صفحة الكاتب : تبارك صباح

حِذاء ممُزق،    
تبارك صباح

 فَي ليلةً مَليئة بالظَلام الهامِت
وقَد اشارت الى الثانيَة فَجرآ ايقَظتُ فؤاذ وهوَ في نومً عميق فَ وثب من نومهُ واستند عَ عَمودً الذي كانَ بجانبهِ وحيَنها قامَ وتوضأ مسُرعآ وكأنهُ مشُتاق لمناجاة ربَهِ 
فَ الليل قَد اختطفَ عيٍنيهِ اللتانَ كانتا مَليئتانِ بالدموعِ السَماويةً وفي قبيل الساعةِ الثالثةِ فجَرآ
قام مِن سِجود طَويل وفَي جَبينهُ بصَماتً مِن اثرِ السِجودِ رفَع رأسهُ وقال لي :كَم ان الكلام فَي حظَرة الله جَميل انني اعشَق التحَدث اليهِ اجبَتهُ وقلت بِدموعً هاربة :ـ فُؤاد ادعُ لي  انت اقرب للهُ مِني!
خَاطبنَي وقال:ـ مَاهذا الهُراء الذي تتحَدث بهِ ،انَ اللهُ قَد احاطَنا بحَنانهُ ولِطفهُ ونحَن مِن الناسِ المحَظوظَين اللَذان رُزقنا اللهُ حُب الجِهاد هَيا قِم وتوضأ بوضَوء الحَبيب لربهِ واسَتغفرهُ بِدموعِ ارتوتّ بحَبلهِ،
هَذه الليَلة لامست قَلبي وكٲنها ليلةً لن تعَود مَع فؤاد
وكٲنَ الظَلام يبدومنَسيا يحُاط بجًوفةً تُراقُ وحيَدةً
انتهيَنا حَوالي  السَابعة صَباحاً جَهزنا انفَسنا لساحة الجِهاد اوقَفني فؤاد بَبهجةً اشَعرتني بالقَلق!
خِفتُ ان يَودعني، راحَ فِكري ٳلى خَيال الموت!
قَاطعني مِن شِرود الذهَن القَاتل وقَال:ـ عَلي رضا
سَٲهُديك اشَيائي التي رافقتني عِند اول ايامَ الجِهاد
مسَبحتي الدُرية وحِذائي الممُزق الًذي مشَيت فيهِ 
الى كَربلاءً وقَد مَزقتهُ الطُرقات وبقَيتُ محُتفظاً بهِ 
والتُربة التَي اهَدانياها الحسُين عِندما طَلبت مِنه ان يُدليني عليهِ اعصَرتُ عيَناي فَيها وكٲننَي في دوامة كًربلاء بيَن الحرمين مُراقفاً جسَدي ودمَوعي المُبللتانِ
لَم اكن فَي ذهني وحضَنتنه وبكَيت بُكاء شَديدا لم يتسَنى لي السَؤال ، دموعي تمطَر بغَزارةً والى الان لم انس بهجتهُ التي تَدور داخلي تِلك البهَجة التي راقت عيَناهُ المُضيئة وزاحمت الجَبهة 
نَادﻯ عَلينا صَديق مِن بعيَد لكم نتسن الذهاب الى بيتً لنجَلس فيهِ حتى فِراقنا الذي سَينتهي فَي هذه الليلة
كل مِنا سَاحتهُ الَذي هوَ مسَؤول عنًهُ ..لم اود المُغادرة  ابَداً لَكن كُل شَيء حِكمة مِن الله ..
اشَرق الصَباح مسُرعاً وجَلستُ وفَي قَلبي حِزنً نَبت داخَلي بُت انتظَر فؤاد ان ينتهي من سِجودهِ الطَويل لكِ اودعهُ اخَر وداع ..
تَوضأنا وذهَبنا كُل منا الي جِهتهِ مسُتغيثين امنا البَتولِ
ان تأخَذنا الى حَيث اردنَا ومشَينا ..
حَين وصًول الى جَبهتي بَدت امطَار الرصَاص تَطل علينا
والعَدو مِن كل جَانب يحَاوطنا وانا شَارد البَال افُكر في فؤاد اتاني اتصَال مِن حَسن صَديق لنا في الجِهاد
لَم اود الاجابة عَنه بانَ  وجهي علاه الاصَفرار وبَدت فَرائضي ترتعَد اعَرف انهُ سَيجيبني نفَس الجَواب الَذي يَدوربذهنَي، مسَكت الهَاتف وانا بَقلقً يَخطف اوجَاعي وددتُ انا لا يَكون جَوابهُ هو ذاكَ ..
صَمت واجَابني حسَن :كيَف حالك عَلي رضا وبنبَرات تَدل انهُ ليَس عَلى مايرام وكأنهُ رأى فؤاد يستشَهد امامهُ! اجَبتهُ فُؤاد :ـ  اينَ هوَ اينَ فؤاد! نَطق بٍكلمتين مَزقت اوتار قَلبي وشَهقت بِدموعً لا وسَيلة لهما
حسَن :قَد استشَهد فؤاد ..
تشَابكت يَداي ولمَ احسُ على نفَسي وإلا والقَائد يَقول: انتَهت فَوضى الحَرب وقَد اسَتشهَد الكَثير فَي لوعةّ الجِهاد ، الكُل يَتراجع ويَحزم امتعَتهُ إلى الًديار ..
عِدت اجر ذاكرتي خَلفي احملُ اثقالاَ على ظَهري صَعب جداً ان اعود مِن الحَرب وانا لستُ بَشَهيد!
احمَل جُثمان رفِاق الشَهادة ولم احظَ بِها ..
فَهوت الرياح تأنُ وتصرخ وقد انتشَلنا  كَثير مِن الشُهداء، وفَؤاد الَذي تَركني فَي نهَاية المَطاف ولمَ يَترك لي شَيء مِن ريحهُ سِوى مسَبحتهُ الدُرية وحِذائهُ الممُزق ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تبارك صباح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/08



كتابة تعليق لموضوع : حِذاء ممُزق،    
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net