شفاء الإبصار ببركة مسيرة الأربعين نحو سيد الشهداء (ع)
صدى الروضتين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بلغت زيارة الأربعين للإمام الحسين (ع) من العظمة والأهمية حتى أصبحت من علامات الإيمان، كما ورد عن إمامنا الحسن العسكري (ع)، وكذلك فأن لها من الكرامات ما لا يُعد ولا يحصى، ومنها شفاء الأمراض الصعبة والمستعصية، وقد تلمس ذلك الشيعة والموالون ممن ساروا مع الجموع المليونية نحو كربلاء المقدسة، فالذي يعطي ألف حجة وألف عمرة كثواب عن كل خطوة الى الحسين (ع) لا يبخل في شفاء المرضى، مهما كان داؤهم مستعصياً على الأطباء وأهل الاختصاص، فمن زار الحسين (ع)، كان كمن زار الله في عرشه، وخاصة وسط ما يتحمله أتباع أهل البيت (ع) من أنواع الأذى والإرهاب في سبيل الانضمام الى قوافل الحرية التي تسير بالملايين من كل العالم نحو أبي الأحرار (ع).
فعلى الرغم من تأكيد الثوابت العلمية للمتخصصين في مجال الطب على استحالة شفاء حالة معينة، ترى الآلاف من الحالات تُشفى وسط ذهول واستغراب الأطباء الذي لا يجدون أي تفسير سوى المدد الغيبي من الله سبحانه وتعالى ببركة آل البيت الأطهار عليهم الصلاة والسلام.
ومن بين هذه الكرامات والمعاجز الحسينية، كانت القصة التي يرويها الزائر عدنان خضير القريشي من مدينة الكوفة، والذي تحدث عن حالة زوجة ابنه التي شفي بصرها رغم استحالة ذلك حسب ما يقوله الأطباء، وذلك ببركة مسيرها في زيارة الأربعين باتجاه أبي السجاد عليه الصلاة والسلام، فبدأ حديثه قائلاً:
أصيبت زوجة ابني وبشكل مفاجئ بالعمى، فذهبنا على إثر ذلك الى العديد من الأطباء على مستوى كل العراق، والذين أكدوا لنا بأن حالتها مستعصية جداً، بل أكدوا على استحالة شفائها، وأنها لا يمكن أن تبصر مرة اخرى، وأفضل ما يمكن أن يُجرى لها هي عملية تجميلية للعين بدون أن ترى شيئاً، وتلك كانت نفس الإجابة من الأطباء خارج البلد، حيث أكدت التقارير أن العين مصابة بعمى كامل.
وأضاف: اقترحنا على ولدي وزوجته المسير نحو الحسين (ع) في زيارة الأربعين ليشفع لها أبو عبد الله (ع) وهو سفينة النجاة لشيعته ومحبيه... وبعد ذلك أجرينا الفحوصات مرة اخرى بحثاً عن خيط أمل، فقال الطبيب المختص: لنجرب خيار العملية الجراحية عسى أن تحدث نتيجة ولو بسيطة يمكن من خلالها رؤية الخيال فقط، فأجرينا العملية الجراحية، وبعد يومين أثناء رفع الطبيب للضماد عن العين، وقيامه باختبار الرؤية وجدها تبصر وترى بشكل جيد، ففرح الجميع شاكرين الله سبحانه وتعالى ومولانا أبا عبد الله الحسين (ع) وسط ذهول الطبيب من هذه النتيجة غير المتوقعة.
ثم قال لنا الطبيب: أنا لا أعتبر نفسي قد أجريت هذه العملية، بل أجراها مولانا الحسين (ع)، فخلال مسيرتي في مجال طب العيون لم أرَ حالة كهذه يمكن  لها ان تُشفى؛ لأن الشبكية كانت تالفة إلى حدٍّ كبير، بحيث لا يمكن أن تعود وتلحم كما كانت عليه، ولكنها قد شُفيت بشكل مذهل للعقل.
وختم الزائر حديثه قائلاً:
إن هذه واحدة من بركات المولى أبي عبد الله الحسين (ع) علينا، فهي لا تعد ولا تحصى في حياة كل فرد منا، فلقد تعودنا منذ الصغر ونحن في جوار أمير المؤمنين (ع)، إذا ما حصل لأي أحد من أفراد العائلة مكروه أو سوء أو مرض نتجه إلى مرقده المقدس أولاً، ومن ثم نذهب إلى الطبيب، فهذا ما تربينا عليه من إيمان وعقيدة راسخة بآل البيت الأطهار عليهم الصلاة والسلام.

الموضوع السابق مصالحة اليد

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat