المشاكل وأنصاف الحلول
د . منهال جاسم السريح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . منهال جاسم السريح

في العديد من الدول التي تشهد على حماية مواطنيها ورعايتهم تضع ضمن أجندتها وواجباتها الوطنية والاجتماعية والصحية الرئيسة – تصنع – الحق بالصحة من حقوق الإنسان الأساسية فيها، وهذا الحق يأتي من حيث الأهمية بعد الحق بالحياة، وهي تدرك جيداً بأنه لا يمكن ضمان الحياة والصحة بشكل طبيعي في بيئة ملوثة بالملوثات الخطيرة.
وانطلاقا من خطورة المسألة راحت تتصاعد المطالبة الشعبية في أرجاء العالم بأنه يعيش الإنسان في بيئة طبيعية نظيفة خالية من أي شكل من أشكال التلوث، كحق أساسي من حقوقه ومن متطلبات عيشه ورخائه. وفي ظل المنجزات العلمية والتكنولوجية المتلاحقة، وفي كل مضمار في الحياة فان أي تباطؤ أو تهاون وتقصير في هذا المجال يعد جريمة لا تغتفر.
والحديث عن العراق ومحنته التي لا نظير لها في دول العالم، وهي استمرار تعرض أبناؤه إلى الإشعاع منذ (14) عاماً ولحد الآن، وكأنه لا يكفي ما عانته وتعانيه الغالبية الساحقة من العراقيين وفي المقدمة الأمومة والطفولة العراقية؛ وهي تعيش منذ ثلاثة عقود في بيئة ملوثة بسموم أخطر الملوثات البيئية التي تهدد بآثارها غير القابلة للإصلاح لا الجيل الحالي فحسب بل الأجيال القادمة. ومع أن النظام الحاكم المسئول الأول عن كل كوارث العراق البيئية والصحية التي حصلت خلال العقود الأخيرة المنصرمة قد سقط وولى، إلا أن مخلفات سياسته العدوانية وحروبه العبثية، الداخلية والخارجية، وتداعيات الأسلحة التي استخدمت خلالها، مازالت قائمة لليوم، وتشكل تهديداً خطيراً للمدنين الأبرياء في سائر أرجاء العراق.
وتشهد الأشهر والأسابيع التي تسبق الانتخابات تصريحات ووعود كثيرة من قبل مسئولين كبار في الحكومة العراقية ووزراء معنيين، والملاحظ أنها تزامنت مع الحملة الانتخابية لاختيار أعضاء مجلس النواب.
الأمل أن لا تكون الوعود مجرد دعاية انتخابية، والوعود وأنصاف الحلول لن تعالج المشاكل البيئية الوخيمة في العراق، إنما المطلوب من وزارة البيئة العراقية، ومركز الوقاية من الإشعاع التابع لها، بالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة العلوم والتكنولوجيا وغيرها من المؤسسات الدولية المعنية وفي مقدمتها برنامج الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الصحة العالمية وغيرها استكمال الجهود التي بذلت لتقييم حجم التلوث البيئي، والسعي الجاد لمعالجة التلوث البيئي، وبخاصة الإشعاعي المنتشر في إرجاء العراق على نحو عاجل، فأن المزيد من التأخير من شأنه أن يحصد المزيد من الضحايا الأبرياء.
كما إن هذا الأمر يوجب تدخل مركز القرار مباشرة لاتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة في تسهيل الخطوات الرامية إلى تحقيق الهدف المنشود.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat