

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat