المثقف العراقي والهجرة والتهجير
هاشم علي كريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  تميزت الكاتبة العراقية المبدعة (حذام يوسف طاهر) بوطنيتها المعروفة وغير المنصاعة لما يُنشر وما يُقال لكونها من الكاتبات المتمسكات برأيهن والثابتات الجنان. وهذا حال الكاتب يوما يخطأ ويوما يصيب. ما دام له رأي ومكانة تحليل خاص به وليس ببغاويا يسمع ويقلد، وتلك من اولويات الإيمان بالذات والوطن والانسانية. ومثل هذه المسؤولية تعتمر صدق المعروض الذي سيؤدي بطبيعته الى صحة التشخيص وهي تطرق مواضيع عراقية تعتبر من اهم مواضيع الساعة كموضوع الهجرة، حيث ترى ان توفير الحكومة لبعض المساعدات كالمواد الغذائية رغم انها لاتكفيهم ولكن يبقى على الحكومة ان لا تكتفي بتلك الخدمات منجزا دون عودتهم الى ديارهم آمنين. وكإجراءات نصية مبدعة ترتكز الكاتبة (حذام) على موسوعة التعامل مع (الأس الجذري) كمشكلة التهجير العراقية ومعرفة مكوناتها الحقيقية؛ فالهجرة كمفهوم إجرائي ابتدأ مطلع السبعينيات عندما شنّ النظام السابق هجوما كبيرا على من يخالفه الرأي حتى من كان منتميا لحزبه. وانتشر العراقيون في بلاد الله الأوربية، لكون الدول العربية لم تستقبلهم بما يوازي انسانيتهم، ورفضت استقبال الاطفال العراقيين في مدارسها. ثم تذهب الكاتبة حذام الى مفهوم آخر يعتبر من ادق المفاهيم النفسية والروحية كمضمون مؤثر على معنوية شعب ومضمون هوية... هي الهجرة الى داخل ارواحنا، الى الهروب من واقع مرهق عجزا منا، ونحن امام حراك حكومي لإعادة المهجّرين الى ديارهم بعد تحسن الوضع الامني في بعض المناطق في بغداد وبعض المحافظات وما حولها. وتعتبر هذا الحراك ربما غير دقيق لكون حالة المهجرين اكبر من واقع العودة؛ فاغلب بيوتهم دُمِّرت بالتفجيرات او تم اشغالها بساكنين غيرهم. ودعوة الخارج العراقي كانت اكثر واقعية حيث اقترنت بحماية أمنية. وابقاء هذا الموضوع مرهون برغبة تلك العوائل في العودة الى الوطن، فكثير من تلك العوائل العراقية اسست لها حياة مستقرة هناك، وربما تكتفي هذه العوائل بزيارة الاهل والوطن. 
وتبدأ الكاتبة في رسم ملامح جمالية لموضوعها الصحفي وتكمن الجمالية في واقعية المعروض النصي ليصبح نصا فكريا واقعيا مبنيا على ارادة شعب وليس لايدلوجية حزب او كيان، وهذه مهام الصحافة الوطنية التي لا تتقيد بمنشورات المستورد بل تكون هي المصدر الحقيقي للقضية العراقية بجميع سماتها وعلى الآخرين الاستقاء منها. فمن يرغب بالعودة من العراقيين فأهلا وسهلا به ومن يؤجل مشروع عودته سيكون ابنا للعراق رغم أنف المغرضين وسيأتي اليوم الذي سيحتفل به ابناء العراق تحت خيمة الوطن العراق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم علي كريم

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/13



كتابة تعليق لموضوع : المثقف العراقي والهجرة والتهجير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net