من النقاط المهمة للمصالحة مع العقل:
1- لنصالح عقلنا ونبتعد عن التصورات الفاسدة التي يحملها العقل في بعض الأحيان من خلال منصبه الديني أو السياسي أو غيره.. فهي مفسدة للعقل من حيث كون الانسان قد عطل عقله عن التفكير السليم الذي يوافق الشرع؛ لذا نعت اللهُ في كتابه الكفار حيث عطلوا عقولهم عن التفكير في آيات الله القرآنية وآياته الكونية فلم يستفيدوا منها في الوصول الى الحق، فقال تعالى في سورة الفرقان: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا).
العقل إن لم يُجعل مطية للوصول الى فهم كلام الله وكلام رسوله والتدبر في خلق الله وبديع صنعته، فان وجوده كعدمه، فيجب تسخير العقل في الوصول الى الحق والمحافظة عليه من كلّ دخيل أو مذهب هدام أو نحلة باطلة تغير مفهوماته الشرعية.
2- صالح عقلك في كلّ أمورك وكل وقت وفي جميع ما تقوم به.. العقل لديه كل الحلول لكافة مشاكلك؛ لأنك لو اقترحت على عقلك قبل أن تنام: أريد أن أستيقظ الساعة(6.30) صباحاً، فإنه سوف يوقظك في تمام ذلك الوقت، وإذا رغبت في تأليف أو كتابة أو تريد أن تلقي حديثاً حسناً الى جمهورك، عليك أن تنقل الفكرة بحب الى عقلك، وسوف يستجيب طبقاً لذلك.. فكّر في الخير يتدفق إليك، وفي الشر يأتي إليك؛ لأنك رهينة ما تفكر فيه طوال اليوم.
أنت كالربّان الذي يُبحر بسفينة ومن الواجب عليه أن يعطي التعليمات والأوامر الصحيحة. تستطيع أن تجعل حياتك جميلة وسعيدة دوماً، وتستطيع أن تجعلها العكس. تستطيع أن تأخذ القرار الصائب وتستطيع العكس. تستطيع أن تكون محبوباً ومفيداً وعالماً في المجتمع وتستطيع العكس. وهنا سوف أقول لك: (غيّر أفكارك كي تغيّر عقلك).
وقد ورد العقل في الكثير من آيات القرآن ومنها: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) المدكر هنا المتعقل. إن الله تعالى لما خلق العقل قال له أقبل أقبل ثم قال له ادبر فأدبر، فقال تعالى: بك أثيب وبك أعاقب.
قال النبيُّ (ص): (إن العقلَ عقال من الجهل والنفس مثل أخبث الدواب، فان لم تعقل دارت). وعن أمير المؤمنين (ع): (العقولُ أئمة الأفكار، والأفكار أئمة القلوب، والقلوب أئمة الحواس، والحواس أئمة الأعضاء).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat