صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

كربلائيات 
علي حسين الخباز

 سمعت منكم احداثا وتواريخ قديمة حتى تملكتني الحيرة؛ هل يتذكر الشهداء البعيد ويهملون القريب... فأجابني احد الشهداء: وهل عام 1358هـ من التواريخ البعيدة، ففيها جدد شباك الضريح الحسيني المقدس، بأمر السلطان طاهر سيف الدين الاسماعيلي، وقد صنع في الهند من الفضة الخالصة، والاقرب من هذا تجديد هيكل الضريح سنة 1360هـ من تبرعات بعض الوجوه، واهديت مجموعة كبيرة من الذخائر النادرة، ومصاحف خطية قديمة، ومفروشات مطرزة باللؤلؤ والمرجان، والمجوهرات والتحف النفيسة، اهديت من ملوك وامراء من ايران والهند، ومن معظم الاقطار الاسلامية، وعقب شهيد آخر... وهناك قناديل وأواني ذهبية وفضية ونحاسية، وأكد شهيد آخر:ـ في عام 1388هـ تبرع (قنبر رحيمي) متعهد معادن بانشاء الطارمة المرمرية، قلت مبتسما: ما شاء الله امهلوني فرصة كي أسأل... 
:ـ وأين موقع الايوان الناصري؟ والايوان الحميدي؟
فأجابني أحد الشهداء:ـ سمي بالناصري أولا نسبة الى الشاه ناصر الدين القاجاري، وهو في الجانب الغربي من الصحن الشريف، ولم يكمله لكونه فارق الحياة، وجدده السلطان عبد الحميد العثماني، فسمي نفسه بالايوان الحميدي، ويقابله ايوان رأس الحسين الملحق برواق ابراهيم المجاب فيه عمل الاستاذ (أحمد جواد شيرازي) زخارف بديعة محملة بالفسيفساء الدقيقة، وكان ذلك عام 1296 هـ... فقال الجد بحنكته المعروفة عنه: ماذا تريد بعد؟ يفترض بك انت ان تعلمنا مثل هذه المعلومات، لكونك الاقرب الى مصادرها، قلت له بخجل: يا جد بلا حسد للشهداء ذاكرة لن تنسى شيئا، لا تواريخ ولا ارقام ما شاء الله لكن يا جد... 
 الجد:ـ اسأل... اسأل... بلا حرج فانا اردت ممازحتك لاغير. 
قلتُ: ما الذي شيده السيد كاظم الرشتي إذن؟ 
 أحد الشهداء:ـ القسم الشرقي من الصحن الشريف سنة1259 هـ... 
 :ـ وما الذي فعلته والدة السلطان العثماني عبد المجيد... 
 شهيد آخر:ـ شيدت خزانا لإرواء الماء في الجهة الجنوبية الشرقية من الصحن المبارك. 
 شهيد شاب:ـ جاء في كتاب تراث كربلاء للسيد سلمان آل طعمة، ما يرويه بعض المعمِّرين انهم وجدوا عند الحفر درعا عتيقا وسهما وقربة، لذا اتخذ هذا المكان خزانا للسقاية، تثمينا لقربة العباس بن علي (ع). 
:ـ مع الأسف هو غير موجود الآن. 
:ـ هدم الخزان اذا لم تخني الذاكرة عام 1363هـ أثر توسيع الصحن الشريف. 
 : هل هو الخزان الوحيد الذي كان في حينه؟ 
 :ـ لا طبعا فقد كان هناك خزان آخر أنشأه المرحوم الحاج حبيب الحافظ وثالث عند مدخل باب القبلة أنشئ عام 1322هـ 
:ـ طيب وإيوان صافي صفا أين هو الآن؟ وايوان ليلو... وايوان الوزير؟ 
 :ـ هو نفس الإيوان يا أخي بتسميات عديدة، فهو في القسم الشمالي بناه الشاه سليمان الصفوي...وسمي بايوان ليلو، وحين عمره الوزير القاجاري مرزا موسى سنة 1281 هـ جدد مرايا الالوان والكتيبة القرآنية، ولم يبقَ من معالمه شيء. 
شهيد آخر: جاء في كتاب مدينة الحسين للسيد محمد حسن الكليدار ان مديرية الاوقاف سورت أسس جدار الرواق الغربي للصحن الحسيني، وعمّرت الجهة الغربية من الصحن الشريف، واما رخام الارضية فقد وضعها السلطان ناصر الدين القاجاري، واستبدلت برخام كبير الحجم بعد ذلك بتبرع السيد أحمد مصطفوي احد التجار الايرانيين. 
 الجد:ـ قال مبتسما سأحدثكم بحكاية مرجان... كان هناك والي على بغداد عين من قبل السلطان لويس الجلائري، وبعد مدة قاد عصيانا ضد سلطانه، فجهز السلطان جيشا من تبريز لانهاء هذا العصيان، فرأى مرجان ان لاطاقة له بمواجهة الجيش، فهرب الى كربلاء واستجار بالحسين متخفيا، وقام ببناء مئذنة كبيرة سميت بمنارة العبد...
: أوه منارة العبد !!! 
 :ـ بناها مرجان اولجياتي عام 767هـ وزينها بالقاشاني وبنى من خلفها مسجدا في الجانب الشرقي من الصحن الشريف، وخصص لها من أملاكه الكثيرة، وجعلها أوقافا يصرف واردها على الجامع والمئذنة. 
:ـ وبعد ياجد؟ 
 :ـ علِمَ السلطان لويس، فأحضره وبدل ان يعاقبه على عصيانه عفى عنه وأكرمه، واعاده واليا على العراق، وتم ترميمها بأمر من الشاه طهماسب سنة 982هـ وأصلحها البلاط العثماني عام 1308هـ. 
:ـ لماذا هدّموها ياجد؟
 الجد:ـ بأمر رئيس الوزارة العراقية ياسين الهاشمي هدمها عام 1357هـ نظرا لاعوجاجها وكان متصرف كربلاء في ذلك الوقت (صالح جبر) وهذا موجود عندكم في كتاب تاريخ كربلاء للدكتور عبد الجواد الكليدار:ـ وهل كان هناك مآذن أخرى؟ 
 :ـ نعم يا ولدي هناك مئذنتان... وصحن صغير يقع خلف مئذنة العبد، ومنه يذهب الزائر الى الروضة العباسية، وقد شيد الديالمة مئذنتين عند مدخل الباب الشرقي، وتحتها مقبرتان شيدتا بأمر نجيب باشا.
 :ـ في أي سنة كان ذلك يا جد؟ 
أجاب أحد الشهداء:- عام 1262هـ 
 :ـ والمقبرتان لمن يعودان. 
 شيخ شهيد:ـ واحدة لأسرة السيد إبراهيم القزويني، والأخرى للسيد محمد مهدي الطباطبائي، وهناك مقبرة آل بويه، ومقبرة المرحوم السيد مهدي الصافي جد اسرة السادة آل الصافي بكربلاء وهي عند باب الشهداء.
:ـ والقبة؟ 
 أحد الشهداء:ـ لقد عمّرها وجدّدها السلطان مراد الرابع سنة 1048هـ 
 شهيد آخر: قام بتذهيبها أغا محمد خان مؤسس الدولة الغاجارية 1207 هـ 
شيخ شهيد:ـ وتم تذهيبها على عهد السلطان ناصر الدين القاجاري، وقد جدد بناءها واكمل قسما من تذهيبها سنة 1273هـ 
جاء في كتاب (بغية النبلاء) في تاريخ كربلاء للسيد عبد الحسين الكليدار في جانبي الصحن كانت هناك ساعتان كبيرتان مثبتتان على برج شاهق؛ واحدة فوق باب القبلة، والاخرى فوق المسجد في الجهة الشرقية للصحن، ونقلت بعد ذلك فوق باب راس الحسين. 
 احد الشهداء:ـ الله... الى الآن مازلت أحتفظ بمعلوماتي، فطول الصحن الشريف 95مترا وعرضه 75مترا وله عشرة ابواب... القبلة، الرحمة في الجنوب، وباب قاضي الحاجات والشهداء، والكرامة شرق الصحن، وباب السلامة، والسدرة من شماله، وفي الغرب باب السلطانية، ورأس الحسين، وباب الزينبية، وكان لكل باب من هذه الابواب طاق معقود بالفسيفساء البديع. 
 شهيد آخر:ـ في الروضة الحسينية 65 ايوانا وفي كل إيوان حجرة أعدت لتلقي طلاب العلم دروسهم... وأعد البعض الآخر منها مقابر السلاطين والملوك وكبار العلماء ورجال الدين وبعض الأسر المعروفة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/11



كتابة تعليق لموضوع : كربلائيات 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net