صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

السيد الجلالي/ ح2
علي حسين الخباز

 ذهابك الى الحديث النبوي الشريف هل كان ردة فعل ام ماذا؟

بالنسبة الى الحديث الشريف تعلمون ان الاسلام يقوم على الكتاب والسنة، والسنة تعتمد على احاديث اهل البيت عليهم السلام، واحاديث النبي صلى الله عليه وآله، واهل العامة يخصصون احاديث النبي (ص)، ولكن نحن نعممه الى احاديث اهل البيت عليهم السلام، والسنة عماد الدين بعد القرآن، والقرآن كما تعلمون خاصة بالنسبة الى الاحكام الشرعية 500 آية فقط من مجموع 6000 آية ولكن الحديث الشريف 30 او 60 الف حديث شريف في الاحكام، فلهذا الحديث الشريف يكون عمدة في الاحكام الشرعية، واكثر الاحكام تبرز في الحديث، الحقيقة من خلال دراستي الفقهية العلمية لاحظت ان الحديث بالرغم من عظمته واهميته في التراث الاسلامي، هناك عناية قليلة به، يعني مثلا لا يوجد في الحوزة درس بعنوان حديث، وان كان الطلبة من خلال بحوثهم الفقهية كل واحد منهم يدرس الحديث الذي يحتاجه دراسة محكمة قوية، لكن كدرس مستقل لا يوجد. 
هذا اولا... والشيء الثاني لاحظت ان الأحاديث الشريفة عندنا غير موثقة اي غير محققة تحقيقا علميا عصريا من حيث مقابلة النسخ ومقابلة المنقولات... فجذبني هذا الامر لدراسة الحديث بشكل مستقل، وجعلت تخصصي بعد الدراسات العامة في الحوزة من الفقه والاصول والكلام وغير ذلك جعلت تخصصي وجهدي منصبا في الحديث الشريف، لاجل هذا ركزت على احياء الحديث لأهميته.
ركزت على (حسبنا كتاب الله) بالمقابل ظهرت حركات من بعض الشيعة تعتمد او ترتكز على النص ارتكازا وانت ذكرتها في بعض مؤلفاتك من ضمنها الاخبارية وضعتها مقابل هذه الحركة؟
الحديث له جهات متعددة؛ جهة قضية معارضة الحديث اصولا، يعني الحديث غير معتبر، هؤلاء جماعة تسمى بالقرآنيين الان موجودون في باكستان، وفي مصر، وفي هذه الموجة الخبيثة العلمانية، فيهم جماعات كثير يكتبون حول هذه القضية، بأن العصر هو القرآن، والحديث لا اعتبار له، لان فيه اشكال سند، ولهذا انا بدأت بتكوين اصل الحديث، وذكر حجية الحديث من اصول القضية، فبدأت بتدوين الحديث، لانهم يشككون، فالسنة العامة عندهم رأي، وهو ان الحديث الشريف لم يكتب الا في عصر عمر بن عبد العزيز تعلمون ان عمر بن عبد العزيز تولى الامر سنة 99هـ ومات سنة 101هـ او قتل من قبل الامويين انفسهم في 101هـ ففي هذه الفترة هو اعلن رواية الحديث، ولكن قبله كان الحديث ممنوعا، فمن منعه؟ ابو بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، والخلفاء، حتى زمان عمر بن عبد العزيز، هذا القرن الاسلامي الاول منع فيه الحديث من قبل السنة هذا احد اشكالات العلمانية، واشكالات المعارضين للحديث. 
لماذا مُنع الحديث؟
نحن بحثنا هذا الموضوع في كتاب السنة الشريفة ما هو سبب المنع؟ هم عللوا المنع بتعليلات سبعة او ثمانية وانا ذكرتها في الكتاب، ورددت عليها بأن هذه ليست السبب، وتوصلت الى سبب نهائي، وهو انما منع لضرب اهل البيت، واساس المنع هو عمر في محضر النبي صلى الله عليه وآله، لما اراد أن يكتب كتابا يقول: (...