لابد من اختبار ليتميز الخبيث عن الطيب فتكون عاقبة الخبيث النار وعاقبة المحسن الجنان. وقد يتوقع البعض ان الاختبار يخص الابتلاء كالفقر والمرض والحسد والأخلاق او بالماديات فقط وليس بالامور المعنوية..
ذكر القرآن في سورة الجن: ((وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا))
وفور النعمة من أحد الأسباب المهمّة في الإمتحان الإلهي أيضا وما يُتفق عليه هو أنّ الاختبار بالنعمة أكثر صعوبة وتعقيداً من الاختبار بالعذاب؛ لأنّ طبيعة ازدياد النعم يؤدي عند البعض الى الانحلال والكسل والغفلة، والغرق في الملذات والشهوات.. وهذا ما يُبعد الإنسان عن الله تعالى، ويُهيء الأجواء لمكائد الشيطان بينما الشدة تجعله ملتجئا في اغلب الحالات لله تعالى ومنكسر القلب..
والذين يستطيعون أن يتخلصوا من شراك النعم الوافرة هو الذاكرون لله على كل حال، يحفظون قلوبهم بالذكر من نفوذ الشياطين.
جاء في سورة الفجر: ((فأمّا الإنسان إذا ما ابتلاه ربّه فأكرمه ونعّمه فيقول ربّي أكرمن))
الابتلاء سنّة ربّانية تارة تأتي بصورة يسر ورخاء وأُخرى بعسر وضراء، فلا ينبغي للإنسان أن يغتر عند الرخاء، ولا أن ييأس عندما تصيبه عسرة الضراء، ولا ينبغي له أن ينسى هدف وجوده في الحالتين.. وعليه أن لا يتصور بأن الدنيا إذا ما أرخت نعمها عليه فهو أصبح مقرّباً من الله تعالى، بل لابدّ أن يفهمها جيدّاً ويؤدّي حقوقها، وإلّا فيفشل في الإمتحان..
((وأمّا إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربّي أهانن))
يأخذه اليأس، ويظن أنّ الله ابعده عن رحمته، لكونه غافلاً عن سنّة الإبتلاء في عملية التربية الربّانية لبني آدم والتي تعتبر رمزاً للتكامل الإنساني، فمن خلال نظرة ومعايشة الإنسان للإبتلاء يرسم بيده لوحة عاقبته فأمّا النعيم الدائم، وأمّا العقاب الخالد...
ويبقى الانسان تحت رحمة سؤال الله حسن العاقبة والرضا والرضوان هو الكريم المنان.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat