صفحة الكاتب : رسل جمال

تحالف قوى الدولة واللادولة، ومصير الانتخابات
رسل جمال

يوماً بعد يوم ومع اقتراب السباق الانتخابي من خط النهاية، وبدء العد التنازلي للانتخابات، يظهر على السطح ظواهر سياسية ومواقف لجهات مشاركة في العملية السياسية العراقية منذ البداية، بين مقاطع ومخاصم ومكتفي بالتفرج او الجلوس على دكة الاحتياط، وهي اجراءات أشارت اليها مفوضية الأنتخابات انها متأخرة، وبات الانسحاب من المشاركة بالانتخابات ضربة إعلامية ليس الا، خصوصاً بعد مصادقت المفوضية على قائمة الأحزاب التي تنوي المشاركة، وبات الانسحاب غير ممكن.

لكن تبقى المناورات السياسية لبعض الجهات السياسية قائمة، وتلوح بالمقاطعة بل أصبحت تلك المناورات سُنة تبعتها فيما بعد بعض الجهات والأحزاب السياسية وحدة تلو الأخرى، و تأتي هذه المطالبات لأسباب عدة منها:

كما هو معروف للجميع ان تلك الجهات مستفيدة من الوضع بصورته المزرية الحالية، لأنه يضمن لها بقاء المكتسبات، على حساب حقوق المواطنين، خصوصاً وان رصيدها الجماهيري في تناقص مستمر، لذلك هي متأكدة ان العملية الانتخابية بكل الأحوال ستجلب معادلة سياسية جديدة لا ترى تلك الجهات انها ضمن اطرافها الأساسيين، لذلك فهي تعمل على تعطيل أي تحرك نحو التغيير، بل وتغذي الفوضى ما استطاعت الى ذلك سبيلاً.

خصوصا وهي على يقين ان كل محاولات استماله رضى الشارع، بائت بالفشل لذلك هي تقرأ خسارتها الانتخابية مبكراً.

أضف الى ذلك بعض القوى السياسة باتت تعاني في الآونة الأخيرة ضغوط شعبية، بسبب سوء الادارة لمؤسسات تقوم على أدارتها وهي على تماس مباشر بحياة المواطنين، وقد ادى ذلك الفشل الى كوارث مخلفة ضحايا بشرية بأعداد كبيرة، كانت كالقشة التي قصمت ظهر البعير.

فلم تجد تلك القوى طريقة لحفظ ماء الوجه الا بأعلانها المقاطعة وعدم المشاركة في الانتخابات وإعلانها الاحتجاج!

لا تمثل اجراء الانتخابات والدعوة اليها كأجراء انتخابي سياسي او تتويج للعملية السياسية فحسب، بل هي استجابة لدماء الشباب الذي وقف في ساحات الاحتجاج وسقط وهو يطالب بحياة كريمة، وعدم المضي بإجراءها تعني الاستهانة بتلك الدماء والعودة بالبلاد الى حالة اللانظام واللادولة والفوضى المخيفة لا لشيء الا من اجل التشبث بالمناصب اطول فترة ممكنة.

 

في الطرف الاخر نجد ان قوى الدولة وهي صوت المؤسساتي الداعي لأقامة انتخابات في موعدها المقرر ودفع عجلة العملية السياسية للمضي في مسارها المرسوم لها، والجهات السياسية التي تبنت النظام ويحكمها صوت العقل والحكمة، وهي تستجيب للشارع العراقي، أكدت على ضرورة اقامة الانتخابات في موعدها المحدد لاعتقادها ان التسويف والمماطلة وتعطيل الانتخابات، ستكون عواقب تلك الممارسات وخيمة ولا تحمد عقباها، خصوصاً و المجتمع العراقي يشهد اوضاع اقتصادية وسياسية واجتماعية وصحية حرجة، في ظل جائحة عالمية اصبحت تحكم الخناق على المجتمع بصورة عامة، وعلى الأفراد بصورة خاصة وتزيد من حجم الضغط النفسي الذي يخلق بيئة صالحة للفوضى العارمة، تقوده قوى اللادولة!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رسل جمال
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/01



كتابة تعليق لموضوع : تحالف قوى الدولة واللادولة، ومصير الانتخابات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net