لاتضلوا بعدي ابدا) اجمعوا ان المراد بهذا الكتاب هو خلافة عليّ فقال عمر: (لا نريد هذا حسبنا كتاب الله) فعارض كتابة النبي بكتاب الله، هم يقولون ان ارادة النبي يسموه (الهمّ) يعني: هـَمَّ... يعني اراد ان يكتب، هذا حديث يعتبرونه حديثا، فاول من منع الحديث بهذه الحجة (حسبنا كتاب الله) هو عمر، وتلاه ابو بكر لما تولى جمع أحاديث كثيرة، واصبح يوما، قال: انا اشك في ان هذه الاحاديث هي من رسول الله، لعلها اختلطت عليّ فاحرقها كلها، وبعده اتى عمر فاصبح المنع شديدا، بحيث جذب ابا هريرة وحبسه في المدينة، وجذب ابا مسعود وحبسه في المدينة، وجذب فلان وحبسه في المدينة، وقال: لا تحدثوا... ولما خرج وفد الى الكوفة قال: لا تحدثوا احدا إلا بالقرآن... إذن هي عملية متفق عليها، عملية قانونية سنوا قانونا بهذا، لاجل ان لايختلط الحديث بالقرآن، وكانت هذه حجتهم، وانا اثبت ان الحديث غير القرآن كيف يخلط المسلمون في ذلك العصر القرآن بالحديث مع انهم كانوا يحفظون القرآن ثم لفظ القرآن يتميز عن الحديث حتى في زماننا هذا، فالقرآن محفوظ ولا يمكن ان يختلط به شيء وكان العرب في ذلك الوقت لا يعرفون حديثا ولا قرآنا ولكنهم عندما يستمعون القرآن يتعجبون منه، اما الحديث لا يتعجبون منه، وهذا هو احد الوجوه السبعة. المسلمون بعد القرن الاول توجهوا الى الحديث ألم تكن تلك الوجوه موجودة؟ هذا الاحتمال كان موجودا فلماذا توجهوا الى الحديث، وكتبوه، فاذا هي عملية سياسية، عمر بن عبد العزيز رأى ان الامامة انتهى دورها، وممكن ان الناس يرجعون الى الامامة، فجعلوهم يكتبون اي انه انتهى الخطر الذي كان يواجههم فبدأوا يكتبون.
 الان لو عدنا الى الانعكاسات الاخلاقية في ثورة الإمام الحسين عليه السلام، وهذا ايضا مبحث من بحوثك ولكن كيف كانت رؤيتك للانعكاسات الاخلاقية في ثورة الامام الحسين عليه السلام؟
في الحقيقة ان ثورة الامام الحسين عليه السلام ثورة جامعة من حيث الفداء والتضحية ومن حيث العقيدة والمعتقد، وهذا جانب واضح، ومن حيث مسألة الاخلاق، ان الامام عليه السلام ليس انسانا حقودا وليس انسانا طالبا للملك، وطالبا للجاه، وطالبا للدولة، هذه الامور اثبتها الامام الحسين عليه السلام في عمله، وفي خطاباته، ولهذا فالذين ارادوا ان يتهموا الامام الحسين بانه قـُتل في سبيل الملك مثلا هذا باطل، لان الذي يطلب الملك لا يأتي مع عائلته ومع افراد قلة، كان مثلا يذهب الى اليمن، وشيعة ابيه كانوا في اليمن، وعرضوا عليه ذلك، ولكنه لم يقبل، وهذا دليل على انه لم يكن طالبا للملك طبعا بعض اهل السنة يريدون ان يقدحوا بالامام الحسين بهذا الشكل، نعم هو طالب للحق والحق له وهو الامامة، فالذي يطلب الملك الدنيوي لايأتي باولاده وعياله ونسائه ويحضر هذا المكان الذي تحوطه الاعداء هذه نقطة، والنقطة الأخرى مسألة الفداء والتضحية من قبل اصحابه تدل على معان كبيرة وتعطينا دروسا كبيرة في هذا المجال، كيف كانوا يضحون بأنفسهم ويسارعون الى الموت في سبيل ان يكونوا متقدمين الى الجنة وثبات عقيدتهم وقوة عزمهم واعتقادهم، هذا ايضا معنى من المعاني الاخلاقية، ومسألة ابي الفضل العباس عليه السلام وفدائه وتضحيته وعدم شربه للماء هي معانٍ ليس لها مثيل في التأريخ وبعد ذلك تأتي الى الاسرى وقيامهم بهذا الدور العظيم وسيرتهم وعملهم تجد فيهم معاني عظيمة من الايثار والمقاومة والدفاع عن الحق وفيها معاني سامية ولو يبحث عن كل واحد منها يمكن ان يؤلف الانسان كتابا كاملا عن هذه التضحيات. انا عقيدتي في الحقيقة في قضية الامام الحسين عليه السلام انه يجب علينا نحن الشيعة ان نغتنم قضية ثورة الامام الحسين وعاشوراء بالذات، وان يؤلف في كل سنة عشرات الكتب عن الحسين، مع الأسف الشديد نحن غير مهتمين في هذا الجانب او ضعيفين في هذا الجانب، انا في كتابي (الحسين عليه السلام سماته وسيرته) كتبته في العاشر من المحرم وطبع في نفس الشهر وفي نفس السنة طبعتين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/10



كتابة تعليق لموضوع : السيد الجلالي/ ح2
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net