صفحة الكاتب : محمد علي مزهر شعبان

رسالة جندي . زمن الموت
محمد علي مزهر شعبان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الاهداء .... الى الامعات اللذين لازالوا يمجدون بالطاغية

تعطلت اجازتي باوامر من امتلكونا عبيدا أجراء، فكتبت رسالة الى ام عيالي وكانها الورقة الاخيره :

في موقد هذا الجحيم، ولهيب الشظايا وتطاير الاشلاء، بدوت اتحايل على القدر بمنحة السلامه، وبدوت أأجل الاجال، ان هي لم تاتي مخترقة بعد حين . أبلغك ان الاجواء ذات غبار أبيض لم نألفه فيما سبق لاننا في اعلي قمم عالية للغاية، والغيوم من تحتنا، يبدو انها ضربة كيمياوية عراقيه، وسربتها الرياح نحونا.

لامفر ولا مهرب وكانت اشد من الحرب هي نفسيات الامراء اللذين احسوا بالموت، وصبوا جام غضبهم علينا كل ساعة نهرب من مكان لاخر بعد فراقنا لبعض الاحبة . كان البعض منهم مكفهرا والاخر يتغنى بلمظة أمل داخل خوالجه، بنعمة الحياة واكثر ما يورد في احاديثهم الاطفال والزوجات . اكتب اليك على ضوء القمر ولم اكترث لاجواء الموت، ان لم يخطفنا فقد شاهدناه باعيننا .

الليل مثير للغاية بين خطفة الموت السريعه، وامل حتى بصيصه ضئيل، فسحة ضئيلة للغاية نعلق عليها جلباب الامل . قبل يومين وانا الهث لتصليح خط سلكي انقطع، واذ كنت ابحث عن القطع من خلال اللمس، سقطت قذيفةعلى بعد متيرات مني، لم تنفجر، انتابتني ابتسامة وكاني امنح صك الحياة . وتركت الامر للمرات القادمه

اعذريني اكتب لك هكذا امور وحشية، ولكن من اين ااتي بنسمة حرية ولو من عنق زجاجه، انوفنا مزكمة بالدخان ونحن نجتمع داخل منعطف نحرق الحطب، ونتجمع عليه كذباب، او بالاحرى نعاج، ترصدنا عيون الذئاب. فريسة لا مجال الا لحظة الافتراس . لا زمان ولا مكان في عداد الامان .شريط فقط يمر عبر ومضة للمشاعر .

شيء من السكون يطغي على الجو، حين تكل أيدي الرماة وصمت خراطيم المدافع . الكأبة تلغى لاننا نعيش امرا تجاوز الكابة كشعور واحساس . تتزاجم احاديث اشبه بالهذيان. تتلاحق تتسابق، تتقافز كسيول مطر غاضب مع رعيد مدافع تفاجئنا على حين غرة . هوس ذكريات عبر هذا السلك الموصل الى الحتف .

هو هكذا الشريط المعروض في شاشة الدخان السوداء، وهكذا تعتاش جرثومة الذكريات والامنيات،. جرثومة اكلت متسع الفعل والحركة في ذلك السكون، وحتى طارف الامل اخترقته الاعادة، ابكاه الملل، واضحكه الياس تضيق الدوائر ويبدا الجزء المامول يفقد معينه، ويترك بصماته فوق السحوب المغلوط بالغاز. يبدا المرء يبحث على مقدار مساحته، وقدرته في الاحتماء فلم يعثر عليها. لا مرجعية لك سوى الايمان بالقدر، والصمت المريع بانتظار القدر، هكذا يمكن لعقلنا الجمعي ان يسوقنا . خرست اشارات الهمس والمتكلم الوحيد هو الصمت . لقد اختفت الامال حتى اضحت كالنسمات الهابة على حين غره، على اجنحة الهواء المتخم الملوث، المختبئه بين اجنحة الليل .

لعل هذه الورقة ستصلك ام لا، لا اعرف اتمنى ان أأتيكم حيا او ميتا .

قال رسول الله -عليه وعلى اله افضل الصلوات- :

}يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ: لَا تُؤْذُوا المُسْلِمِينَ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، ولا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِمِ؛ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ؛ يَفْضَحُهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِه.{

وقد بين رسول الله في هذا صور متعدده له وعاقبة من يجعله نمط حياة له,

أثره على الفرد

من الآثار الذي يتركها على الفرد, هو إحساسه بالاهانه و وإيذاء سمعته داخل المجتمعة, كل هذه الامور تجعل الانسان الذي تعرض لهذا لا يكون في حالة نفسية جديدة, الى تساعده على القيام بدوره بصورة صحيحة حتى يكون عنصر فاعل داخل المجتمع.

أثره على المجتمع

الآثار المهمة التي يتركها على المجتمع, هو حاله البغضاء بين أفراده تقطع الأواصر بين أفراده,وبذلك يتحول المجتمع إلى افراد يعيش كل منهم منعزل عن الآخر ,

هذا الأمر يكون ضربة في صميم أي بلد, لأن عملية تنمية وتطوير أي بلد يتم من خلال التعاون بين أفراده , وأن عملية زرع ثقافة العنف هي اولى الادوات التي يتم استخدامها من اجل تفكك المجتمع, وبذلك يصبح المجتمع خامل غير منتج وبذلك يصبح من السهولة اختراقه وتمرير الأفكار له,


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي مزهر شعبان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/09



كتابة تعليق لموضوع : رسالة جندي . زمن الموت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net