صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

مرافئ على ضفافِ المهرجان
علي حسين الخباز

 لعل مدادَ الكلمات قطراتُ مطر تنسابُ لقاءً مع وفد المستبصرين من فرنسا، ضيوف مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي السادس، لتحفر على صفحات الأرض لوحة إبداع تسر بها عيون باحثي الحقيقة وطلابها، وتخط ما للتحول صوب مصدر النور من معين لا ينضب، غذاء للروح وشفاء للقلب...
 
صدى الروضتين: يتهمون الشيعة بالغلو، كيف كنتم تنظرون لهذه المفردة قبل الاستبصار؟ وكيف تتعاملون معها اليوم؟
عبد الحميد مجدوب: 
أجد أن هناك تجاوزاً على ضمير معنيين في آن واحد، وهذا التجاوز يسعى لسد الطريق، أو لخلق نوع من الإحباط، فالجمع يدرك كم نحن متحمسون لتشيعنا. هنا أعتقد ستكون مفردة الغلو صدمة لن يسمعها، بينما المعنى الأول هو الظاهري الذي يعد نوعاً من المبالغة، ولو تابعوا ما موجود عندهم من هذا الغلو لعجز الإنسان عن تقبل واقع يربك كلّ الموازين، بينما المبالغة التي تظهر كسمة ظاهرية لمن لايُدرك معنى الجوهر مهما وصفنا ائمتنا سنعجز وسنكون مقصرين؛ هم معصومون والعصمة تنزههم عن كلّ شرك ودنس.
 الدكتور قاسم برشيش: 
 إحساس غريب كان ينتابني يا سبحان الله كلما أمر أمام هذه المفردة، وعند البحث استطعت ولله الحمد أن أميّز بعض ممارسات الغلو عند بعض الفرق من غير الجعفرية، وروح الاندفاع التضليلي عند الغواةن يريد أن يدفع الحقد برغبة شيطانية، فيسعى الى تعميم فكرة ربوبية الإمام علي (ع) عند جميع الشيعة، ولكن أصحاب هذه الفكرة فئة محدودة لاعلاقة لها اطلاقا بالشيعة الامامية. لكني سأذهب باتجاه آخر أكثر دقة، هم عمّموا الغلو على الشيعة الإمامية، لكونهم يمثلون الالتزام القطعي عند الشيعة، التزام دقيق بكل جزيئات الدين، وينفتحون على جميع طوائف أهل الدين جعل أهل السنة يتعلقون بما يمتلك الشيعة من تسامح يحقق مشروع الإسلام كمشروع حياتي. انتماء الشيعة لأهل البيت (ع) إنتماء كلي، إذ يعتبرون الأئمة (ع) حجة الله تعالى على خلقه، وهذه المسألة قد يراها البعض انها تعني شيئاً من الغلو، بينما هذا الذي ينكرونه يمثل الهوية الشيعية. 
 محمد المغربي: 
أنا اؤمن بأن مصدر الإشاعة الحقيقية عن الغلو هو الجهل بعقائد أهل البيت (ع)، فعشقهم رحمة، ولابد من تقدير هذه الرحمة بإعطائهم حقهم، فمعنى الغلو هنا – في تصورهم - لأننا نعطي أهل البيت (ع) منزلتهم الحقيقية، والتي لايؤمن بها البعض، ومنها عصمتهم (ع). من هذا المنطلق الذي يتمسّكون به جعلهم يتصورون الشيعة يغالون.
مصطفى بوراسي:
 أعتقد أننا نتكلم الآن عن طامة كبرى تعبث بعقلية البعض الذي يروّج لهذا المعنى، أنا وقعت في دهشة كبيرة حين سمعت أحدهم يتهمنا بمسألة خطأ جبرئيل (ع)! أي عقل يصدق هذا الكلام، جبرئيل (ع) يُخطئ الطريق فيذهب الى النبي (ص) بدل أن يذهب الى علي (ع)، حاشا للشيعة أن يفكروا مثل هذا التفكير الساذج، أنا رجل شيعي منذ سنوات، قرأت وبحثت لم أسمعْ مثل هذا الحديث، وهذا يعني أنهم يحمّلوننا ما لانعلمه. 
 الأستاذ جمال بنكوشة: 
 ارتبطت مسألة العصمة بالغلو، وهذه حقيقة مشخصة، ولكونهم لايأمنون بعصمة الأئمة (ع) فهم لايعرفونها، لذلك نجد أن الاتهام بالغلو جاء من هذا الباب، ونحن نستقبل الكلمة دون أن نغضب، لأننا نعرف مكامن العيب، فالعيب يكمن في جهل الآخر وليس في انتمائنا. 
 فضيلة الشيخ مرتضى: 
 الغلو محاولة كما أراه أو صيغة من صيغ الزيغ والتضليل، وهو إحدى الوسائل المهمة في تشويه معالم أي فكرة، إذ تصبّ المحاولة في إبعاد شيعة أهل البيت (ع) عن الإسلام، والذي غالى هو ليس من الشيعة، وهذه حقيقة معروفة ومدركة. هناك خلط قصدي، اليوم هم يخلطون بين حيثيات الكثير من المذاهب لكونهم لايريدون المعرفة، ويكتفون بالتكفير العام للجميع؛ فالوهابيون من باب التضليل يخلطون الشيعة ببعض الفرق الضالة والشيعة بريئون من هذه التهم الباطلة؛ والانفتاح التقني اليوم من فضائيات وانترنت وغيرها صعّب عملية اتهام الشيعة بأي تهمة، نعم البعض ما زال يحاول ويطرحها في كل مكان، وللأسف وجدتها حتى في الجامعات صنعوا أكاديميين لايفقهون شيئاً عن المذاهب، ولكنهم أكفاء بالتكفير العشوائي، لايستطيعون أن يفرّقوا بين الإمامية والزيدية والاسماعيلية... والأسوأ حين يخلطون الشيعة الإمامية بطرق ضالة معروفة. 
 الدكتور ضياء مصطفى: 
 السير على خط الرسالة النبوية لايمكن أن يبتعد عن الإمامة أبداً، والبدائل التي وضعوها حملت على عاتقها انحرافات خطيرة، وأهل الإنحراف أنفسهم وجدوا في فكر اهل البيت (ع) النقيض والخصم لكونهم يمثلون المعرفة والعصمة والقرآن، فجهزوا تهماً جاهزة كالمغالاة التي هي من أهم مميزاتهم، وبعيدة عن مسيرتنا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/19



كتابة تعليق لموضوع : مرافئ على ضفافِ المهرجان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net