صفحة الكاتب : رضوان السلامي

عاشوراء الصغير
رضوان السلامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  إن تسمية (عاشوراء الصغير) التي يطلقها أبناء مدينة كربلاء على موسم الأحزان الفاطمي لم تأت بشكل عفوي أو اعتباطي، بل هي نابعة من فهم عميق لمصيبة مولاتنا الزهراء (ع)، وإدراك كامل لمدى الترابط الوثيق بين هذه المصيبة وفاجعة كربلاء.
وهذه العلاقة جاءت وفقاً للقواعد الشعائرية التي رسختها أحاديث وروايات أهل البيت (ع) التي جعلت من مصيبة الحسين (ع) هي الأولى وفقاً لقولهم: لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، ليأتي بعدها مصاب الشيعة بأم الأئمة الأطهار (ع).
فنجد مواكب العزاء الكربلائية التي تحيي ذكرى الزهراء بجوار مرقد ولدها (ع) تعبر في ممارساتها الشعائرية عن هذا الترابط بين المصابين بأدق التفاصيل، والمفردات العاشورائية والفاطمية: كقتل الأطفال، وكسر الأضلع، وإضرام النيران، والضرب والاعتداء.
لتعلن هذه المواكب للعالم اجمع أن نهج آل محمد هو واحد ابتداء من الرسول الأعظم (ص)، ومروراً بالزهراء (ع)، وانتهاء بالحجة بن الحسن (عج)، مهما تعاقبت الدهور والأزمان، ومظلوميتهم هي واحدة من قبل اتباع الجبت والطاغوت الذين لم تتغير سوى مسمياتهم.
فتعظيم هذه الشعائر الفاطمية يهدف إلى بيان مدى الخسران الذي لحق بالإنسانية جراء ظلم الزهراء (ع)، وهذا ما أشار إليه ولدها الإمام الحسن الزكي (ع)، في إحدى خطبه قائلاً: (فالله بيننا وبين من ظلمنا حقنا، ونزل على رقابنا، وحمل الناس على أكتافنا، ومنعنا سهمنا في كتاب الله من الفيء والغنائم، ومنع أمنا فاطمة إرثها من أبيها. إنا لا نسمي أحداً، ولكن أقسم بالله قسماً تالياً، لو أنّ الناس سمعوا قول الله (عز وجل) ورسوله، لأعطتهم السماء قطرها، والأرض بركتها، ولما اختلف في هذه الأمة سيفان، ولأكلوها خضراء خضرة إلى يوم القيامة).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رضوان السلامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/06



كتابة تعليق لموضوع : عاشوراء الصغير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net